العدد 4007 - الإثنين 26 أغسطس 2013م الموافق 19 شوال 1434هـ

عواصف «الاضطراب العربي»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

العاصفة التي تهبُّ على المنطقة ليست هي الأخيرة؛ لأن ما يحدث حالياً يأتي ضمن سلسلة مترابطة تجر بعضها بعضاً. فبعد عقود طويلة من الاستبداد والركود السياسي انفجرت اضطرابات شعبية في بلدان عديدة منذ مطلع 2011، وكما تم التطرق سابقاً، فإن ما بدأ كربيع عربي انتقل ليكون خريفاً طائفياً، ومن ثم انتقلنا مرة أخرى إلى عودة النظام القديم المعتمد على أنماط استبدادية كانت هي السبب فيما حدث من احتجاجات وثورات قبل عامين ونصف.

وسط كل هذه المخاضات نشأت محاور جديدة، وهي مختلفة في وجهات النظر حول مجريات الأمور، وثم هناك ما يجري في سورية الذي وصل إلى الهجوم بالأسلحة الكيماوية بطريقة لم يشهدها العالم منذ مجزرة حلبجة في ثمانينات القرن الماضي، وهذا دفع بالبعد الدولي واحتمال توجيه ضربة إلى سورية، وهذه الضربة قد تنطلق من دون رخصة مجلس الأمن الدولي (بحسب بعض التصريحات)؛ ما يعني أننا بانتظار المزيد من العواصف التي قد لا تتوقف عند حدود سورية ذاتها.

بعض المحللين يرى أن ما يحدث في منطقتنا منذ 2011 شبيه بما حدث في أوروبا العام 1848؛ إذ حدثت اضطرابات آنذاك زلزلت النظام القديم في أوروبا، وانتقلت النظم السياسية بعد ذلك إلى النهج الديمقراطي. ولكن ما حدث في القرن التاسع عشر في أوروبا تطلّب سنوات طويلة جداً بعد تلك الانتفاضات، وعليه، وإذا كان التشبيه بما حدث في أوروبا فربما نحن في بداية عقد أو عقدين من العواصف السياسية المتتالية.

هناك الخشية من انجراف الأوضاع بصورة غير متوقعة، في وقت تزداد فيه حركات الإرهاب والتطرف والفوضى في المنطقة، وهناك المخاطر من امتلاك هذه الحركات لأسلحة دمار شامل، وكل ذلك قد يؤدي إلى تدخل للقوى من كل جانب، وبالتالي فإن عواصف «الاضطراب العربي» الحالي لن تشبه أوروبا في 1848، وإنما قد تشبه أوروبا قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى، عندما جر اضطراب دول البلقان آنذاك القوى الكبرى ضد بعضها الآخر، وحينها كان أمراء الحرب أكثر قوة من حكماء السياسة... وهو ما نخشاه حالياً.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4007 - الإثنين 26 أغسطس 2013م الموافق 19 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 6:25 ص

      يا دكتور المحترم ليه ليه كيدة لالالالا/// ولا تنقل عن الوسائل الغربيه التي تدعي الديمقراطيه وتحاربنا وتقف مع الاخوان ضد 33مليون انسان مصري اكثر من 25يناير كان 11مليون

      اليوم مصر في مرحلة انتقاليه تقول ان النظام السابق يحكم وما فائدة دولة ليسه فيها قوة مركزية لتعزيز الامن ليه مش عجبينك أحنه المصرين خرجنه 33 مليون على ان يكون فترة انتقاليه مثل ايام الجنزوري والمشير الطنطاوي وبعدها سلم السلطه بعد الانتخبات، ليه انت متشائم احنه المصرين نشم من قلمك اننا مش عجبينك وبتشوف بعيونك حتى البرادعي لم يكن من النظام السابق التي تقول رجعة النظام السابق انظر تاريخ نلسون منديلا وجنوب افريقيا انت حر في رايك و في انتخابات جديدة نريدك تزور مصر وتكتب وتغطي الحدث لتعرف الحقيقه

    • زائر 8 | 2:53 ص

      بعض الأشخاص يخسرون يذيقون اوطانهم ويلات تبقى آثار دمارها لعقود

      لقد رأينا كيف بلغ الحال بالعراق بعد ان كان من اغنى البلاد العربية وكان الدينار العراقي يساوي قرابة 1.400 دينار بحريني ولننظر الآن كم يساوي الدينار العراقي وكل ذلك بسبب سياسة شخص واحد متعجرف.
      الآن هناك اشخاص تجار حروب يقومون بنشر الدمار في المنطقة من تفجير وتسويق لأسلحة الدمار الشامل وكل ذلك من اجل ابعاد شبح الثورات والمطالبات الشعبية عن بلادهم. يحرقون كل ما يحيط بهم من دول من اجل ان تنعم هذه الشعوب بأمان وهدوء وبعدها تنتقل العدوى اليهم .

    • زائر 7 | 2:48 ص

      لا أمان كأمان البلد الذي يشارك شعبه في صنع قراره

      اي بلد يتفرّد شخص او بضعة اشخاص في صنع قرار ذلك البلد ويتم تجاهل غالبية شعبه الساحقة لا يستطيع الوقوف في وجه العواصف والمحن.
      ان الحكمة تقتضي في مثل هذه الظروف الرجوع الى الشعب لكي يحتمي الحاكم بشعبه والشعب يقوم بدوره فيحمي البلد من عاصفات المحن ولكن مع من نتكلم وقد اصبح لا رأي لنا كشعب

    • زائر 6 | 2:43 ص

      العم سام لكنه مسموم بأفكار من الجاهليه

      كشفت الفوضى أن إسرائيل وبريطانيا العظمى والولايات المتحدة من مكونات الامبراطورية الصهيونية الاسرائليه العظمى. وهذا ليس بسر لكن العواصف أو ورياح التغيير التي هبت قد لا تعجب الأميركان لكنهم بالقوة والحديد. يعني بلد الحرية المطلقة لا تعترف لا بالحرية ولا الديمقراطيه وتريدها دائما معووجة وتفسد أخلاق الناس حتى لوكان باسم الدين باسم التجارة الحرة ولازم الشعوب تضع وتركع وتقول يس سير بالانجليزي. هل العبرانيه أو العبريه ساميه على البشر وجميع البشر من آدم لكن سمث آدم سامي وعنده سمو وجلاله يوزعها ؟

    • زائر 5 | 2:05 ص

      حماقة

      ما يحدث الآن في المنطقة من تصعيد انما هو مجرد (ضو ليف) ولن تجرؤ أمريكا و اسرائيل ومن هو تحت عباءتها على ارتكاب حماقة توجيه ضربة عسكرية في سوريا وان فعلت فسوف تنقلب موازين القوى في المنطقة رأسا على عقب وسوف تكون هذه المتغيرات في صالح القوى الثورية في كل أنحاء الدول العربية ، وهو المطلوب.

    • زائر 3 | 12:35 ص

      قل سيروا في الأرض

      جميل جداً أن تستخرج الكنوز المعرفية من التاريخ ، فالبشر هم البشر ، لكن في تاريخنا العربي و الاسلامي ما يشبه هذه الأوضاع و يمكن استخلاص العبر منه أيضاً ، أستاذ أنا أتسائل أحياناً ان كانت أوروبا هي النموذج الذي لن ننفك من المسير على نهجه و انها حتمية تاريخية أم ان تخصصك العلمي هو في التاريخ الأوروبي فقط أم ان التاريخ الأوروبي أوضح من التاريخ الشرق أوسطي المظلم ......

    • زائر 2 | 11:29 م

      هذا

      ما يجب في بعض الأحيان مثل الآن. يجب الحد من الفوضى

    • زائر 1 | 10:10 م

      سوريا تعرضت لأبشع أنواع المجازر ..... والقتل الدموي .........ام محمود

      جميع الاسلحة المحرمة استخدمت في سوريا و الظلم البشع و الانتهاكات و المؤامرات
      ان استخدام السلاح الكيميائي و بمساعدة الدول الكبرى لقتل هذا العدد الكبير من الاطفال و الضحايا لشيء هائل تقشعر منه القلوب و الأجساد و يفوق ما قام به صدام في مدينة حلبجة
      من تصريحات أوباما أمس هناك نوايا لتوجيه ضربة عسكرية قاسية لسوريا من أجل الإطاحة بالنظام و هذا سيجعل المنطقة تتفجر لان ايران ستتحرك لمحاربة العدو المجنون
      صدقت أسلحة الدمار الشامل ستقع في يد المجموعات التكفيرية و بمباركة من اللاعبين الكبار لحسم المعركة

    • زائر 9 زائر 1 | 3:55 ص

      مساكين نحن الشعوب

      ضحايا السياسات الاستكباريه مقهورين مغلوبين علا امرنا لاحول لنا ولاقوة ولاناقو لنا ولاجمل وخلسنا من العربية والعجميه والباقي عليكم

اقرأ ايضاً