العدد 4061 - السبت 19 أكتوبر 2013م الموافق 14 ذي الحجة 1434هـ

د.المدحوب: إزدياد حالات الحمل بالتوائم عالمياً

الدكتور عبدالرؤوف المدحوب استشاري الأطفال وحديثي الولادة، من خلال عمله في مجمع السلمانية الطبي، شهد الكثير من حالات الحمل المتعدد، ومن بينها محور حديثنا الحمل بالتوأم. فالتوأم هو لفظ يطلق على الأخوة الذين يكونون في فترة حمل واحدة داخل رحم الأم وعادة ما يكون الفرق بين زمن الولادة دقائق إلى سويعات. إنها عملية معقدة بعض الشيء، وأهتدينا أن نحاور المدحوب للوقوف على تفاصيلها الدقيقة.

وأوضح المدحوب أن حمل التوائم يحدث في المراحل الأولى من عملية الإخصاب التي تحدث في الأيام الأولى من الحمل، وكذلك عندما تكون هنالك بويضتان جاهزتان للتلقيح بحيوانين منويين اثنين، وتسمى هذه التوائم بالتوائم غير المتطابقة، أو التوائم الشقيقة ثنائي المشيمة، وهو النوع الأكثر شيوعا بنسبة 1.2 % من جميع حالات الحمل. أما النوع الآخر من التوائم الذي يطلق عليه التوائم المتماثلة، أو أحادي المشيمة، فهو يحدث عندما تكون هنالك بويضة واحدة تلقح بحيوان منوي واحد، ويتم الانقسام إلى نصفين متشابهين بعد 8-7 أيام من الإخصاب، وهو النوع الأقل شيوعاً من النوع الأول، ويحدث بنسبة 0.4 % لكل حمل.

و يؤكد المدحوب أن نسبة الحمل بالتوائم عالمياً قد ازدادت في السنوات الحالية من 18 لكل 1000 حمل إلى 33 لكل 1000 حالة حمل، وذلك استناداً إلى دراسات معتمدة. فالحمل بالتوائم دون استخدام عقاقير منشطة، يحدث كحالة واحدة لكل 80 حالة حمل. ويرجع المدحوب أسباب الحمل بالتوائم إلى عدة أسباب اتفق عليها العلماء، فالعامل الرئيس هو استخدام أدوية تحفيز لزيادة خصوبة المبيضين لعلاج حالات العقم، التي كثر استعمالها مؤخراً، مما يزيد من نسبة عدد البويضات المخصبة الذي يصل إلى ما نسبته ( 25 %). كما أنه يزيد في حالات الحمل بعد 35 سنة، و عند زيادة كتلة مؤشر جسم الأم بقياس 30 فما فوق. كما أن العامل الوراثي يلعب دوراً مهماً فعندما يكون أحد الأقرباء ولدت بتوأم، وخصوصاً في حالات التوأم الغير متطابقة، تزداد احتمالية الحمل بالتوأم .

علما أن هنالك حالات حمل بالتوائم تمر بسلام، ولكن هنالك الكثير من الحالات التي تتعرض لمشاكل صحية، سواء للأم أو للأجنة. وبالحديث عن أبرز المضاعفات التي يعاني منها الأجنة التوائم، يرى المدحوب حسب خبرته أن نسبة الوفاة لأحد التوأمين أو كليهما في الأشهر الأولى من الحمل تصل إلى سبع مرات أكثر من الحمل العادي الأحادي. كما يقول المدحوب إن حوالي (60-40 %) من حمل التوائم ينتهي بولادة مبكرة، مما ينتج عنه الأطفال المبتسرين ( الخدج)، الذين يولدون في أقل من 37 أسبوع، نظراً للثقل الهائل على عنق الرحم، وكذلك بسبب مضاعفات الحمل، كتسمم الحمل والسكري، ومضاعفات على المشيمة. ويشدد المدحوب أن ولادة الطفل مبكراً له مضاعفاته الخاصة، الذي يستلزم في بعض الحالات إدخاله إلى وحدة العناية القصوى المركزة لحديثي الولادة، ولاسيما عندما تكون الرئة غير مكتملة. كما يحتاج الرضيع إلى تنفس صناعي، وغيرها من المشاكل المتعلقة بولادته المبكرة كما أن أحجام التوائم عادة ما تكون أقلَّ من المعدل الطبيعي، فمعدل وزن التوائم حوالي 2.3كغ، 24 %، من مجموع وزن الأطفال التوائم أقل من 2500 غرام، و 26 % من مجموع التوائم أقل من 1500 غرام. ويقول المدحوب إن اختلاف وزن الجنينين أمر وارد بحيث يكون أحدهما أكبر حجماً من الآخر.

وللأسف، فأن التوائم هم أكثر عرضة للإصابة بالعيوب الخلقية مثل تشوهات في الجهاز الهضمي، وأمراض القلب الخلقية وتشوهات في المخ والجهاز العصبي، عيوب في شكل الرجل وقصور القدم الحنفاء، وضلع الورك. كما أنهم أكثر عرضة للإعاقات الذهنية والجسدية أربعة أضعاف الحمل العادي الأحادي، كما تظهر معظم الدراسات العلمية. ونسبة إصابتهم بالشلل الدماغي حوالي أربعة أضعاف الحمل العادي الأحادي.

ويضيف المدحوب، "التوائم هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في المشيمة، وكذلك في وضع الحبل السري، مما يؤدي إلى ضعف او عدم حصول أحد التوأمين على الدم، مما يؤدي الى إصابة الجنين بضعف النمو ، وقلة الوزن. و كذلك قد يؤدي الى ولادة مبكره وإلى الوفاة, وقد ينتج أن يتغدى أحد التوأمين أكثر من الآخر فينتح عنه قلة في وزن الجنين الآخر، وقد يؤثر على تكامل بعض أعضائه الداخلية، وخاصة الجهاز الهضمي والعصبي، وقد ينتج عنه ولادة مبكرة استثنائية.

العدد 4061 - السبت 19 أكتوبر 2013م الموافق 14 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً