استأنفت شركة «سيفا» لصحة الحيوان أمس الثلثاء (27 أغسطس/ آب 2013)، أولى ورش عملها وعروضها لنحو 28 مربي دواجن بحريني تتعلق بعمليات تحصين وتطعيم متطورة للدواجن المعدة للذبح والأكل.
ووقع 28 مربيا مؤخراً عقوداً مع شركة «سيفا» الأجنبية لشراء 8 اجهزة تلقيح آلي حديث ومتطور لصوص (فراخ الدجاج)، وكذلك 13 جهازاً حديثاً للرش، بالإضافة إلى معدات أخرى تستخدم جميعها في عمليات التحصين والتطعيم والتلقيح ضد الفيروسات والأمراض التي تحد من توسع عمليات الإنتاج في الدواجن شهرياً محلياً.
وتبنت جمعية مربي الدواجن البحرينية برئاسة حمزة المدحوب كلفة الأجهزة التي وفرتها الشركة برفقة مجموعة من الأطباء والمستشارين الذين سيتولون عملية الإرشاد والتعليم على كيفية استخدام هذه الأجهزة، حيث بلغت الكلفة أكثر من 25 ألف دينار، على أن توفر الأجهزة في قسم المفقس لدى شركة دواجن البحرين التي تزود المربين في القطاع الخاص بالصوص (فراخ الدجاج).
وبحسب عدد من المربين، فإن شركة «سيفا» تباشر حالياً عقد ورش عمل وتطبيقات ميدانية على مجموعات من الصوص للمربين، على أن يتم استئناف عمل الأجهزة بشكل كامل ورسمي اعتباراً من 5 سبتمبر/ أيلول 2013. وذلك برعاية وكيل وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني لشئون الزراعة والثروة البحرية الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة، ورئيس مجلس إدارة شركة دلمون للدواجن يوسف الصالح.
وفي التفاصيل، فإن الأجهزة والتقنيات الحديثة والمتطورة تم إدخالها ضمن عمليات التحصين لدى مزارع المربين، جاءت نظراً لعدة أسباب، أولها أن شركة دلمون للدواجن التي توفر الدجاج المذبوح والمعد للأكل في الأسواق المدعوم رسمياً تعتمد بنسبة كبيرة على ما تشتريه من الدواجن التي يربيها القطاع الخاص في البحرين، حيث تتكفل الشركة بتوفير الصوص (فراخ الدجاج) على أن يتكفل المربي بتربيتها وتقديمها للشركة مجدداً لذبحها وإعدادها للبيع. وفي الغالب تتعرض الدواجن إلى النفوق خلال فترة التربية التي تمتد لأسابيع وخصوصاً في ظل انتشار الكثير من الفيروسات والأمطار ذات العلاقة بالطيور، الأمر الذي تسبب في حدوث شح في الدواجن بالأسواق وذات جودة متدنية في بعض الأحيان. وعلى هذا الأساس تم الاتفاق على توفير تقنيات متطورة ومتكاملة توفر بيئة سليمة للدجاج طوال فترة التربية.
وتحدث خلال ورشة عمل نظرية قدمها الطبيب البيطري لطفي بناني التابع لشركة «سيفا» لصحة الحيوان أمس، وقال «لابد من مراعاة وسائل التلقيح بأن تكون في المفاقس، والغاية المباشرة من هذه العملية هي الحفاظ على سلامة اللقاح، فإن القيام به كما يجري حالياً في أغلبية المزارع قد لا يكون ناجحاً بسبب البيئة والجو وسلامة المكان، بالإضافة إلى أن الحصول على جرعة كاملة لكل صوص بشكل فردي يضمن حصول الكل على ما يناسبه وعدم فواته على أحد، إلى جانب سلامة الفرد المحصن».
وأضاف بناني أن «التحصين في المفاقس باستخدام الأجهزة المتطورة أمر مهم للغاية، لأنه خلالها يوفر بيئة يسهل التحكم فيها، وعدم توفير إمكانية لوجود احتكاك مع العوامل المحبطة للمناعة كما يحدث في الكثير من المزارع، إلى جانب تكوين فريق تلقيح بأقل عدد وأكثر سهولة»، لافتاً إلى أن «صعوبة إدارة التحصين في المزارع يأتي بسبب درجة الحرارة وكمية ونوعية المياه، وفترة تعطيش الفراخ، وسلسلة التبريد ومعدات الرش وغيرها».
وأفاد بناني بأن «المشكلة الرئيسية التي تعاني منها أغلبية المزارع في البحرين حالياً، هي أن كل مربٍ يحصن بطريقته الخاصة ومن دون وعي أو ثقافة مطلعة في هذا الشأن، الأمر الذي يبطل مفعول كل التحصينات والتلقيحات. وغالباً ما يحدث عدم تجانس في عملية التحصين، وبطبيعة الحال هذا لا يحدث في المفاقس المخصصة بسبب إمكانية تدريب عدد محدود من الأشخاص فقط».
وتحدث بناني أيضاً عن طرق التحصين، وهي أسلوبان، الأول بالرش، والثانية بالحقن إما تحت الجلد مباشرة أو بداخل البيضة قبل ان تفقس. مؤكداً أن الحصول على جرعة التحصين في ظل عدم وجود طريقة جيدة لن تكون ناجحة نهائياً، والتحصينات التي تعطى في المزارع مباشرة غالباً ما تكون غير مؤدية للغرض بسبب الكثير من العوامل التي يصعب التحكم فيها كما أسلفنا الذكر.
وعرض خبراء تابعون للشركة بعض المعلومات على المربين أمس، وذكروا أن التقنية الجديدة للتحصين التي سيتم إدخالها على المزارع تقلل من الأيدي العاملة والوقت والجهد، بل تقدم أفضل مما كانت تحصل عليه الدواجن سابقاً بسبب الدقة في العمل وحصول كل صوص على حقه من اللقاح. منبهين إلى أن الفيروسات المرضية حين تدخل بعض البلدان قد لا تتناسب معها نفس اللقاحات والمضادات التي تعطى للدواجن في بلدان أخرى مجاورة أو بعيدة، لأن بعض الفيروسات حين تدخل بلدا ما تكون عرضة للتطور بسبب الظروف البيئية والمناخية وغيرها، والعكس يحدث تماماً أيضاً.
وأكد الخبراء أن التحصين السليم يستلزم وجود مختبرات تحليلية متقدمة مهمتها التعرف على الفيروسات وتطعيماتها نظراً لكثرة تشعبها واختلاف أنوعها واللقاحات المستخدمة للتحصين ضدها.
وأشار الخبراء إلى أن وجود نظام تطعيم وتحصين جيد في مزرعة واحدة أو اثنتين وسط مجموعة كبيرة من المزارع التي تعاني من فشل في أنظمة التلقيح سيتسبب في فشل الأنظمة الصحيحة أو الجيدة في المزارع المذكورة أولاً، والعكس أيضاً. وهناك الكثير من العوامل التي يجب مراعاتها خلال عمليات التحصين، وهي: عمر الدجاج، القوة، البروتين، الجو، البيئة، النظافة، المياه، والكثير من الأمور الأخرى.
وصُنفت شركة «سيفا» صحة الحيوان باعتبارها واحدة من ثلاث شركات الأدوية البيطرية الأسرع نموا أعلى في العالم على مدى السنوات الخمس الماضية. وتقول الشركة انها في الرتبة التاسعة بين أكبر مجموعة للصحة الحيوانية على مستوى العالم. وهي شركة تم تأسيسها في عام 1991، ومركز خبرتها في حقلي علم الصيدلة وعلم الأحياء، حيث خصصت الفرق التي تهدف لتلبية مطالب محددة من الثروة الحيوانية والدواجن والخنازير والحيوانات الأليفة. وتسعى الشركة باستمرار لإيجاد حلول أفضل للأمراض، وتحسين صحة الحيوان والإنتاجية القائمة والناشئة.
وأفادت الشركة بأن ما يعادل 75 في المئة من جميع الأمراض المعدية الناشئة في الإنسان هي من أصل حيواني. وتشارك «سيفا» في مكافحة انتشار الأمراض المعدية التي يمكن أن تنتقل من الحيوانات والطيور البرية والداجنة الى البشر - الأمراض المعروفة باسم الأمراض حيوانية المصدر - التي تشمل انفلونزا الطيور، الحمى المالطية وحمى Q.
العدد 4008 - الثلثاء 27 أغسطس 2013م الموافق 20 شوال 1434هـ