يقف قطاع الاتصالات في مملكة البحرين على ابواب مرحلة جديدة تبدأ بدخول تقنية ما بعد الجيل الثالث (LTE)، إذ قام رئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم الاتصالات محمد العامر بتسليم تراخيص الترددات الجديدة في مقر هيئة تنظيم الاتصالات بضاحية السيف، للرؤساء التنفيذيين لشركة بتلكو، وزين وفيفا مشيداً بالمبادرات التي اتخذتها هذه الشركات الرائدة والتي من شأنها تطوير قطاع الاتصالات المتنقلة في البحرين من خلال توفير أحدث الخدمات والشبكات المبتكرة للمواطنين والمستهلكين.

وقامت الهيئة بتخصيص الترددات الضرورية لأصحاب التراخيص الممتازة لخدمات الاتصالات المتنقلة الحاليين (IMTL) ليتمكنوا بدورهم من توفير خدمات تقنية ما بعد الجيل الثالث (LTE) بما يتوافق مع ما جاءت به الخطة الوطنية الثالثة للاتصالات. ونتيجة لذلك فقد تم خلال الشهور السابقة إعادة إطلاق عملية منح الترددات من أجل تخصيص الترددات الراديوية لشركة بتلكو وزين وفيفا ليمكنوا من توفير خدمات الاتصالات المتنقلة والتي تشمل تقنية ما بعد الجيل الثالث الـ (LTE)، كأولوية وطنية.

وحرصاَ من الهيئة على مبدأ التعامل بشفافية مع المشغلين فقد تم دعوة المشغلين المرخص لهم المؤهلين إلى تقديم ردودهم على ورقة الاستشارة العامة، التي أوضحت فيها الهيئة مقترحاتها بشأن تمكين كافة أصحاب التراخيص الممتازة لخدمات الاتصالات المتنقلة الحاليين (IMTL) من استخدام الترددات الراديوية المتاحة في النطاقات 900 ميجاهيرتز، و 1800 ميجاهيرتز و 2100 ميجاهيرتز لتعزيز التقنيات المنتشرة حالياً وتوفير خدمات الـ (LTE) في المملكة.

وعلى الرغم من أن تقنية ما بعد الجيل الثالث الـ (LTE) هي في الغالب تقنية خاصة بالاتصالات المتنقلة، إلا أن استخدامها لا يقتصر على شبكات الاتصالات المتنقلة فقط، بل أنها أصبحت المسار التطوري لحاملي ترخيص الخطوط الثابتة اللاسلكية لتطوير شبكاتهم وخدماتهم. ولذلك فإنه ليس من المستغرب أن تعرب شركة مينا تيليكوم مؤخراً عن رغبتها في تنفيذ خدمات وطنية ثابتة لاسلكية قائمة على تقنية الـ (LTE) وذلك باستخدام تردداتها الراديوية المرخصة حالياً. ومن أجل تسهيل عملية طرح هذه التقنية من قبل مينا تيليكوم، فقد قامت الهيئة بتزويد مينا تيليكوم بالرمز الخاص بإدارة الشبكة والتحقق منها والخدمات الشخصية الأخرى، حيث سيكون بإمكان مينا تيليكوم بناء على ذلك من زيادة كفاءة وفعالية استخدامها للطيف الترددي المخصص لها من أجل تقديم خدمات أفضل و بسعات أكبر لعملائها.

يذكر ان المستهلكين والمواطنين سيمكنهم الاستفادة على الفور من طرح الطيف الترددي في النطاقات الأولية المخصصة للأجهزة المتنقلة لتقديم تقنية الـ (LTE) للهواتف المتنقلة. كما سيتمكن مستهلكو خدمات الاتصالات الوطنية الثابتة اللاسلكية من التمتع بجميع ما تقدمه هذه التقنية من مميزات الجودة العالية وسرعة الخدمات سواء أكانوا في أماكنهم أو متنقلين، الأمر الذي سيضفي المزيد من المنافسة في هذا المجال. من جانبها ستواصل الهيئة دورها الرقابي بشكل مكثف بهدف ضمان طرح هذه الخدمة ومدى الطلب عليها في المملكة لتحديد ما إذا كان من الضروري توفير ترددات إضافية للقطاع ومتى ينبغي البدء بذلك.

وترى الهيئة أن طرح أحدث التقنيات في السوق كتقنية الـ (LTE) من شأنه أن يعزز من ثقة المستثمرين في البنية التحتية للاتصالات في المملكة، والذي بدوره سيصب في صالح المستهلكين وسيعود بالنفع الكبير على الاقتصاد الوطني. فمثل هذه المبادرات تأتي لتؤكد من جديد على ان المبادرات التنظيمية المستنيرة التي تقودها الهيئة ما هي الا خطوة نحو مستقبل افضل يبشر بالخير للمواطنين والمستهلكين في مملكة البحرين.