العدد 4074 - الجمعة 01 نوفمبر 2013م الموافق 27 ذي الحجة 1434هـ

تنظيم المأتم في البحرين

وثيقة

وثيقة اليوم صدرت بتاريخ شهر يونيو/ حزيران العام 1952 وتتحدث عن تنظيم المأتم، ونحن مقبلون على شهر محرم الحرام للعام 1435 هذا الأسبوع.

والوثيقة عبارة عن صفحة من الأوراق الرسمية لأحد كبار الأعيان وتجار المنامة في الخمسينات، وهو حسين مشهدي غلام حسين بوشهري، وعنوانها التلغرافي موضح بأعلى الورقة أيضاً، وما بعدها كتب بخط اليد.

والوثيقة ترجمتها من الفارسية القديمة إلى العربية، كما يلي:

«بحرين

حسين مشهدي غلام حسين بوشهري،

عنوان تلغراف: توكل

يوم الثلاثاء / 15 شهر شوال 1371- الموافق 1952

قائمة بأسماء أعضاء الهيئة الإدارية لحسينية الإيرانيين (أي مأتم العجم الكبير)

الحاج محمد طاهر آل شريف، الحاج ميرزا عباس إيراني، الحاج خليل دواني، الحاج مشهدي عباس كازروني، الحاج حسين علي كاظم بوشهري (أمين الصندوق ومسئول المكتب)، الحاج مشهدي محمود منيري، الحاج علي حاجي، الحاج زاير محمد أسيري، والحاج علي باش حاج حيدر رويان.

انعقدت الجلسة في منزل مشهدي حسين غلام حسين بوشهري، وبحضور السادة المذكورة أسماؤهم ماعدا الحاج محمد طاهر آل شريف، والحاج محمود منيري، فيما أضيف إلى قائمة الهيئة الحاج كريمي، ومشهدي غلام رضا كازروني، وكربلائي عباس بوشهري، وقد أنيطت بالهيئة المذكورة إدارة المأتم.

وقرر المجتمعون خلال جلستهم تعيين (موظفين) خداماً للمأتم على النحو الآتي: حاج كريمي، والحاج إسماعيل منيري، وكربلائي عباس بوشهري، والحاج حسن بلجيك.

كما قرر المجتمعون جدول أعمال الهيئة على النحو الآتي: تجتمع الهيئة في الفترات التالية من كل عام:

15 شهر شوال- 15 شهر ذو القعدة – 15 شهر ذو الحجة – أول شهر محرم – وآخر شهر صفر.

وقد تقرر أيضاً أن يكون كل ما يتعلق بأمور الهيئة وتنفيذ ما يجب عمله، مناطاً بالحاج حسين علي كاظم بوشهري، إذ هو العضو المكلف الإعلان عن تلك الأمور، وعلى خدام الحسينية التقيد بأنظمة الهيئة الإدارية».

أما الوثيقة الثانية والمدونة بتاريخ (31 مارس/ آذار 1953)، فهي عبارة عن رد من قِبل مسئول مأتم العجم الكبير على إدارة البنك البريطاني عن صحة بيانات مصروفات وموجودات المأتم نصف السنوية، والمرسلة من البنك لإدارة المأتم المذكور، تقول الوثيقة:

«02/ 703

إلى البنك البريطاني لإيران والشرق الأوسط

بحرين

إننا نصادق على الرصيد كما هو في 31 مارس 1953 بحسابنا المبين في الدفاتر، وهو: 601 روبية و12 (بيزة)

(بالحروف) ستمائة وواحد واثنا عشر فقط.

ما دون بواسطة البنك صحيح.

المخلص

اسم صاحب الحساب: حسين علي كاظم بوشهري

(مأتم العجم الكبير)»

أما الوثيقة الثالثة، فهي تشكل رسماً هندسيّاً كروكيّاً لبناء مأتم بوشهري (العجم الكبير فيما بعد) قُدم، كما يبدو، لإدارة مستشار حكومة البحرين (بلغريف) وذلك كما هو موضح به العام 1348 هـ (1929 م)، وقد وضعت عليه بعض التعليقات واسم المأتم باللغة الانجليزية كما هو مشار إليه بالعربية.

وهذا يعتبر أول تخطيط هندسي لبناء موقع المأتم الحالي بعد أن بقي مبنيّاً من سعف وجذوع النخيل والطين طوال الفترة منذ إنشائه حتى ذاك العام. وقد تم تجديد البناء مرة أخرى في الستينيت، ثم الصيانة في الثمانينات، حتى وصل إلى ما هو عليه الآن بين نهاية التسعينات من القرن العشرين ومطلع القرن الواحد والعشرين.

تعليقاً على هذه الوثائق الثلاث، نذكر فقط أن التاريخ التقريبي المنسوب إلى أفراد من عائلة بوشهري عن تأسيس المأتم، هو العام 1882م. وكان يقع بالقرب من مأتم بن رجب الحالي. وعُرف بين أهل المنامة باسم «مأتم الإيرانيين»، وبمسئولية علي كاظم بوشهري.

ويقول علي حبيب حسين بوشهري، إن موقع مأتم العجم الكبير الحالي كان في الأصل قطعة أرض وقف لعائلة بن رجب، تم تبادلها مع قطعة أرض أخرى تعود لزوجة صادق بوشهري، وهي من عائلة بن رجب في العام 1898م. وقد وافق عميد أسرة بن رجب في نهاية القرن التاسع عشر، الحاج عبدعلي منصور بن رجب، علي هذا التبادل. وبما أن صادق كان في مصاهرة مع عائلة بن رجب؛ فقد وافق الزوجان بالتالي على التبرع بهذه الأرض كوقف لبناء مأتم للعجم في الأرض ذاتها، وقد بني في بداية الأمر من سعف وجذوع النخيل.

وقد تولى المأتم عبدالنبي بوشهري، ولذا صار اسمه حتى فترة الستينات «مأتم البوشهرية».

ويضيف، عبدالله سيف لهذه المعلومة، أنه تحول إلى اسم مأتم العجم، لكن بسبب ازدياد مآتم العجم في المنامة، تم إضافة الكبير ليصبح «مأتم العجم الكبير»، تمييزاً عن المآتم الباقية، ولمشاركة جميع أطياف العجم في فعاليات المأتم.

كما نلاحظ على الوثيقة الأولى، أهمية شأن تنظيم إدارة المأتم في تلك الفترة وكيف كان الجميع يتسابق، مهما علا منزلة ومقاماً وتجارة، في خدمة مآتم أبي عبدالله الحسين (ع)، من دون الصراع والنزاع حول منصب مهم، أو النظر لرئاسة أو قيادة، أو تفاخر بذلك، بل عشق الحسين، وأمنية المشاركة فقط ضمن الحراك الحسيني ما نقرأه في تلك الأسماء الكبيرة التي شاركت في أعمال بسيطة في المأتم.

كما تشير الوثيقة الثانية، إلى الشفافية العالية التي تمتعت بها إدارات المآتم في بداية الأمر، من كشف الحسابات السنوية ونصف السنوية لمنتسبي المأتم كما للجهات الحكومية عن طريق التعامل البنكي الحديث، مما يدل على مدى الوعي الحضاري الذي اتصفت به تلك الإدارات الأولى، ورسمت به الطريق للإدارات الحديثة.

وهذه الوثائق وغيرها تعطينا أمثلة طيبة ونابضة بالحياة للروح التي يجب أن تسود عند التوجه للعطاء في الصروح الحسينية التي حبا الله بها هذه الأرض الطيبة طوال وجودها لتحل عليها بركات السماء وآل البيت الكرام، والبعد عن حسابات الرئاسة والزعامة التي تضيع أهداف الثورة الحسينية المجيدة.

العدد 4074 - الجمعة 01 نوفمبر 2013م الموافق 27 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:02 م

      جزاكم .

      نعم هذه هى البحرين سنتها وشيعتها منذ الازل وستبقى هكذا انشاء الله. وجزا الله القائمين على هذا الصرح الكبير خير جزاء وماجورين مقدما.

اقرأ ايضاً