حشدت قوى المعارضة الوطنية جماهيرها في اعتصام شعبي دعت فيه السلطة إلى حوار حقيقي جاد، مؤكدة فيه على «تمسكها بمطالبها في التحول للديمقراطية واستمرار النضال السلمي للبحرينيين لتحقيق ذلك».

وشددت المعارضة في اعتصامها الذي أقامته في منطقة بوري عصر أمس السبت (5 أكتوبر/ تشرين الأول 2013) على أن «الانتهاكات ليست قادرة على وقف مطالب البحرينيين العادلة».

وفي كلمته، ذكر رئيس دائرة الحريات وحقوق الإنسان بـ «الوفاق» هادي الموسوي في التجمع الجماهيري أن «القيادي المعتقل خليل المرزوق عمل بسلمية يرفض أن يعتمد أسلوب العنف في هذه الثورة ولكنهم جازوه تنكيلاً وانتقاماً بأن اعتقلوه ولكن لله علينا عهد ولكم علينا عهد أن كلمة الحق لن يختفي الموقف الصلب الصادق ولن يغيب لأنكم أنتم من يعيش حال الرفض للظلم بكل ما فيه سياسياً وحقوقياً ومعيشياً وإنسانياً في التمييز وفي الانتقام وفي كل شيء».

وأضاف «دعونا نؤكد على مناسبة مهمة وهي ان اليوم هو يوم المعلم وأنتم تعرفون ان شعب البحرين محظوظ جداً بأن كل المناسبات في الأمم المتحدة او المنظمات الدولية ان يكون لشعب البحرين ارتباط بذلك اليوم، يوم المعلم، يوم العمل السلمي وغيرها».

وتابع الموسوي «لأن ما عندنا لا يقل عن ما عند مجاميع من دول العالم، لأننا في هذا البلد الصغير لدينا هذا الكم من الانتهاكات، لأننا قادرون على فهم حقنا سواء كان في حدود السلطة أو الإنسانية، نحن اصبحنا شعباً حقوقياً بامتياز، لأن السلطة أعطتنا في كل انتهاك ان نحصل على المعرفة ودرساً قاسياً لن ننساه لأنها أهانت ونكلت وقست في المحاكمات».

وأردف «من صدر عليه حكم يكون عقابه حرمانه من الحرية، ومن لم يصدر عليه حكم فحرمانه من الحرية هو أكثر مما عليه، لأنه بريء بحكم القانون، المتهم بريء حتى تثبت جريمته، ولكن للأسف الشديد سجناؤنا ليس فقط مسجونون خلف القضبان، يؤذون ويحرمون من حقوقهم، ويتأذى أهلهم، ويحرمون من أبسط مقومات الحياة في السجون».

وواصل «هذا اليوم هو يوم المعلم، ونقيب المعلمين مهدي أبوديب يقبع في السجن خمس سنوات وأعداد المعلمين الذين سيقوا من المعلمين والمعلمات».

وأشار إلى أننا «نجد أن أبناءنا يؤخذون من مسيرة، أو بسبب عمل «رتويت» أو إرسال رسالة عبر «الواتس أب» ويسجنون عشر سنوات، ثم يقولون، بينما من قتل الشهيد علي صقر حكم عليهم بعد تخفيف حكمه إلى سنتين فقط».

وشدد الموسوي «شعب البحرين شعب راقٍ متحضر متقدم وهو ليس عبثياً، وقد نظر إلى ما بعد وما قبل وهو يرفض هذا الواقع القائم».

وأكمل «يجب أن نأتي إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، شعب البحرين وإن كرر لا تنازل ولا تراجع، فهي كلمات واقع نجدها في النفوس والقلوب والمشاعر وعلى السلطة أن تفهم ذلك وتراجع نفسها».

وأفاد «يقولون لماذا وزير حقوق الإنسان لم يستطع أن يقنع العالم؟، لأن نافي بيلاي لم تسكت، و47 دولة لم تسكت، والبرلمان الأوروبي لم يسكت، كل هذه الجهات عندما تتكلم، فهي تقوم بأدنى حد من الموقف الأخلاقي الواجب عليها، ليس وزير حقوق الإنسان هو الفاشل ولكن هناك عنصران حيث يقول المجتمع الدولي نحن لسنا سُذّجاً».

وأوضح أن «العنصر الثاني هو أنتم أيها الضحايا الذين لا تسكتون عن الجرائم التي ترتكب بحقكم، توصلون هذه الانتهاكات، ولولاكم لبقي المجتمع الدولي فارغاً لا يعرف شيئاً عنكم، ولم يستطع أن يحكم على هذه السلطة بما ترتكبها من مخالفات».

ومن جانبه، قال الأمين العام لجمعية الوحدوي فاضل عباس: «للأسف الشديد يسجن خليل المرزوق وتلتزم أميركا وبريطانيا الصمت وتخرج منهم عبارات واهية حول ضمان الإجراءات القانونية».

وأضاف عباس «من هنا إذا لم يستغل الفرصة المواتية لقيام حوار جاد حقيقي يفضي إلى نتائج سياسية تحقق مطالب شعب البحرين فالتغييرات الإقليمية لن تخدم النظام».

وتابع «اليوم لا يمكن لهذه الأحكام والاعتقالات للقيادات والرموز أن تجعل شعب البحرين يتنازل عن مطالبه».

وأردف «على النظام أن يتحمل مسئولياته وأن يوقف التعذيب في السجون البحرينية، والعمل وفق الرؤية الأمنية والإصرار على بقاء هذه الحكومة لن يفضي إلى حل».

وأفاد عباس «اليوم هناك مناسبة وهو يوم المعلم العالمي نوجه فيها تحية للمعلمين الذين تم اقتيادهم خلال فترة السلامة الوطنية إلى مراكز التعذيب بدلاً من تكريمهم».