العدد 2465 - السبت 06 يونيو 2009م الموافق 12 جمادى الآخرة 1430هـ

النجوم يورثون أبناءهم النجومية

في مهمة تثقل كاهلهم وتحمي ظهورهم

يرث الناس من أهاليهم الكثير، أشكالهم وألوانهم، بعض العادات، والأفعال. ويرث البعض مواهب ومميزات خاصة من أهاليهم، لعل من بينها مواهب الغناء والتمثيل والرقص وما شابه من صفات فنية. فظاهرة الفن بالوراثة، أو العائلات الفنية، ليست بالجديدة، فالمطربة السورية أسمهان، وأخوها فريد الأطرش، كانا من أشهر الأسماء في أوائل القرن الماضي، وغيرهما من الأخوة ممن يعملون في مجال الفن الكثير.

لم يعد من الخفي عن الجمهور أن الكثير من المسلسلات والأعمال الفنية تؤدى من أفراد عائلة واحدة، بل وتصل الأمور أحيانا إلى أن يكون بعض أفراد العائلة مشرفين على الإنتاج والإخراج، أو حتى نص السيناريو، والأعمال الفنية والتقنية في العمل. ولا تقتصر مشاركة أفراد العائلة على الممثلين البالغين الكبار في العمر، فحتى الأطفال، بل والرضع حتى، يشاركون في المشاهد التي تتطلب أدوارا لأطفال.

وتكثر ظاهرة العائلات الفنية في مصر وسورية، وخصوصا في مجال التمثيل، أكثر منه في الغناء، على رغم وجود عدد لا بأس به من العوائل التي تعمل في مجال الغناء والموسيقى. من بين هذه العائلات في مصر، عائلة الممثل محمود ياسين، زوج الفنانة شهيرة، ومن أبنائه العاملين في مجاله نفسه رانيا ياسين وعمرو ياسين، كما أن زوج ابنته الفنان محمد رياض. أيضا هناك عائلة الممثل أشرف زكي المتزوج من الفنانة روجينا. وأشرف أخو الممثلة ماجدة زكي زوجة الممثل كمال أبورية.

في مقابل العائلات الفنية المصرية، هناك من ينافسهم في هذا المضمار في مكان آخر، وهم العائلات السورية المتخصصة في جميع مجالات الفنون، التي تزايد عددها في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ. فنجد الأب والأبناء والزوجات، ومجموعة من الأقارب، وقد يصل الأمر إلى الجيران، يشاركون جميعهم في العمل. من أشهر هذه العائلات عائلة جبر التي ينتسب إليها: محمود جبر، وابنتاه الممثلتان ليلى جبر ومرح جبر، ووالدتهما هي هيفاء واصف، أخت الفنانة السورية الكبيرة منى واصف... وليست هذه الأسماء الوحيدة المنخرطة في مجال التمثيل من هذه العائلة. ويوجد هناك أيضا الممثل سليم صبري والد الممثلة يارا صبري، وخالتها هي ثناء دبسي وزوج يارا صبري هو ماهر صليبي.

ولا تقتصر الأسماء على الممثلين، فحتى المخرجين يورثون مهنهم إلى أبنائهم، كما هو الحال مع المخرج السوري هشام شربتجي وابنته رشا شربتجي.

وغير ذلك من العائلات الفنية الكثير، مما جعل بعض الأسماء تحتكر بعض الأعمال، أو تسند الجزء الأكبر منها إلى مجموعة مرتبطة بعضها بعضا بصلة قرابة، حتى وصل الأمر إلى أن يخرج بعض الفنانين المحتجين، ليسموها بـ «مافيات فنية» تحاول احتكار سوق العمل والإنتاج الفني.

ويرجع البعض مسألة توارث الفن لكون أبناء الفنانين والمقربين منهم يعيشون معهم طبيعة مهنتهم وظروفها، مما يجعلهم قريبين منها ومتقبلين لها، فاهمين لتفاصيلها، وهذا يدفع الكثيرين منهم لتجربة حظهم فيها، فينجح البعض ويتراجع آخرون. ويصرح الكثير من أبناء النجوم بأنهم دخلوا مجال عمل أهاليهم لانبهارهم بالشهرة والنجومية التي تحيط بذويهم.

ولعل النشوء في عائلة فنية أو إنشاء عائلة فنية بزواج الفنانين من بعضهم بعضا، أضاف إلى البعض الكثير. فمعرفتهم بقواعد اللعبة في الساحة الفنية، جنبهم التعرقل والتعرض للكثير من الأزمات، فمصدر النصح قريب، وخبايا أسرار النجومية مكشوفة ومعروفة بالنسبة إليهم، ويتوافر في هذه العائلات عادة كل ما قد يحتاج إليه أي موهوب بنوع من الفنون، من مؤازرة وتفهم لمهنته.

غير أن الوجود في فلك عائلة فنية، «سيف ذو حدين»، فكما هو مصدر دعم، هو أيضا مصدر عرقلة ومشاكل، فكثيرة هي المشاكل التي نسمع عنها عن الفنانين وعائلاتهم، وخصوصا عندما يدير الأعمال الفنية أحد أفرادها، ولعل تجربتي الفنانتين اللبنانية نجوى كرم والسورية أصالة من أشهر التجارب في سوء العلاقة مع الأهل بسبب تداخل العلاقة ما بين القرابة والعمل الفني.

وإذا كانت بعض المواهب انتقلت بالجينات ما بين الآباء والأبناء، فنجحت وأثمرت عند البعض، وخابت وانكفأت عند آخرين، فإن هناك عائلات فنية عربية، مجرد ذكر لقبها يوحي بالموهبة والفن، من أشهرها عائلة الرحباني اللبنانية الموسيقية، التي لا يكاد يولد شخص فيها إلا ويمتلك ذوقا موسيقيا مميزا، فالعائلة التي أنجبت عاصي الرحباني وإلياس الرحباني، وزياد الرحباني ابن أسطورة الغناء فيروز، ومروان وغدي وأسامة وغسان، جميعهم يجري في عروقهم دم محمل بالنوتات الموسيقية التي يورثونها جيلا بعد جيل إلى أبنائهم.

العدد 2465 - السبت 06 يونيو 2009م الموافق 12 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً