العدد 4024 - الخميس 12 سبتمبر 2013م الموافق 07 ذي القعدة 1434هـ

الخذلان في أداء وزير حقوق الإنسان

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كنا ننتقد صلاح علي منذ أن كان نائباً عن المنبر الإسلامي (الإخوان المسلمين)، ثم بعد تعيينه شورياً، ثم وزيراً... وذلك انتقاداً لمواقفه السياسية «اليمينية» التي لا تنسجم مع المصلحة العليا لغالبية الشعب.

اليوم، وبعد عامين من تعيينه وزيراً لحقوق الإنسان، بدأ يتلقى الانتقادات من كلّ حدبٍ وصوبٍ، ليس من المعارضة فحسب، بل حتّى من جمعيته الدينية/ السياسية، ومن الشخصيات اليمينية وجمعيات الموالاة. فهناك ما يشبه الإجماع العام على فشله التام في المهمة التي أوكلت إليه، وهي تبييض ملف البحرين في حقوق الإنسان.

الوزير ذهب إلى جنيف مؤخراً مع وفد كبير «على نفقة الدولة»، والله أعلم كم كلّف الموازنة العامة، من أجل إقناع العالم بعدم حصول أية تجاوزات أو انتهاكات أو عمليات قتل، وليثبت عدم وجود سجناء رأي بينما هناك أكثر من ألفي سجين سياسي في مختلف المعتقلات والإصلاحيات. لقد كانت خطته تقوم على إغراق وسائل الإعلام بالأخبار اليومية، ليبدو أنه ينجز شيئاً كبيراً، لكن تكشّفت الأمور عن فشل ذريع. كانت الخطة كلها مجرد «بروباغندا»، سرعان ما فرقعت مثل البالونات.

الوزير ذهب إلى جنيف ولديه مجموعةٌ من السيديات والمطبوعات، كما يحدث في أي مؤتمر لجمعية دينية، ليوزّعها على وفود الدول، ليقتنعوا برأيه ويغيّروا مواقفهم وقناعاتهم ومبادئهم الحقوقية. ولكن يبدو أن هذه الطريقة الفنتازية الساذجة أثارت حفيظتهم، فاتخذوا موقفاً جماعياً، ووقّعوا على بيان مشترك يطالب البحرين بالالتزام بتعهداتها الدولية، وعدم المماطلة أكثر في إيجاد «حل سياسي ذي مغزى»، وإطلاق سراح السجناء دون تسويف أو لفّ ودوران!

حتى الأخبار التي سرّبها الوفد المرافق للوزير، والتصريحات التي نسبها للمندوبة الأميركية في جنيف، ونشرتها بعض الصحف كمانشيتات للتغطية على الفشل الحقوقي، تبين أنها غير صحيحة ومفبركة. وقد أصدرت السفيرة المعنية تكذيباً للخبر، وأنها التقت الوفد بناءً على طلبه، واستمعت إليه، لكنها أكّدت على موقفها وانتقاداتها للسلطات في البحرين. والسؤال: كيف تجرأ الوفد على تحريف كلام سفيرة دولة كبرى؟ وهل كان الوفد يظنّ أن الدول الغربية ستغمض عينيها عن تزوير أقوال مندوبيها في هيئة الأمم؟

في اليومين السابقين بدأت تنتشر تسريباتٌ بأن الأداء الضعيف والسلبي للوزير وضعه قيد المراجعة والتقييم سياسياً، إلى درجة ذهاب البعض إلى مناقشة أهليته لمثل هذا المنصب من الأساس، وكيف تم تعيينه أصلاً في ميدان لا يفقه عنه شيئاً. هذه النقاشات كانت تدور من منتصف العام الماضي (2012) على موقع «التويتر»، بين جمهور جمعيات الموالاة، أما اليوم فأصبحت متداولة حتى بين الوزارات.

الوزير كان يتعرّض لانتقادات دائمة من قبل قوى المعارضة، بسبب مواقفه السياسية التي كثيراً ما تصطدم بمعايير ومفاهيم حقوق الإنسان. اليوم، وبعد بعد فشل الوزير في مهمته، يبدو أن المستفيد الأكبر من وجوده في هذا المنصب، كانت المعارضة نفسها، فقد حقّق فريقه للمعارضة كثيراً ممّا كانت تتمناه، ونجح في إعادة ملف حقوق الإنسان في البحرين إلى طاولة النقاشات الساخنة، واستثار مزيداً من الدول ودفعها لأخذ مواقف أكثر جديةً وتشدّداً من الحكم في البحرين.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4024 - الخميس 12 سبتمبر 2013م الموافق 07 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 46 | 1:07 م

      انا مع زائر رقم " 1 "

      الغرب يريد المزيد من بقرته الحلوب مقابل تغيير مواقفه في صالح الحكومة ، خصوصاً انه وصل إلى مسامعهم أن الدول التي امتنعت عن التصويت أو التي صوتت
      ضد البيان تلقت صفقات مشاريع بالهبل ليس فقط من البحرين بل من دول مجلس التعاون وهو ما أثار غضبها وأصدرت بيانها بناءاً عليه ..

    • زائر 42 | 7:32 ص

      يا منتقم

      لماذا أصبحو البلدان الغير أسلاميه تدين البحرين و العرب لا يدينون مصداق إلى كلام الله تعالى الأعراب أشدوا كفرا و نفاقا

    • زائر 40 | 5:15 ص

      هل تعتقد انه سيقال؟

      لانه يستحيل ان يستقيل.. فهل سيقال من منصبه؟

    • زائر 39 | 4:16 ص

      من جعل نفسه محاميا ومدافعا عن من يقوم بظلم خلق الله فلله معه وقفة

      لا بد لنقمة الهية لا ادري متى ولكني متيقن من حدوثها فقد رأيت كل من سلك هذا الدرب قد انقلبت عليه الامور واصبح في حالة يرثى لها. في عري القصير رأيت عبرا وقصصا تخيف الانسان العاقل ويكون على حذر من الاعانة على ظلم ضعيف مستضعف

    • زائر 38 | 4:16 ص

      من العلاقات علاقات العامه ومنها علاقات عكسية

      أترضى بأن تفنى الحياة وتنقضي ودينك منقوص ومالك وافر! قال العالم الجليل الشيخ تقي الدين إبراهيم الكفعمي (ره) في كتابه محاسبة النفس اللوامة وتنبيه الروح النوامه. حاسب نفسك قبل أن تحاسب، وطالبها قبل أن تطالب وقل لها: يانفس.. أراك تفرحين كل يوم بزيادة مالك! ولا تحزنين لنقصان عمرك! وما نفع مال يزيد وعمر ينقص!

    • زائر 37 | 4:04 ص

      سييييير الم حاد

      ويش تبغاني أقول إليك ياسيد في مثل يقال الرجل المناسب في المكان المناسب وبالنسبة للدكتور صلاح علي مكانه المناسب العيادات للكشف عن المرض...
      وشكرا للوسط

    • زائر 35 | 3:39 ص

      عرض فاشل لحفلات زار غبية بامتياز في المحفل الاممي في جنيف

      ترى الريال ضايع في الطوشة ومايدرى وين الله حاشرنة هو وجميع طاقمة الخرطوموزعين سيديات على ابواب المسايد بقدرة قادر صاروا خبراء ومستشارين في حقوق الانسان ولكنهم ما ينلامون

    • زائر 34 | 3:32 ص

      لا صلاح علي ولا غيره

      استاذ قاسم لا صلاح علي ولا غيره يستطيع ان يغير من الحقيقة الدامغة ان البحرين مقبرة لحقوق الانسان , وان فى البحرين ازمة سياسية ودستورية . 2000 معتقل فى السجون والالاف دخلوا السجن وخرجوا والاف المسرحين من الاعمال و38 مسجدا هدمها النظام ولا زال العبث مستمرا . كيف لصلاح علي او غيره ان يغير الواقع , وكل يوم مسيرات تنادى بالتحول الى الديمقراطية وكل يوم تداهم بيوت الامنين وتنتهك الحرمات .هذا الوضع ليس الحقوقى بل السياسى يجب ان يتغير وبسرعة .

    • زائر 31 | 3:07 ص

      اقتراح برغية

      انا اقترح ان يظل في الوزارة حتى يفضح نفسه بنفسه مع تغيير مسماه الوظيفي الى وزير تعذيب الانسان في البحرين

    • زائر 30 | 2:43 ص

      الحل المثالي !

      ربما الحل في عدم إرسال أي وفد وتجاهلهم فهم حسب أضافه فذة من إحدى المتصفحات يبعدون عنا آلاف الأميال فليس لنا شان بهم وتوفير للنفقات لصرفها على مستحقيها من أمثالها .وفي أحسن الأحوال إرسال شخص واحد لا غير ليرد على كل اتهام بانه غير صحيح وكفى الله المؤمنين شر القتال

    • زائر 29 | 2:41 ص

      الرجل ليس في المكان المناسب

      الوزير صلاح لا يصلح حتا توزيرة علي الحيوانات اعزكم الله كيف حقوق بشر والله المستعان علي الفساد في البلد

    • زائر 28 | 2:39 ص

      وستبدي الأيام اكثر من ذلك

      محاولة الوقوف ضد حقوق بني البشر التي وهبها الله لهم وعندما يطالبون بها يقمعوا ويسجنوا ويعذبوا ثم يأتي هذا الوزير لكي يبرر تلك الاعمال وهو من المحسوبين على الاخوان المسلمين اي شخص محسوب على المتدينيين فأي تدين هذا الذي لا يجعل الانسان يتردد في ستر ظلامات بني جنسه ومحاولة التعمية على حقوق الناس بأي شيء سيقابل ربه في غده وهل مسألة التوبة
      سوف تنسف كل ظلامات الناس ام تبقى الظلامات عالقة ليوم الحساب

    • زائر 27 | 2:39 ص

      ملف حقوق النسان

      ماذا يستطيع الوزير أن يفعل ؟هذا هو الواقع المخجل لملف حقوق الإنسان في البحرين سواء تولى الملف صلاح علي أو غيره فالمنظمات الدولية لا تعتمد على ما تقدمه الدولة فلها مصادرها ولا تبني رأيها على صدور قانون أو قرار إنشاء مؤسسه أو أداره هنا وهناك وإنما تعتمد على مدى تفعيل تلك الإجراءات ومدى تأثير ذلك على النتائج التي تستطيع قياسها بمؤشراتها الخاصة ولكن وينهم وين هالحجي ؟

    • زائر 26 | 2:27 ص

      ليست مرحلة استعراض العضلات !

      وماذا يستطيع هذا الوزير أو غيره أن يفعل في ملف شاءك مثل الملف البحريني غير ترديد البيانات الرسمية وفي مواجهة خبرات عالمية متمرسة

    • زائر 24 | 2:25 ص

      طنبورها

      الحمد الله الذي جعل اعدائنا من الحمقى وهذا اكبر دليل على تخبط

    • زائر 23 | 2:25 ص

      حصل له خوش شغلة: كذب كل ما تطرحه المعارضة والمنظمات الحقوقية وهذي مهمّة سهلة

      الرجال حاصل شغلة ومهمة جدا سهلة: فكل ما تطرحه المنظمات الحقوقية وتطرحه المعارضة لا يحتاج الا لكلمة واحدة في كل مؤتمر فقط عليه ان يقول (هذا غير صحيح) وانتهى الامر.
      يعني مسألة التكذيب ويش يبي لها لا مؤهل حقوقي ولا مؤهل سياسي ولا حتى كونه دكتور طبيب هم بعد مؤهلة هذا مو محتاجين له: فقط تعال الى اي جملة واي خبر واي بيان واكتب نهايته : غير صحيح وانتهى الامر

    • زائر 22 | 2:22 ص

      ورقة التوت

      للأسف الشديد والمر أن الظلم والتهميش والتعسف العنصري الطائفي لشريحة كبيرة ومهمة من المجتمع شجع بعض الذين إستمرئوا أكل الحرام على المطالبة بحقوق وإمتيازات ليست لهم ومناصب ليسو أهلا لها وما الدكتور صلاح علي الا نموذج حي للوصولين والمتطفلين ولكن هيهات ياوزير الواسطة أن تسترك ورقة التوت بعد هذا الأداء الهزيل وهذه الفضائح المدوية على المستوى الدولي

    • زائر 21 | 2:06 ص

      قولو الحمدلله

      الحمدلله اللذي جعل اعدانا من الحمقى
      النصر قادم قادم لا محاله
      وما النصر الا من عند الله يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين مهما فعلو

    • زائر 19 | 1:55 ص

      ظهره قوي

      لماذا صلاح علي؟ ما الذي يميزه كي ينال كل هذا الدعم والتميز؟ ويتم ايصاله للبرلمان بالمراكز العامة وبعد ذلك يعين في الشورى ومن ثم وزيرا! ولا ننسى انه كان يمثل الحكومة في المناظرات التلفزونية عام 2011 وما تلاه! قبل ان يكون وزيرا

    • زائر 18 | 1:30 ص

      الكلام واجد

      الله بستر من الجاي انا لا اقسم بل اقول لو ايجيبون افلوسهم لكها ما تغطي فضايحهم وهم مكشوفبن ويكشفون افعالهم بنفسهم بتعبنهم وزراء فاشلين في حتي حياتهم اليوميه ولا بعتمدون علي انفسهم في شئ ومن هب ودب حطوه وزير ووكيل ومحافظ و نائب محافظ وهم كلهم عملاء الي الدينار .

    • زائر 16 | 1:25 ص

      مبدأ خطأ

      من هالوزير الى غيره في الوزارات يجيبون اشخاص ماعندهم موهلات ولايفقهون في المنصب اي شي بس يعينونهم على اساس طائفي بغيض بس الدنيا دواره والغلط غلط..الظاهر فاكر حاله في البحرين بوزع جم سيدي وبقص عليهم .

    • زائر 15 | 1:20 ص

      يبدو

      لو لم ترسل الحكومة أحدا لكان أفضل لها من أن ترسل شخص يقدم دروسا مجانية في الحقوق ويكيل الاتهامات لدول كبرى

    • زائر 14 | 1:03 ص

      لا يكلف الله نفسا الا وسعها

      هذا اللي يقدر عليه .. كان يوزع سيديات على باب المسجد الحين يوزع سيديات في مؤتمرات جنيف. خوش شغلة حق الوزير

    • زائر 17 زائر 14 | 1:30 ص

      ههههههههه

      حلوة ههههه اعجبني التعليق

    • زائر 32 زائر 14 | 3:09 ص

      لا مو سيديات

      قبل ما عنده خبره في هالسوالف فكان يوزع في اقراص صلبة (فولوبي ديسك) لان مسكين كان يشوف السيديات بس من ذكاءه الخارق مايدري شنو شغلة هالسيديات

    • زائر 13 | 12:35 ص

      طبيعي

      طبيعي جدا ان يحصل ذلك عندما تكون التعيينات مجرد إرضاء لاشخاص او جمعيات معينه لقاء التبعيه المطلقه.
      كلما قرات خبر عن وزير حقوق الإنسان تذكرت مقدمه اغنيه طفاش " وين ماطقها عويه".
      وليست وزيره شئون الإعلام او وزير شئون الخارجيه ( وزارات الطربه) بافضل حال.

    • زائر 12 | 12:34 ص

      ولد البلد

      والسؤال: كيف تجرأ الوفد على تحريف كلام سفيرة دولة كبرى؟ ----
      -
      ولماذا تستغرب؟ ما وجه الغرابة؟ أليس هذا هو الديدن؟ هل نسينا كيف تجرأت سلفه من قبله على تزوير تصريحات بيلاي وكانت فضيحة مدوية؟ لقد استمرأوا الكذب وعلى عدة مستويات ابتداء من كتاتيب مسبقة الدفع إلى ما شئت. هل هو أو هي الوحيدين في هذه السمات؟ إنه نهجهم وهو نهج الضعيف المستبد المغرور.

    • زائر 11 | 12:12 ص

      ماينلام

      ماينلام والشرهه مو عليه الشرهه على الذي وضعه في هذا المنصب. والف في الميه الهدف من وجوده سياسيا وطائفيا وليس لانه كفاءه

    • زائر 10 | 12:02 ص

      بحرينيع

      والله لو يحطون منو ما يقدر يغطي على فضايح

    • زائر 9 | 11:55 م

      ما اقول إلا

      ما اقول الا شكرا الى الدكتور صلاح على على الأداء .....الخرطي

    • زائر 6 | 11:25 م

      كان طبيبا عاديا

      صلاح علي طبيب عائلة عادي جدا لم يبدي تميزا في مجال عمله ولكن مساحة اعلامية منحت له ليقدم فقرات صحية و يحل ضيف على البرامج الصحية التلفزيونية ليؤلف وجهه ثم نافس الدكتورة منير فخرو الضليعة في النشاط السياسي ليحمل عبر المراكز العامة للفوز بالدائرة الرابعة بمدينة عيسى ثم يختار للشوري و بعدها وزيرا للحقوق

    • زائر 4 | 11:12 م

      وهل المشكلة في الوزير؟

      ليس المشكلة في الوزير وإنما هذا الواقع المر الذي لايستطيع الوزير ان يغيره على الارض من معتقلين ووضع حقوقي وشابه ذالك.

    • زائر 3 | 10:39 م

      شكراً لكم

      يعني نقدر أنقول، شكراً لكم صلاح علي، صراحة حلوة، '' ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين''

    • زائر 1 | 10:26 م

      أزمة ضمير...

      أخشى ما أخشاه أن يكون (أسف) الغرب و (قلقه الشديد) غايته حلب المزيد من منظومة البدو النفطية فالقوم وضعهم الإقتصادي يترنح!!!!

اقرأ ايضاً