العدد 3998 - السبت 17 أغسطس 2013م الموافق 10 شوال 1434هـ

موسكو 2013: المصري السيد يطرق باب النجومية

لم يكن أشد المتفائلين يتوقع تألق المصري ايهاب عبد الرحمن السيد في بطولة العالم الرابعة عشرة لالعاب القوى التي تختتم اليوم الاحد (18 أغسطس / آب 2013 ) في العاصمة الروسية موسكو لأسباب متعددة ابرزها الظروف السياسية العصيبة التي تمر بها بلاده، بيد ان "الفرعون الواعد" قلب التكهنات وبصم على مشاركة رائعة بات يطرق من خلالها باب النجومية.

تقلبات كثيرة شهدتها مسيرة هذا الرامي الشاب الذي لم يكن يفكر أنه سيمارس في يوم من الايام رياضة رمي الرمح بالنظر الى كونه يعيش في بلد مجنون بكرة القدم وبالرياضات القتالية وميدالياته في الدورات الاولمبية شاهدة على ذلك حيث اقتصرت جميعها على المصارعة اليونانية الرومانية والجودو والتايكواندو ورفع الاثقال والملاكمة.

يقول السيد في هذا الصدد في تصريح لوكالة فرانس برس: "لم يخطر ببالي في يوم من الايام انني سأمارس رياضة رمي الرمح، كانت هذه الرياضة وسيلة لكسب الدرجات فقط في الميدان الدراسي". وأردف قائلا "طلب مني احد المدرسين ان اشارك في مسابقة وطنية من اجل كسب بعض الدرجات فوجدت نفسي بطلا للجمهورية بعدما احرزت المركز الاول.

لم أكن مقتنعا كثيرا بهذه اللعبة في ظل غياب نجوم محليين يشجعون على ممارستها بالاضافة الى غياب تام للمدربين او المهتمين بها في محافظة الشرقية" في اشارة الى المحافظة التي ولد فيها في الاول من ايار/مايو 1989. وأضاف "كانت نقطة التحول عام 2006 خلال مشاهدتي للقاء اوسلو الدولي ضمن الدوري الذهبي، وقتها أعجبت بالرامي النروجي اندرياس ثوركيلدسن (بطل العالم عام 2009 في برلين واولمبيادي اثينا وبكين ووصيف بطل العالم 2005 في هلسنكي و2007 في اوساكا)، ومنذ ذلك الحين تغيرت نظرتي الى هذه الرياضة 180 درجة وأصبح النجم النروجي مثلي الاعلى واحاول تقليده في كل شىء". وتابع "انتقلت الى النادي الاهلي الذي وفر لي الامكانيات اللازمة ونجحت في احراز برونزية دورة الالعاب الافريقية للشباب عام 2007 وفضية بطولة العالم للشباب عام 2008".

وواصل السيد تألقه واحرز المركز الاول في دورة الالعاب الفرانكوفونية عام 2009 ثم المركز الاول في دورة الالعاب الافريقية عام 2010. واشار السيد الى انه كان قاب قوسين او ادنى من وقف مسيرته الرياضية "الاولى عندما كنت في بداياتي وعدت عن قراري بسبب تشجيع رئيس الاتحاد السابق اشرف بكير، والثانية قبل عامين بسبب الاصابة وغياب الاهتمام من المسؤولين وعدلت عن قراري مجددا بفضل رئيس الاتحاد الحالي وليد عطا الذي شجعني بدوره ووعدني بتوفير جميع الامكانيات ووفى بوعده والدليل النتائج التي حققتها هذا العام بتتويجي بالبطولة العربية في الدوحة واحرازي فضية دورة العاب البحر الابيض المتوسط في مرسين التركية وتحطيمي الرقم القياسي العربي في نصف نهائي المونديال وبلوغي الدور النهائي وحلولي بين الثمانية الاوائل". وحل السيد ثامنا في الدور النهائي برقم 94ر80 م وسجله في محاولته الثالثة ما خوله ضمان بقائه بين الثمانية الاوائل. ويتأهل 12 راميا الى الدور النهائي، لكن يتم اقصاء 4 رماة بعد 3 محاولات، ونجح السيد في البقاء في المنافسة حتى النهاية.

واعرب السيد عن سعادته الكبيرة بالنتيجة التي حققها، موضحا "شرف كبير لي ان اكون بين الثمانية الاوائل، انه انجاز اخر يضاف الى بلوغ الدور النهائي وتحطيمي الرقم القياسي العربي". وتابع "كنت أتمنى تحقيق رقم قياسي جديد والصعود على منصة التتويج، لكن المنافسة كانت قوية مع الابطال الكبار، انها تجربة مفيدة بالنسبة لي وستحفزني على تحقيق الافضل في المستقبل". ولم يخف السيد تأثره النفسي بالاحداث الدامية التي تشهدها مصر بسبب فض اعتصامي انصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في القاهرة، والتي "حرمتني من معسكرات تدريبية ومن التدريبات المنتظمة، كما ان غياب الملاعب الخاصة بالاستعداد في رياضة رمي الرمح مؤثر ايضا".

وقال "لا شك ان هذه الاحداث تؤثر على نفسية اي رياضي، كنت أفكر دائما في عائلتي وفي ما يحدث في مصر، كنت أطمئن يوميا عليهم، هم في حالة جيدة لانهم بعيدون نسبيا عن اماكن الاحداث.

للاسف انها احداث لا تليق بمصر "أم الدنيا" أتمنى أن يتوقف الاقتتال وان تعود البلاد الى حالتها الطبيعية. شعب مصر مسالم". واردف قائلا "كنت اتمنى احراز ميدالية لادخال الفرحة في قلوب الشعب المصري، واعتقد ان حلولي في المركز الثامن أسعده بالتأكيد.

انها الخطوة الاولى لي، سأعود الى مصر للاستعداد لدورة الالعاب الفرانكوفونية، وبعدها سأخطط للمستقبل". واعرب السيد عن نيته في التعاقد مع مدرب جديد يلبي الطموحات والافاق العالمية، مشيرا الى ان ذلك لا يقلل من قيمة وخبرة مدربه الحالي محمد نجيب بطل مصر السابق ومدرب المنتخب والنادي الأهلي.

وتابع "انه مدرب رائع أدين له بكل ما وصلت اليه حتى الان، لكن المرحلة المقبلة تتطلب اعدادا جيدا ومعسكرات مكثفة ومدربين محنكين من اجل حصد الميداليات والالقاب".

وكان السيد يمني النفس بتحقيق انجاز تاريخي يتمثل في تدوين اسم بلاده في سجلات البطولة العالمية وان يصبح اول رياضي في مسابقة ام الالعاب يظفر بميدالية في البطولات الكبرى كون الميداليات التي نالها الفراعنة في الالعاب الاولمبية اقتصرت على الرياضات القتالية: المصارعة اليونانية الرومانية والجودو والتايكواندو ورفع الاثقال والملاكمة والغطس.

وارتفعت حظوظ السيد بعدما حقق انجازا رائعا في دور الاربعة بتسجيله 62ر83 م في محاولته الاولى، وهو رقم قياسي وطني وعربي. وكان الرقم السابق بحوزة السيد وهو 17ر79 م وسجله في البطولة العربية التي اقيمت في ايار/مايو الماضي في الدوحة ومحا وقتها رقمه العربي السابق (05ر71 م). وحقق السيد ثاني افضل رقم في تصفيات المجموعتين الاولى والثانية، خلف الفنلندي تيرو بيتكاماكي وثوركيلدسن.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً