العدد 4072 - الأربعاء 30 أكتوبر 2013م الموافق 25 ذي الحجة 1434هـ

شركات علاقات عامة للتأجير!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في خطوةٍ مباركةٍ طيبةٍ، تعاقدت الحكومة المصرية مع شركة علاقات عامة أميركية مشهورة، بهدف تحسين صورتها أمام مراكز صنع القرار في واشنطن.

جاء ذلك في بيانٍ للخارجية المصرية، أكد فيه قيام حكومة السيسي بـ «التعاقد مع شركة (جلوفر بارك غروب) التي تعد واحدةً من الشركات الأميركية المعروفة في مجال العلاقات العامة، وتتمتع بسمعة ونفوذ كبيرين مع مراكز صنع القرار بالولايات المتحدة».

البيان كشف أن التعاقد مع شركات العلاقات العامة الأميركية «نهج متعارف عليه بين دول العالم، حيث يحرص عدد كبير منها على التعاقد معها لتسهيل التواصل بين حكوماتها وجهات صنع القرار الأميركي».

الأكثر إثارة أن البيان اعترف بأن الحكومات المصرية المتعاقبة دأبت على التعاقد مع شركة علاقات عامة أو أكثر، منذ توقيع برنامج المساعدات الأميركية لمصر، بما فيها حكومة الرئيس الأخواني المخلوع محمد مرسي.

العلاقة إذاً كانت ممتازةً بين الحكومات المصرية المتعاقبة والإدارات الأميركية، ولم تهتز إلا في فترتين: الفترة التي سبقت سقوط حسني مبارك، والفترة التي أعقبت خلع مرسي، حيث تم وقف بعض المساعدات العسكرية لمصر، ما اضطر الجيش (الحاكم الفعلي لمصر)، لتوكيل هذه الشركة لإعادة الأمور على نصابها الطبيعي، ولتستمر المعونات والمساعدات والهبات الأميركية الكريمة!

إلا أن البيان أثار غضب جموع كبيرة من المصريين، وفي مقدمتهم شركات العلاقات العامة المصرية، الذين خرجوا في تظاهرةٍ مليونية توجّهت إلى ميدان التحرير للاحتجاج على هذه الإهانة القومية، التي تعكس عقدة الخواجة، وعدم الاعتراف بالكفاءات المصرية الوطنية القديمة في مجال العلاقات العامة.

وصرّح أحد منتسبي نقابة العلاقات العامة قائلاً: «همّ أحسن مننا في أيه؟ ده احنه شغّالين علاقات عامة من خمسين سنة! أليس الأقربون أولى بالمعروف؟ أم أنهم زيّ البحرينيين اللي بيقولوا: عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب»؟

وقال مندوب شركة أخرى تعمل في القطاع المالي: «هذه العملية ستسبّب انتكاسة إضافية للاقتصاد المصري اللي يعاني من صعوبات أصلاً. فالأمريكيين لن يقبلوا استلام مستحقاتهم بالجنيه، وسنضطر إلى الدفع لهم بالدولار، وبالتالي ستخرج العملةً الصعبةً من مصر ونحن في أمس الحاجة إليها. ده هي عملية غير معقولة»!

وانتقد أحد الإعلاميين بشدة حكومة السيسي لأن اللجوء إلى الشركات الأجنبية تعني اعترافاً بفشل الشركات المصرية، فضلاً عن فشل وتفسّخ أجهزة الإعلام المصرية من إذاعة وصحافة وفضائيات ومذيعات!

وكتب رئيس تحرير إحدى الصحف القومية في افتتاحيته محتجاً على بيان الخارجية، قائلاً: «إنه لأول مرةٍ في التاريخ تقوم مصر، أم الدنيا، باستخدام شركات العلاقات العامة للتأثير على السياسة الأميركية، لا في عصر امنحوتب ولا رمسيس ولا عبدالناصر ولا محمد علي باشا، ولم تستخدم هذه الوسيلة إلا في السنوات الأخيرة. وهي دليل ضعف وتقهقر في السياسة المصرية وضمور دور مصر الإقليمي وحضورها الدولي».

واختتم رئيس التحرير مقاله قائلاً: «كانت شركات العلاقات العامة تأتي إلينا، فأصبحنا نذهب إليهم. إنها كارثة. إنها مصيبة»!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4072 - الأربعاء 30 أكتوبر 2013م الموافق 25 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 1:39 م

      بالضبط!!!!!!!!

      وسنضطر إلى الدفع لهم بالدولار، وبالتالي ستخرج العملةً الصعبةً من مصر ونحن في أمس الحاجة إليها. ده هي عملية غير معقولة

    • زائر 10 | 8:08 ص

      لا تتعجب

      يا خوك هذا السلوك يقوم به الجميع ومن المعروف ان المعارضة البحرينية لديها ايضا شركة علاقات عامة معروفة بالاسم

    • زائر 9 | 5:48 ص

      يعني احنه ما عندنا وايد هالاشكال؟

      وانتقد أحد الإعلاميين بشدة حكومة السيسي لأن اللجوء إلى الشركات الأجنبية تعني اعترافاً بفشل الشركات المصرية، فضلاً عن فشل وتفسّخ أجهزة الإعلام المصرية من إذاعة وصحافة وفضائيات ومذيعات

    • زائر 8 | 4:23 ص

      رداً على حكم الكهنوت ومن يستدعي الأشرار والمرده والشياطين!

      يرتبط المال بالفساد – يعني كلما زاد رصيدك في البنك قد لا يقال عنك غني لكن عندك رصيد في البنك! هنا يقال الفساد ومحاربة الفساد الأمريكي أو محاربة الحسد والحساد أو من تطوع وعمل بالدجل أو بالشعوذه يعني اللوبيات الصهيونيه المسانده للفساد. قد يكون الفساد في الأخلاق وقد يكون الفساد في النيه وقد يكون الفساد في الضمير أو القلب الفاسد من زيادة جرعه مخدره. هنا التخدير ليس من مخدر لكنه من رشاوي ونهب والسرقه (...) يعني مكاسب من بنوك سلفيه أو البنوك إسلاميه يعني ألحق الإسلام بالبنك التلفي إدماغها لا يعمل؟

    • زائر 7 | 4:12 ص

      الجمل جمل المكاري والمشعاب من الشجرة

      الفلوس مو فلوسنا حصلنا على ما نبي خير وبركة ما حصلنا ما خسرنا شيء. من راح يحاسب الوزراء هذا المجلس الكسيح؟ بروحه المجلس يساهم في كثير من ضياع الاموال وكل واحد منهم لا همّ له الا ما يحصله نهاية مدته وهو يعرف انه ان حصل حل فلا يمكنه ان يعتّب الملجلس .
      فمن سيحاسب على اللعب باموال الشعب؟

    • زائر 6 | 3:24 ص

      يقال بالحكم العدل بينما حكومات لا عدل فيها إشلون يعني؟

      ليس قليلاً لكن كثيراً من حالات شراكه ولا يعرف الواحد الناس في البحرين مشتبهون أو غير متشابهون أو متشاكين يعني متهاوشين أو متضاربين وكل واحد يشتكي على الثاني.هنا قد يقال مشركون أو مشتركون مع شبكات أو شركات من أجل أمن إسرائيل أو شركات أمريكيه لا نجاح ولا فلاح فيها بينما من الناس من يقول نجاح تجاره غير رابحه لكنها بائره – يعني مرابحه وجني أرباح لكنها عباره عن أوراق بنكيه يقال عنها مال لكنها ليست كذلك؟ فهل هذا صحيح أو معتل؟ وأين علة رأس المال؟

    • زائر 5 | 2:59 ص

      راحت فلوسك يا صابر

      فلوس راحت وبتروح غيرها على الفاضي: لا شيء ينفع ويجمّل الانسان اكثر من عمله الحسن لا عند الله ولا عند الناس العمل الحسن والفعل الطيب هو الذي يثمر ثمرة تعطي للانسان السمعة الحسنة واما مسألة محاولة ايجاد مكاتب الدعاية والاعلان فلا طائل منها فعلها محدود الكم و المدة والمكان

    • زائر 3 | 2:42 ص

      حكم الكهنوت هو حكم المرشد

      عندما تخلصت أوروبا من حكم الكهنوت المسيحي، انطلقت. و أصبحت الحرية و المساواة و العدالة من ثمرات تقييد أيادي الكهنوت المسيحي. و طبقت الديمقراطية، كجائزة من جوائز إبعاد حكم الكهنوت. و الكهنوت هو الكهنوت، سنياً ممثلاً في حكم المرشد، أو شيعياً ممثلاً في حكم المرشد! و مادام المسلمون عبيداً طائعين لفضيلة الإمام الأكبرأو الشيخ أو المرجع أو الفقيه، فالسلام عليهم.

    • زائر 2 | 10:35 م

      مصر من الطغيان الى الاستبداد عبر ترانزيت الاخوان

      لم تتعافى بعد لتسقط مصر في بطن الحوت مرة اخرى بسبب رعونة الاخوان و السلفيين الذين تسرعوا لاعلان نيتهن لتحويل مصر لإمارة اسلامية تدرب فيها المليشيات لغزو الدول المجاورة

    • زائر 1 | 10:22 م

      كالقمار

      مثل لقمار تخلي فلوسك ربحت استانست وزياده عليها ان اذا ماربحت هم مستانس لان لفلوس فلوس الشعب ومو خسرانين فيها

اقرأ ايضاً