العدد 4029 - الثلثاء 17 سبتمبر 2013م الموافق 12 ذي القعدة 1434هـ

روسيا وسوريا تكثفان الجهود لمنع قرار دولي يجيز استخدام القوة ضد دمشق


كثفت روسيا وحليفتها سوريا الاربعاء(18 سبتمبر / أيلول 2013) جهودهما لمنع صدور اي قرار دولي من شانه ان يفتح المجال امام استخدام القوة ضد سوريا وهو الامر الذي شكر الرئيس السوري بشار الاسد موسكوعليه.
واتهمت روسيا مفتشي الامم المتحدة الذين حققوا في الهجوم الكيميائي في سوريا ب "الانحياز" واكدت انها تلقت من دمشق ادلة تدعم فرضية تعمد المعارضة السورية المسلحة الاستفزاز وضلوعها في الهجوم الكيميائي، لتزيد من حدة اختبار القوة بين الغربيين والروس وذلك بعيد توصل واشنطن وموسكو في جنيف السبت الماضي الى خطة لتفكيك الاسلحة الكيميائية السورية.
وعبر الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء عن تقديره لمواقف روسيا الداعمة لبلاده في مواجهة "الهجمة الشرسة" التي تتعرض لها، في حين قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لوكالة فرانس برس انه على قناعة بانه لن يكون هناك قرار دولي يجيز استخدام القوة ضد بلاده.
في المقابل تؤكد واشنطن وباريس قناعتهما بمسؤولية سوريا في الهجوم الكيميائي قرب دمشق في 21 آب/اغسطس الذي اوقع بحسب العاصمتين نحو 1500 قتيل.
وذكرت وكالة الانباء السورية ان الاسد عبر خلال لقائه الاربعاء نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف "عن تقديره والشعب السوري لمواقف روسيا المساندة لسوريا في مواجهة ما تتعرض له من هجمة شرسة وارهاب تكفيري تدعمه دول غربية واقليمية وعربية".
واعتبر الاسد ان تلك المواقف "تبعث على الامل في رسم خارطة جديدة للتوازن العالمي".
وقالت سوريا انها واثقة من ان مجلس الامن الدولي لن يتبنى قرار تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية تحت الفصل السابع الذي ينص على "اجراءات قسرية" تتتراوح بين العقوبات الاقتصادية واستخدام القوة.
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حديث الى وكالة فرانس برس الاربعاء "اعتقد انها كذبة كبيرة تستخدمها الدول الغربية. نعتقد انه (الفصل السابع) لن يستخدم بتاتا. لا مبرر لذلك، والاتفاق الروسي الاميركي لا يتضمن اي اشارة الى هذا الامر".
وتمنع روسيا منذ بداية النزاع السوري صدور اي قرار من مجلس الامن الدولي ملزم او مهدد لسوريا.
وبحث دبلوماسيون من الدول الخمس الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الثلاثاء قرارا بتفكيك ترسانة الاسلحة الكيميائية دون ان يحرزوا تقدما يذكر.
ولا يتهم تقرير الامم المتحدة بشان الهجوم الكيميائي في 21 آب/اغسطس قرب دمشق والذي قدمه الاثنين الامين العام بان كي مون السلطات السورية لكن القوى الغربية اعتبرت انه يتهمها وهو ما رفضته موسكو التي اعتبرت التقرير "مسيسا".
وقال سيرغي ربابكوف نائب وزير الخاجية الروسي لوكالة ريا نوفوستي "شعرنا بخيبة امل هذا اقل ما يمكن ان نقوله، من مقاربة الامين العام ومفتشي الامم المتحدة الذين زاروا سوريا واعدوا تقريرا غير كامل وفيه انتقاء دون ان ياخذوا في الاعتبار ما اشرنا اليه مرارا".
واضاف "اذا لم تكن لدينا صورة كاملة عما يجري هنا فلا يمكن الا اعتبار النتائج التي وصل اليها مفتشو الامم المتحدة نتائج مسيسة ومنحازة واحادية"
وقال المسؤول الروسي ان سوريا سلمت روسيا "مواد جديدة" لدعم فرضية الاستفزاز من قبل المعارضة السورية.
ونقلت وكالات الانباء الروسية عن ريابكوف قوله بعد محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق ان "المواد سلمت الى الجانب الروسي. ولقد ابلغنا بانها ادلة على ضلوع مسلحي المعارضة في الهجوم الكيميائي".
وواضاف ريابكوف ان "روسيا بدأت تحليل هذه المعلومات الاضافية. لا يمكننا في الوقت الراهن القيام باستنتاجات".
وتابع ان "الخبراء الروس يتولون تحليل (هذه العناصر) ونعتبر ان ذلك سيتيح تعزيز الشهادات والادلة على ضلوع مسلحي المعارضة في استخدام السلاح الكيميائي".
وريابكوف وصل الى دمشق مساء الثلاثاء لعرض نتائج اتفاق جنيف بين الروس والاميركيين حول ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية ، على نظام دمشق.
وبحسب خبيرين روسيين تحدثا لصحيفة فودوموستي الروسية فان شظايا من قذائف ارض-ارض تنطوي على اثار كيميائية ضمنت صورها تقرير الامم المتحدة، تبدو من صنع تقليدي.
في المقابل فان شظايا اخرى تشير الى ذخيرة منصة اطلاق قذائف من صنع روسي انتجبت "في 1967 في مصنع رقم 179 في نوفوسيبيرسك".
وقال الخبيران الروسيان ان هذه الذخائر منتهية الصلاحية منذ امد بعيد ولم تعد مستخدمة ويملك الجيش السوري ذخائر اكثر حداثة "التي من المنطقي ان يستخدمها هي". واعتبر الخبيران ان هذه المعطيات تجرم اكثر المعارضة السورية.
وكانت الهجوم الكيميائي بتاريخ 21 آب/اغسطس اثار تهديدات باستخدام القوة من جانب الغربيين وتم تفادي ذلك بعد مبادرة اطلقتها روسيا في 9 ايلول/سبتمبر وانطوت على تفكيك ترسانة السلاح الكيميائي السوري.
وتوصل وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري السبت في جنيف الى اتفاق بشان خطة لتفكيك الاسلحة الكيميائية السورية قبلتها دمشق.
واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء ان روسيا ستسلم مجلس الامن "ادلة" تؤكد ان الهجوم بالسلاح الكيميائي قرب دمشق الذي وقع في الحادي والعشرين من آب/اغسطس، كان عبارة عن "استفزاز" قام به المعارضون السوريون.
وقال لافروف حسب ما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي الحكومية "لدينا ما يكفي من الادلة التي تفيد بان استخدام الاسلحة الكيميائية جاء في سياق لجوء المعارضة بشكل منتظم الى استفزازات للتسبب بضربات وبتدخل في سوريا".
واضاف "بالتأكيد سنقدمها الى مجلس الامن".
واوضح ان هذه الادلة تشهد على "الطابع الاستفزازي" للهجوم الكيميائي الذي وقع في الحادي والعشرين من آب/اغسطس.
في الاثناء اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه "لا يمكن لاحد التشكيك بموضوعية" مفتشي الامم المتحدة في سوريا، وذلك بعد اتهامهم بـ"الانحياز" من جانب روسيا.
وقال فابيوس في تصريحات للصحافيين ان "احدا لا يمكنه التشكيك بموضوعية الاشخاص الذين عينتهم الامم المتحدة". كما ابدى "استغرابه الشديد" ازاء التصريحات التي ادلى بها لافروف والتي ندد فيها ب"الخلاصات المسيسة، المنحازة والاحادية" من جانب مفتشي الامم المتحدة.
من جهة اخرى قال الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن في لندن ان الخيار العسكري يجب "ان يبقى مطروحا" للضغط على النظام السوري كي يحترم الاتفاق الروسي الاميركي حول تفكيك ترسانته الكيميائية.
ميدانيا قتل اول عربي اسرائيلي من قرية المشيرفة القريبة من مدينة ام الفحم شمال اسرائيل، اثناء قتاله مع مجموعات متطرفة في سوريا بحسب اقربائه.
وقال قريب له طلب عدم كشف اسمه لوكالة فرانس برس "ان القرية تتحدث عن اختفائه منذ نحو شهر اذ غادر الى سوريا مع اثنين من مدينة ام الفحم عن طريق تركيا كي يحاربوا في سوريا مع جبهة النصرة".
وفي حمص طالب ناشطون حمص باجلاء المدنيين من المدينة المحاصرة منذ 15 شهرا من القوات النظامية، مشيرين الى ان ظروف العيش باتت لا تحتمل.
وقال ناشط يقدم نفسه باسم يزن لوكالة فرانس برس في اتصال معه عبر سكايب "لا امكانية لدخول او خروج اي شيء من الاحياء المحاصرة"، داعيا المنظمات الدولية الى "انقاذ الاطفال و النساء و كبار السن" مشيرا الى ان عددا كبيرا من المحاصرين في الداخل مطلوبون من النظام، مطالبا بضمانات لعدم اعتقال من يخرج من المدينة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً