العدد 4062 - الأحد 20 أكتوبر 2013م الموافق 15 ذي الحجة 1434هـ

الخليج بين أميركا وإيران

جعفر الشايب comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

يدور جدل كثير بين السياسيين والباحثين في الخليج والولايات المتحدة حول ما قد يترتب على دول الخليج وخصوصاً السعودية في حال حصل أي تحسن أو تطور إيجابي في علاقات أميركا مع إيران، نظراً إلى ما لهذا التحول من أثر بالغ الأهمية على مستوى المنطقة ككل.

منذ قيام الثورة الاسلامية في إيران العام 1979، ارتبطت العلاقات الخليجية الإيرانية بمواقف السياسة الأميركية تجاه إيران في معظم الفترات، فإيران تعاطت مع دول الخليج كحلفاء لأميركا ومنفّذين لسياستها التي اعتبروها عدوانية، ودول الخليج تعاملت مع إيران كمصدر تهديد أمني ومنافس يبحث عن نفوذ سياسي في المنطقة.

طوال العقود الثلاثة الماضية تمكن الإيرانيون من مواجهة الضغوط الاقتصادية والسياسية وحتى المواجهة العسكرية، كما حقّقوا اختراقات كبيرة لتوسيع دورهم ونفوذهم في منطقة الشرق الأوسط، في ظل تراجع سياسي ملحوظ لدور دول الخليج بشكل عام في المنطقة وعدم تمكنهم من الاستثمار الأفضل لإمكانياتهم.

كما أنه من الواضح أن غياب سياسة خليجية مستقلة ونابعة من المصالح الإقليمية تجاه إيران قد أفضى إلى وجود فراغ تمكنت الولايات المتحدة من ملئه بناء على سياستها ومصالحها الوطنية، وليس بما يخدم أمن واستقرار منطقة الخليج. فعندما تتوتر العلاقات الأميركية مع إيران يسود الخوف دول الخليج لأنها ستكون المتضرّر الأكبر من أي صراع بينهما بل وتتحمل تكلفته، والحال ذاته يكون عندما تتقارب هاتان الدولتان حيث يسود قلق من أن ذلك يكون على حساب دول الخليج.

التطورات الأخيرة في موضوع العلاقات الأميركية الإيرانية جاءت نتيجةً تغير موازين القوى في المنطقة، ولقناعة الطرفين بأن سياسة القطيعة والحروب الباردة والساخنة بينهما لن تحقق الأغراض المرجوة، أو أنها استنفدت جميع أغراضها، وأن الحوار المؤدي إلى بعض التفاهم والاتفاقات سيخدم مصالحهما بصورة أفضل.

لم تكن هناك أي مكاسب حقيقية لإيران أو دول الخليج طوال العقود الماضية، بل إن استمرار الصراع بينهما أدى إلى كثير من الخسائر والأضرار على الصعيد الاقتصادي والأمني والسياسي والاجتماعي.

كما غابت لغة الحوار والتفاهم والعلاقات الإيجابية إلا في فترات قصيرة وضمن ظروف خاصة.

من حق دول الخليج بل من مصلحتها أن تبلور لها سياسة خاصة تجاه إيران بعيداً عن تأثير أو موقف السياسة الخارجية الأميركية التي قد لا تلتقي مصالحها دائماً مع دول الخليج.

لا نشك أن هناك عديداً من القضايا العالقة بين الطرفين بحاجة إلى حوار صريح وواضح حولها، من بينها اتهامات التدخل في الشئون الداخلية وتأثير مشروع التخصيب النووي وتوسع النفوذ في المنطقة العربية والمشكلة المذهبية. في المقابل يطرح الطرف الإيراني مشروعية دور لهم في المنطقة وخصوصاً في القضية الفلسطينية وموضوع أمن الخليج كقضية إقليمية.

وعلى رغم أن هذه القضايا تبدو كبيرة، فإن ما مرَّ من فترات تقارب بين الطرفين، ومسيرة بعض الدول الخليجية في إقامة علاقات متوازنة مع إيران يمكن أن يكون أنموذجاً قابلاً للتطبيق في المرحلة المقبلة.

إقرأ أيضا لـ "جعفر الشايب"

العدد 4062 - الأحد 20 أكتوبر 2013م الموافق 15 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:54 ص

      يقال شرق أوسط جديد خالي من الأمريكان!

      ليس بسر لكن حاولت أمريكا أو قادتها أن تظهر أن ما حدث في البحرين طائفي أو عرقي أو ما شابه ذلك. هنا في البحرين ظهر جليا الكذب الأمريكي وليس صدقها أو حسن نواياها. فالبرهان الذي قدمه فريق تقصي الحقائق كان دليلا قاطعاً على التورط. لكن يبدو ان الخرف أو الزهايمر عند الأمريكان ودول الغرب مستشري. ويش قال جحا هباله أو ذكاء صناعي؟

اقرأ ايضاً