العدد 4003 - الخميس 22 أغسطس 2013م الموافق 15 شوال 1434هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

سياسات الهوية في الشرق الأوسط

 

تعصف بالعالم العربي في هذا الوقت بالذات عاصفة قوية تقتلع الشجر وتجرف الحجر والمدر وتقتل الإنسان والحيوان وتجرفه إلى جهات مجهولة يصعب على ذي لب التكهن بنتائجها. حروب وتفجيرات وقصف بلا هوادة لإبادة جزء من البشر وتراثهم ليصفو الجو للمسببين في ذلك ليعيشوا وحدهم في هذا الكوكب، واقع الأمة مر بمعنى الكلمة. والذي هو أدهى وأمرّ الانشقاق الطائفي أوالمذهبي بين السنة والشيعة في الوطن العربي، هو في الحقيقة جرح عميق لم يبرئه شيء لقرون. في هذا السياق أود ترجمة رسالة مهمة جدا وجهها مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني في لندن كرس دويل (Chris Doyle) نُشرت في صحيفة الفايننشال تايمز بتاريخ 1 أغسطس/ آب 2013م تحت عنوان (سياسات هوية الشرق الأوسط هي أكثر مما هي انقسام بين الشيعة والسنة) ونترجم بتصرف و(الموافقة منه) نبين رأيه في حل هذه المشكلة.

يقول دويل في خضم مناقشة مسألة الطائفية في الشرق الأوسط غالبا ما يجري تبسيطها على أنها انشقاق مذهبي ديني قديم بين السنة والشيعة، ومن المعيب جداً أن ما يمارس في الشرق الأوسط هو تقسيم سياسات الهوية إلى مجرد هويتين اثنتين سنية وشيعية، وقد وصلت تلك الانقسامات على أسس اثنية ودينية وأيديولوجية وقبلية. هناك توترات بين العرب والأتراك والأكراد، وبين البربر والعرب في شمال افريقيا. وكذلك الكثير من الاشتباكات الدينية ليس بين السنة والشيعة فحسب بل بين «العلمانيين» والمتشددين. في مصر، غالبا ما يكون مسلم ومسيحي. في إسرائيل، هناك زيادة الخطاب العنصري بين اليهود والعرب. هذه الترددات على الهوية هي أسوأ ما تكون في دول ضعيفة مثل العراق وسورية ولبنان. وقد تفاقم كل هذا بسبب التهديدات التي تتعرض لها الدولة القائمة والأنظمة وذلك نتيجة للانتفاضات العربية وصراع على السلطة بين إيران و(حلفائها) من جهة والمملكة العربية السعودية.

وكثيرا ما تستخدم فيما يخيف تلك الأنظمة هو احتمال وجود معارضة موحدة، لذلك تتخذ كل فرصة لتقسيمها على أساس الهوية والمذهب.

واختتم دويل رسالته قائلا ان الحل الوحيد هو الدفع بقوة نحو نظم سياسية تؤكد احترام المواطنة (Citizenship) والحقوق على قدم المساواة بدون استثناء احد على أساس الهوية والمذهب وأضاف قائلا «نحن في الغرب قد فشلنا في اغلب الأحيان في القيام بذلك».

ما يؤسف له ان الذي أوصل العالم العربي إلى هذه الحروب الأهلية والعنف والأمة الإسلامية والعربية هو غياب كامل لاحترام المواطنة وحقوق الإنسان التي تمارس على أساس الحرية والمساواة والتكافؤ.

ومن ثم فالمواطنة ترتب للمواطنة والمواطن له جملة من الحقوق المدنية والسياسية والحريات الشخصية العامة وعليه جملة من الواجبات المدنية والالتزامات القانونية تلقى على عاتقه.

علوي محسن الخباز


الاستغفار... طريقنا نحو التوبة

قال تعالى: «ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا» (آل عمران: 147). الاستغفار جزءٌ مهمٌ وركنٌ أساسي للتوبة الإلهية، ومن قول أحد كبار العلماء عن الاستغفار: (الاستغفار يمثل جزءًا من التوبة، والتوبة معناها العودة إلى الله، فأحد أركان التوبة الاستغفار)، إذن فالاستغفار جزءٌ ومكونٌ أساسي للوصول إلى التوبة الصادقة التي تقربنا إلى الله تعالى، فكثير من الأشخاص الذين يسعون إلى الاستغفار ويحاولون الوصول للتوبة الصادقة يسقطون في فخ عدم الجدية في طلب الاستغفار، لأن الإنسان لا يصل إلى الهدف الأكبر من الاستغفار وهو يقصد الوصول إلى التوبة ولا يتحقق ذلك له بدون إظهار الندامة على فعل الذنوب بل يلزم إظهار العزم على عدم العودة لارتكاب هذه الذنوب وهنا أتذكر قول أحد كبار العلماء (رحمه الله): (إن الله تبارك وتعالى لن يقبل التوبة، ما لم تحقق شروطها)، فالاستغفار لا يوصلنا إلى التوبة مادمنا فقط نقول (أستغفر الله ربي وأتوب إليه) كقلقلة لسان، فمن دون إظهار الندم فعلاً وإظهار الجدية والعزم على ترك هذه الذنوب لن تتحقق لنا شروط التوبة ولن نصل إليها وستكون مجرد عادة نتعود عليها وهي كلما نرتكب الذنوب نأتي في صلواتنا أو في آخر الليل ونكرر عبارة (أستغفر الله ربي وأتوب إليه) وإلى أن نصبح لا نهتم فعلاً بأمر الله سبحانه وتعالى، لأننا لم نعقد العزم فعلاً على ترك هذه الذنوب وإظهار الندامة على ما ارتكبنا من ذنوب، ومن أقوال أحد كبار العلماء: (يجب على من يتوب ويستغفر ألا يضمر في قرارة نفسه أنه يستغفر الآن، وبعدها يعاود ارتكاب الذنب، فهذه لا تسمى توبة)، فعلاً هذه لا تسمى توبة بل استهانة بالله تعالى وعدم جدية في احترام ما يوقعه على العبد في حال عمله العمل الصالح فيحصل على الأجر والثواب الجزيل، أو في حالة عمله العمل السيئ فيجازى بالإثم والاستنكار الشديد، فلا يجب على الإنسان أن يعيش في هذه الحياة وهو غافل عما يرتكبه من ذنوب ومعاصي بل يجب عليه وعلى الجميع الاستغفار عن هذه الذنوب والوصول إلى التوبة الإلهية لكي يزيل هذه الذنوب عنه ويرتفع درجة إلى الأعلى ويغسل نفسه من هذه المعاصي ويشع النور فيه ويبدو وكأنه أصبح إنساناً نقياً صافياً وكل ذلك يحصل بفضل هذه النعمة الإلهية العظيمة جداً، وبعد ذلك يحصل الإنسان على البركة الإلهية في حياته كلها بل إلى آخر عمره، ويقول أحد كبار العلماء: (الاستغفار يعني طلب المغفرة الإلهية من الذنوب، ولو أداها العبد بشكلٍ صحيح لفتحت عليه باب البركات الإلهية)، وهذا الذي يوصلنا إلى التوبة الصادقة.

حسين علي عاشور


في العيد... فلسطين تبكي والغرب يسخر!

في العيد... فلسطين تبكي على عودة المهزلة والطاولة، طاولة الكذب والمفاوضات الخائنة!

نتنياهو يضحك ويأكل الستيك العربي ويرقص على أنغام الفتنة والدبكة الشامية، يلعب بالنار والورق فيحرق الصحف ويهدم المساجد ويكسب الرهان ويضع حماس والمقاومة في الإرهاب وهو يبني المستوطنة!

المدعون جاهزون للتوقيع على البيعة وأكل الكبسة الساخنة، نتنياهو يبارك وكيري يبادله التحية وأشتون خائفة مستنفرة كأنها فرت من قسورة!

عباس يصلي العيد فيركع ثم يسجد ثم يبكي على فقدان السلطنة، ثم يصرخ يطالب حماس بالصلح والعرب بفك الحصار وتقديم الدعم لوقف المستوطنة!

فتصله الدعوة من كيري ومعها الطنجرة، ويبقى القدس عالقاً بين المكر والخداع وتنافر الموقف والكلمة!

نتنياهو يصله مبعوث السلام لطبخ الطبخة السرية وتسليمه الموافقة من تحت الطاولة، فتقصف غزة بالصواريخ فتتطاير الرموز وكل شاب في المقاومة! كيري يرفع السماعة يبارك الصهاينة وأشتون ترتعد ثم تصمت ثم ترتعد ثم تقول ضعوا حزب الله في القائمة!

واشنطن وتل أبيب يتبادلان التهاني على وقع القتلى والجرحى، والصهاينة يزيفون المبتدأ والخبر ويصنعون الجملة الفعلية ثم يحتسون الويسكي وكؤوس الخمرة والعربدة الفرنسية!

الأطفال تصرخ من جديد أين الحليب، وأين وعود العرب في القاهرة!

النساء تخرج تصرخ وتبارك القتلى في يوم العيد والتروية، أين الأضاحي.. أين الشرفاء.. أصحاب الكلمة والفعل والضمائر العربية!

تنياهو يسخر ثانية ويقول غداً تدفنون في المقبرة، فتضحك ليفني وتقول ستصلكم توابيت الأسرى والنخب المقاومة، فيضج التلفاز ويصرخ الراديو ويسقط الهاتف من أفعال الصهاينة، فتصمت أشتون ويخرس كيري وينهق نتنياهو أين مرسي صاحب النفخة والصواريخ الإيرانية!

اهدموا الأنفاق وامنعوا الأسلحة والمسيرات واقتلوا الرموز الفلسطينية!

وين العرب وين، وين العرب وين، أصحاب النخوة والغيرة العربية، هل ضلوا الخريطة الأميركية، فالقدس لنا وفلسطين عندنا والعالم تحت أيدينا نحكمه بالدولار وبالقبعة الصهيونية، فتصرخ المقاومة من جديد باطل باطل... سيأتي اليوم الذي يكون القدس عاصمة عربية!

مهدي خليل


مساحة من الوهن

- هل انتخبت؟

- نعم. شطبت (لا).

- عمّر الله بيتك؟!

- أقصد أنني أشّرت على (لا) ولم أختر (نعم).

- لكن ورقة الانتخابات لا يوجد فيها إلا (نعم).

حالة مستقرة

قبل أربعين عاماً عبر عن أمنيته أن يكون رئيس دولة فزجره والده: «سيقتلونك». البارحة مازح ابنته بعمر عشر سنوات: «ستكوني رئيسة دولة». ردت بتلقائية: «سيقتلوني!».

متاهة شوق

أفل قمره. حمل رماد جثتها في جره. داعبه المزاج السريالي الحالم، اشتَاقَهُ فاستنشقه عليل.

عبيط

عندما كنت صغيراً، الآن كبرت، كان لأبناء الحارة موعد شهري لسماع صراخ جارتنا جراء ضرب زوجها لها. وكل مرة، عندما يتدخل الجيران، كان يرد عليهم الزوج: «إيه ما هي مرتي». تساءلت، وأنا صغير: «هل يستقوي الرجل على زوجته لينتقم من ضعفه!».

يوسف فضل


ماذا استفدنا من شهر رمضان؟

هكذا انتهى سريعا شهر الله وكأن لم يكن ومرت ايام الله سريعة مخلفا في خزينة الذكريات لحظات فرح وحزن مرت علينا من خلال زياراتنا للاهل والمعارف أو ذكريات حزينة من خلال رحيل من نعزهم ونحبهم خلال الشهر الفضيل. نعم مر الشهر الفضيل فيما البعض قد تثاقل بقدومه وخاصة في شهر الصيف وذلك حسبما يرتئيه مفهومه الخاطئ الذي رسمه في مخيلته بأن الشهر مفروض علينا فرضا وواجب دون ان ندرك ماهيته ونفهم وندخل في عمق ومفهوم الشهر الفضيل والغاية التي فرضها الله علينا وحجة صيام 30 يوما متحملين العطش والجوع.

نعم انتهى الشهر والبعض منا قد نجح والبعض قد فشل، نعم فشل لأنه لم يستفد ولا بأي لحظة من بركات الشهر العظيم، ولم يستطع ان ينهل من مناهله الكثيرة سواء من العبادات أو من التلاحم المجتمعي والاحساس بجوع الفقراء أو من خلال تقوية العلاقات الأسرية أو العائلية وتقوية أواصر القرابة عبر زيارات يقوم بها الفرد الى المجالس المختلفة لتكون فرصة للتلاقي وتبادل اطراف الاحاديث.

يحمل شهر رمضان الكثير من الامور التي لا نجد لها مثيلا في اي شهر آخر ولهذا لا حسافة ان ذرفت دموعا على وداعه، لأن اللقاء في السنة القادمة بيد الله متمنيا للجميع العودة لاحياء ليالي الشهر الفضيل، واما عن الذكريات الحزينة في شهرنا هذا فإن انتقال بعض الاحبة الى الرفيق الاعلى تأتي في مقدمة الذكريات التي سترتبط بالشهر القادم لأنها ستكون الذكرى السنوية الاولى وهنا احب ان اقف امام ذكرى مرت علينا وهي رحيل والدة زوجتي المرأة العظيمة التي اخرجت رجالا ونساء لهم بصمات في مجتمعنا. نعم رحيل العمة العزيزة ام سالم ترك في قلوبنا الكثير ولكننا مسلّمون بمشيئة الله، وانا لله وانا اليه راجعون. رحمها الله ورحم موتى المسلمين والمسلمات وسنبقى ننتظر الشهر الفضيل مادامت الروح باقية.

مجدي النشيط

العدد 4003 - الخميس 22 أغسطس 2013م الموافق 15 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً