قد يُخيّل إليك أن أجهزة الكمبيوتر اللوحي التي اجتاحت مؤخراً الأسواق حلّت محل أجهزة الكمبيوتر المحمولة بشكل حتمي ولكن، هذا ليس هو الحال. فبينما تتطوّر مطالب المستهلكين، كذلك الأمر بالنسبة للتكنولوجيا وبالتالي فإن سوق الكمبيوتر المحمول تخضع حالياً لعملية تجديد ثورية؛ إذ تشكل الأجهزة المحمولة باليد اتجاهاً متنامياً في الوقت الراهن، وبينما لا تزال النشاطات المجراة أثناء التنقل تسير بخطى سريعة، فإن الأجهزة التي نحملها باتت أرق وأخف وزناً. وهذا مرتبط بشكل خاص بالأشخاص المهنيين دائمي الانشغال.

وعلى الرغم من أن العمل أثناء التحرك ليس بالأمر الجديد، إلا أن الابتكارات المستمرة في الحوسبة السحابية والتكنولوجيا المحمولة، والقدرة على الاستعانة بمصادر خارجية لجذب الأعمال بنقرة زر واحدة حالياً يعني أن حاجة الشركات في المنطقة لتكون مرتبطة بالمساحات المكتبية التقليدية قد باتت أقل.

وذكرت مؤسسة «آي دي سي» في تقرير أجرته أن الطلب على الأجهزة المتصلة النقالة في ازدياد، مشيرةً إلى أنه بحلول العام 2015، من المتوقع أن يصل عدد السكان العاملين في وظائف متنقلة في العالم إلى 1.3 مليار شخصاً ما يمثل 37.2 في المئة من مجموع القوى العاملة، وأن أكبر المكاسب آتية من الاقتصادات الصاعدة مثل الشرق الأوسط.

وأصدرت شركة سامسونج في العام الماضي أنحف كمبيوتر محمول في السوق، وهو الجيل الثاني من السلسلة 9 المتوافر بحجمين، 13 بوصة و15 بوصة.

إن التصميم الرقيق الذي يبلغ 14.9 ملم للنموذج ذي الحجم 15 بوصة يجعل منه أكثر إحكاماً بنسبة 50 في المئة تقريباً من أي كمبيوتر محمول رقيق وخفيف الوزن المتوافر في السوق بالحجم نفسه. كما أن نموذج الأجهزة ذات الحجم 13 بوصة يبلغ رُفعها 12.9 ملم فقط، وهي أصغر من النموذج السابق بنسبة تبلغ 28 في المئة. يتضمن الكمبيوتر المحمول الجيل الثالث من معالجات Intel Core، وذاكرة بسعة 4 جيجابايت أو 8 جيجابايت ومحرك للأقراص ذات الحالة الصلبة بسعة 128 جيجابايت أو 256 جيجابايت مع تكنولوجيا البطاريات المعمّرة ما يسمح باستخدامه لمدة تصل إلى 10 ساعات؛ الأمر الذي يجعل منه جهازاً مثالياً للعمل. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه بالإمكان إعادة تشغيل السلسلة 9 الجديدة في 9.8 ثوان، وتشغيله في غضون 1.4 ثانية مع تقنية التصفح السريع التي توفر ضعف السرعة العادية لتصفح الإنترنت.

بالنسبة إلى الاستخدام الشخصي أثناء التنقل، إن الجهاز اللوحي يلبّي المستوى المطلوب، حيث أنه يعمل بمثابة مركز كامل للترفيه ومناسب للجميع. يوفر جهاز سامسونج جالاكسي تاب 2 سهولة في الوصول إلى خدمات غوغل للأجهزة النقالة مثل يوتيوب ومحرك غوغل البحثي وتطبيق Google Talk وكذلك خدمات المحاور من سامسونج بما في ذلك محاور القراء والموسيقى والألعاب والفيديو. ويوفر الجهاز إمكانية تنفيذ مهام متعددة على نحو سلس وتشغيل الوسائط المتعددة بسهولة بسرعات أكبر لتحميل الملفات وتصفح الإنترنت بشكل سريع. الجهاز متوافر بحجمين، 7 بوصات و10.1 بوصات وهو غني بالخاصيات العملية مثل التعرف على الوجه وفتح الجهاز عن طريق تمييز الوجه، وخاصيات المكالمة الصوتية والمرئية وخدمة رسول الوسائط المتعددة المجانية من سامسونج التي تحمل اسم ChatON للبقاء على اتصال بشكل مستمر. كما يمكن للمستخدمين استضافة مكالمة مرئية جماعية مع ما يصل إلى 10 أشخاص في وقت واحد عبر خاصية Google + Hangouts.

إن نمو سوق الأجهزة اللوحية في جميع أنحاء العالم واقع لا يمكن إنكاره، حيث أشارت مؤسسة «آي دي سي» في تقرير لها إلى نمو شحنات الكمبيوتر اللوحي خلال الربع الأول من العام 2013 بلغ 139.1 في المئة. ومن الواضح أن هذا النمو لا يظهر أي علامة على التباطؤ، ولكن خصائص الكمبيوتر المحمول الموثوق به مثل الإنتاجية والأداء ستشكل دائماً مطلباً رئيسياً بالنسبة للمستهلكين.

ويُشار في هذا الصدد إلى أن من بين التصاميم التي ستبرز نتيجة لهذا الطلب المزدوج على الأداء وقابلية الحمل هو الكمبيوتر المحمول/ الجهاز اللوحي الهجين.