نقل مواطنون بحرينيون يتواجدون في مصر حاليّاً، ما شاهدوه من أحداث خلال عملية إخلاء ميدان النهضة من المتظاهرين المؤيدين للرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي، كما نقلوا صورة عن الأوضاع التي شهدتها العاصمة المصرية (القاهرة) بعد إخلاء الميدان.

وأكدوا أنهم سمعوا أصوات إطلاق الرصاص عندما كانت قوات الأمن المصرية تخلي الميدان، كما سمعوا أصوات سيارات الإسعاف، وشاهدوا أعمدة الدخان تعتلي من أماكن مختلفة.

وأشاروا إلى أن حالة من الاستنفار شهدتها مناطق مختلفة من القاهرة، قبيل إعلان حالة الطوارئ، إذ خرج المصريون لشراء ما يحتاجون إليه من الأطعمة والاحتياجات المنزلية، فيما سحب مصريون وأشخاص من جنسيات أخرى مبالغ كبيرة من البنوك تحسباً لإغلاقها.

وفي تفاصيل ما شاهدوه وسمعوه صباح أمس الأول (الأربعاء)، أفادوا بأن كثيراً من الرسائل كانت تُبث عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، عند الساعة السادسة من صباح اليوم المذكور، وتزامن ذلك مع تصاعد أعمدة الدخان، من مقر سكنهم في أحد الفنادق القريبة من نهر النيل، وبعدها علموا بأن قوات الأمن المصرية تدخلت لفض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي.

وذكروا أن حركة السيارات في الشوارع كانت قليلة، وخصوصاً سيارات الأجرة، التي تتواجد عادة بكثرة في محيط الفنادق، ونصحت الأخيرة زبائنها بعدم الخروج، إلا أن الحركة في الشوارع سرعان ما عادت نسبيّاً بعد الظهر، ومع توارد الأنباء عن إعلان حالة الطوارئ، خرج المصريون لشراء ما يحتاجون إليه لمنازلهم، مشيرين إلى أن الحركة انخفضت عند قرابة الساعة الخامسة عصراً.

وتحدثوا عن حركة الناس في كورنيش نهر النيل، وقالوا إن الحركة في مساء يوم الثلثاء كانت طبيعية، وجميع المراكب السياحية عملت بصورة طبيعية، إلا أن الوضع كان مختلفاً مساء الأربعاء، بعد إخلاء ميداني النهضة ورابعة العدوية.

ولفتوا إلى أن عدداً من المصريين الذين التقوهم في القاهرة يتوقعون إلغاء حظر التجوال في محافظة مصر خلال يومين. وتوقع البحرينيون المتواجدون في مصر ألا يلتزم المصريون بقرار الحظر.

وكان الرئيس الإسلامي المعزول أعلن في شهر فبراير/ شباط الماضي (2013)، حالة الطوارئ وحظر التجوال في محافظات القناة الثلاث «بورسعيد والسويس والإسماعيلية»، لمدة 30 يوماً، بسبب أعمال العنف التي تشهدها هذه المحافظات، إلا أن أهل هذه المحافظات لم يلتزموا بالقرار، وحصلت مناوشات بين قوات الأمن والأهالي خلال فترة الحظر.

هذا، ونصحت وزارة الخارجية المواطنين المتواجدين في مصر، بالابتعاد عن أماكن التجمعات التي تشهدها المحافظات كافة، حرصاً على سلامتهم. ودعت الوزارة المواطنين البحرينيين إلى عدم الخروج من محل إقامتهم إلا للضرورة القصوى حفاظاً على سلامتهم.

وفي السياق نفسه، أعلنت جامعة القاهرة إغلاق أبوابها إلى أجل غير مسمى. ويقع ميدان النهضة بالقرب من جامعة القاهرة.

وقالت صحيفة «المصري اليوم» نقلاً عن نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب عز الدين أبو ستيت، إنه سيتم إغلاق أبواب جامعة القاهرة إلى حين انتهاء الأحداث الجارية في محيط الجامعة، وفض اعتصام أنصار الرئيس المعزول بميدان النهضة، مشيرًا إلى أن قرار إغلاق الجامعة يأتي في إطار الحرص على حياة الطلاب والعاملين والأساتذة.

وأوضح أبو ستيت، أن فتح أبواب الجامعة مرة أخرى لن يكون إلا بعد الانتهاء من هذه الأحداث، مشيراً إلى أن اختباء أنصار الرئيس المعزول في مبنى كلية الهندسة أقل ضررًا بكثير من الاختباء داخل الحرم الجامعي.

هذا، وتأثر عدد من الطلبة البحرينيين الذين يدرسون في جامعة القاهرة، إذ كان من المقرر أن يسافر بعضهم خلال اليومين الماضيين، إلا أن إدارة الجامعة أرجأت مواعيد الامتحانات حتى شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، وهو ما اضطرهم إلى إلغاء حجوزات السفر الخاصة بهم.

ويدرس عدد ليس بقليل من البحرينيين في مختلف الجامعات المصرية، من بينها جامعة القاهرة وجامعة عين شمس، وجامعة 6 أكتوبر.

وفي سياق حجوزات السفر إلى مصر، شهدت أسعار تذاكر السفر إلى مصر انخفاضاً كبيراً عما كانت عليه قبل أسابيع، إذ انخفض سعر التذكرة من 220 ديناراً تقريباً، إلى نحو 139 ديناراً.