العدد 4079 - الأربعاء 06 نوفمبر 2013م الموافق 02 محرم 1435هـ

«دُلَّني عليك» فيلم بحريني سيريالي يصبُّ الدمع بحثاً عن الحسين

المخرج علي عادل (يسار) يوجه الفنان الحداد
المخرج علي عادل (يسار) يوجه الفنان الحداد

هناك ... حيث البقعة التي يكون البكاء فيها طهوراً. تتمايل به رياح الشوق الحزين لتقوده في رحلة بحثٍ طويلة. عُقدتها أنها لا ممكنة فيبرد جواه بصب ماء اللقاء، ولا مستحيلة فتسكن لوعته مضضاً رضاً بالواقع. ومُناه بين ذينِ وذين وصال معشوق عزّ أن يضاهيه أحد.

هو: «حسين»، ووصفه بطل الأحداث التي ستدور رحاها في الفيلم الحسيني «دلني عليك»، والذي تعتزم مجموعة (O SEVEN) البحرينية إطلاقه ليلة السابع من شهر محرم الحرام هذا العام.

في «دلني عليك» يتصدى مخرجا العمل علي عادل وفاطمة عبدالله، مع نخبة من الكوادر الشابة، لإنتاج أول فيلم حسيني بحريني سينمائي سيريالي، بجهود وطنية خالصة يعبران فيه الأزمنة بالبطل إلى حيث الإمام الحسين (ع).

«الوسط» بدورها، التقت بمخرجي العمل علي عادل وفاطمة عبدالله، و «حسين» بطل الفيلم وهو الفنان أحمد الحداد، بالإضافة إلى الماكيير القدير عباس ميرزا في منتدى للحديث عن هذا الفيلم.


يعبر الأزمنة... يقدم خارطة طريق للوصول... ويُعرض للجمهور ابتداءً من ليلة السابع

«دُلَّني عليك» فيلم بحريني سيريالي يصب الدمع بحثاً عن الحسين (ع)

الوسط - محمود الجزيري

هناك... حيث البقعة التي يكون البكاء فيها طهور. تتمايل به رياح شوقٍ لاهبٍ وحزينٍ تقوده إلى رحلة بحثٍ طويل. عقدتها أنها لا ممكنة فيبرد جواه بصب ماء اللقاء، ولا مستحيلة فتسكن لوعته مضضاً رضاً بالواقع. ومُناه بين ذينِ وذين وصال معشوق عزّ أن يضاهيه أحد.

هو: «حسين»، ووصفه بطل الأحداث التي ستدور رحاها في الفيلم الحسيني «دُلَّني عليك»، والذي تعتزم مجموعة (O SEVEN) البحرينية إطلاقه ليلة السابع من شهر محرم الحرام هذا العام.

في «دُلَّني عليك» يتصدى مخرجا العمل علي عادل وفاطمة عبدالله، مع نخبة من الكوادر الشابة، لإنتاج أول فيلم بحريني سينمائي سيريالي، بجهود وطنية خالصة يعبران فيه الأزمنة بالبطل إلى حيث الإمام الحسين (ع).

«الوسط» بدورها، التقت بمخرجا العمل علي عادل وفاطمة عبدالله، و حسين» الفيلم وهو الفنان أحمد الحداد، بالإضافة إلى الماكير عباس ميرزا، فكان هذا اللقاء:

بدايةً، هل لنا أن نتعرف على كادر العمل بالفيلم؟

- علي عادل: العمل من فكرته حتى إعداده نتاج جهود بحرينية شبابية خالصة، فهو من إنتاج مجموعة (O SEVEN)، وهو فكرتي، ومن تأليف: محمود البحراني، سيناريست سكينة خليل، بطولة الفنانين أحمد الحداد وعلي بدر، وعدد كبير من الشباب البحريني الذي سيشارك في التمثيل. لدينا أيضاً في الأداء الصوتي علي هلال، والماكير عباس ميرزا، الهندسة الصوتية والتوزيع لعلي مهدي «أستديوهات فدك»، إلى جانب مشاركة الشاعر علي السلاطنة، والمنشد سيدهاني البلادي، وكتابة الخواطر إيمان حسن، وأخيراً فإن الفيلم من إخراجي أنا علي عادل وفاطمة عبدالله.

ما هي رسالة العمل أو الفكرة التي ترغبون في توجيهها إلى المشاهدين؟

- علي عادل: رسالة العمل هي كيف نكون في عصرنا الحاضر ممن ينصرون الحسين (ع) بقيمه وحضارته. والفيلم يعرض بطريقة سيريالية يتنقل فيها البطل خلال نصف ساعة التي هي مدة العرض، بين أزمنة مختلفة تعطي «الثيمة» من رواية الفيلم.

أين سيعرض الفيلم؟

- علي عادل: سنعرض الفيلم في مهرجان الإمام الحسين (ع) والذي سيقام في خيمة السيدعباس الموسوي بالمنامة، حيث سنبدأ في عرض الفيلم للجمهور من ليلة سابع المحرم وحتى ليلة العاشر. وهناك عروض لتقديمه في أماكن أخرى مازلنا ندرسها.

هل أنجزتم الفيلم بالكامل، أم مازالت هنالك مشاهد قيد التصوير؟

- أحمد الحداد: الفيلم أنجز بنسبة 70 في المئة، وهناك مشاهد بسيطة باقية سنصورها خلال الفترة المقبلة.

- علي عادل: الأمر المثير أننا أنهينا التصوير خلال أسبوع فقط بعد إعداد دام شهرين. والممثلون في تقديري تعبوا في «البروفات» ولم يتعبوا في التصوير بعكس المتوقع.

كيف حدث ذلك؟

- علي عادل: حدث ذلك، لأننا توفقنا في اختيار كادر العمل. بمعنى أن كل الذين يعملون معنا من المتخصصين سواء الممثلون أو المصورون. في مواقع التصوير، كنت أري الممثل النص مع شرح بسيط للأداء، ثم أراه يقدم أفضل مما كنت أتوقعه.

وجود مخرجَين على مستوى فيلم قصير واحد. ألا يعد إرباكاً للعمل من حيث الرؤية الإخراجية؟

- علي عادل: طبعاً، الكلام من حيث المبدأ صحيح. وجود مخرجَين قد يربك العمل باعتبار أن لكل مخرج رؤيته الخاصة، ولكن عملي مع الأستاذة فاطمة علي مختلف. أولاً: هي زوجتي. وهناك تقارب بنسبة 90 في المئة في الأفكار بيننا وقد عملنا بشكل مشترك لتطوير الفكرة والأداء وساعدنا في ذلك التخصص الذي يتمتع به الكادر كما أسلفت لك.

«دُلَّني عليك» اسم يلازمه وجود حالة من البحث والتنقيب؟ سؤالي: عن أي شيء يبحث الفيلم؟ وهل سيقود البطل رحلة البحث هذه؟

- أحمد الحداد: في البداية أحببت أن أقول: إن مهرجان الإمام الحسين (ع) والذي يستمر عطاؤه أكثر من 10 سنوات كان طريقنا للعمل الفني الحسيني، وهذا المهرجان له فضل كبير على مسيرتنا الفنية. أما بالنسبة للدور الذي أجسده في الفيلم، فأنا أبحث عن ضالتي ولا أريد أن أفصح عما أبحث عنه كي لا أفسد عنصر التشويق. لكن أستطيع القول إن دوري يعنى بالعيش في الإطار النفسي ووسط ركام المشاعر والأحاسيس أكثر من كونه يصور الأحداث المتحركة المباشرة، ما يميزه ويعطيه صعوبة في الأداء في الوقت نفسه، بأن ينتقل من كونه إلقاءً وحفظاً وتلقيناً إلى فضاء تصوير الأحاسيس في الأزمنة المخلتفة. وطبعاً يساعدني في أداء الدور ورحلة البحث أخي الفنان علي بدر.

ما هي لعبة مزج الأزمنة التي ستؤديها؟

- أحمد الحداد: سألعب في ثلاثة أزمنة مختلفة، ولكن مع أداء دور واحد وتجسيد شخصية واحدة فقط. والبقية سترونه في الفيلم.

هل تعتقدون أن العمل سيحقق إضافة نوعية في الساحة الفنية العاشورائية؟

- علي عادل: طبعاً هو ليس أول فيلم في البحرين، كانت هناك تجارب سابقة لأحد مآتم قرية السنابس، وكذلك فيلم آخر للأستاذ محمد القفاص، لكن كلها كانت تتمحور في الجزء التاريخي والتصويري للواقعة فقط ولم تنطلق لشيء آخر. الإضافة النوعية لهذا العمل الذي نحن بصدده هو الطريقة السريالية للعرض، وأداء الأدوار الواقعية والابتعاد عن التمركز حول الأحداث التاريخية لواقعة كربلاء فقط، حيث اعتاد المنتجون للأعمال الحسينية أن تكون ذروة العمل في المعركة وهو ما حاولنا ملامسته دون التعمق فيه، هذا إلى جانب لعبة مزج الأزمنة.

وهل هناك تقبل من المشاهد لمثل هذه الأفلام التي تبتدع وتحاول الابتعاد عن تصوير الواقعة، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار خصوصية هذا الموسم؟

- فاطمة عبدالله: كتجربة نسائية قضيتها طوال عشرة أعوام ماضية، أجد بأن المجتمع النسوي يتقبل الأفكار الجديدة. نحن في فرقة أنوار الميامين النسوية، قدمنا «ابوريتات» مختلفة لا علاقة لها بجانب الواقعة التاريخي، كانت تلاقي رواجاً كبيراً وإعجاباً من المشاهدات. ومع أن هذه أول تجربة لي في العمل المشترك، لكن لا أعتقد بأن الجانب الرجالي وخاصة الشباب سيرفضون الفكرة أو يرفضون التفاعل معها. على العكس من ذلك تماماً، اليوم الشباب البحريني يبحث عن الجديد وعن القيم العاشورائية والتي تبثها النهضة الحضارية للإمام الحسين (ع) أكثر من بحثهم عن تجسيد الواقعة.

لو ابتعدنا عن تفاصيل العمل، هل هناك رضا عن مستوى احتضان المؤسسات الدينية أو المهتمة بالشأن العاشوري للأعمال الفنية.

- أحمد الحداد: بشكل عام ليس هنالك رضا تام، لكن دعني أقول إن الفنون الحسينية أخذت تدخل وتتفاعل مع موسم عاشوراء بشكل تدريجي منذ عشر سنوات حتى الآن. لكن المشكلة الأساسية التي تواجه المشتغلين في هذا المجال هي جهل أو لنقل قلة إدراك القائمين على المؤسسات المهتمة بإحياء عاشوراء الإمام الحسين (ع) بأهمية هذه الأعمال والآثار التي يمكن أن تترتب عليها. إنصافاً نحن نجد أن التوجه أو النظرة بدأت تتغير مؤخراً، يعني هناك رغبة لدى القائمين الآن على تجاوز النمط التقليدي في الإحياء والوقوف عليه، إلى التنوع وإدخال عناصر تجديدية أخرى هي الأعمال الفنية المختلفة سواء كانت صوراً أو رسوماً أو مسرحيات أو أفلاماً.

- علي عادل: أنا أُثني على ما ذكره أخي أحمد، فعلاً مجتمعنا بحاجة إلى أن يعي بشكل أكبر دور الرسالة الفنية في إحياء موسم عاشوراء. هنالك من يعتبر الفن مجرد ترف وعلى الهامش وليس له دور أساسي. بينما نحن نجده غذاء للروح وللإحساس ويرتب آثاراً كبيرة يمكن أن تتطور كلما لاقت احتضاناً أكبر. الآن متأخراً بدأ الوعي في المسألة الفنية الحسينية يزيد، هناك مسرحيات، معارض صورية وغيرها، مثلاً نحن في الحورة الحدادة أكثر من أربعة أعوام ونحن نقيم مهرجان أفلام تحت رعاية جمعية التوعية الإسلامية ونتلقى مساهمات ومشاركات كبيرة، ما يمكن القول إن هناك تنامياً في هذا الجانب بدأ يبزغ أخيراً بعد معاناة من ضعف الوعي بأهمية الرسالة الفنية.

- فاطمة عبدالله: أنا لا ألوم المؤسسات فقط، حتى الإعلام يسجل غياباً مؤثراً في هذا الجانب. تصور نحن خلال عملنا في الفرقة النسائية نتلقى عروضاً لتقديم أعمالنا في دول خارج البحرين مثل لبنان لكن ليس لدينا بروز إعلامي. أعتقد أنه من المناسب من خلال هذا المنبر أن نوجه الدعوة لوسائل الإعلام المحلية بضرورة الانتفاح على الأعمال الفنية للشباب والفرق البحرينية وأن تخصص لها مساحات مناسبة.

ما هي أبرز الصعوبات التي يمكن أن تواجه العاملين في حقل الفن الإسلامي؟

- علي عادل: هناك تصور يحمله البعض ويقابلنا به دائماً بأن تجسيد شخصية الإمام الحسين (ع) وأهل بيت العصمة تعتبر إساءة لهم. هذا التصور نحن نرفضه ونعتبر أن إدخال عاشوراء ونهضة الإمام الحسين في قائمة الاهتمامات الفنية - بما يحافظ على قداسة الشخصيات - عمل له نفع كبير يساهم في انتشار الرسالة الحسينية العالمية. أمر آخر ذو شجون ضعف الدعم المادي للأعمال والإنتاجات الإسلامية.

- أحمد الحداد: أبدأ من حيث انتهى أخي علي، الدعم المادي في البحرين للأعمال الإسلامية والحسينية ضعيف، وسبب أساسي بل قد يكون الأساسي على الإطلاق لكل التحديات التي يواجهها هذا الفريق صاحب الرسالة السامية. التجار في البحرين والمؤسسات لا توفر للجانب الفني من دعمها شيئاً مع شديد الأسف، في الوقت الذي نرى انصباب الدعم على أمور أقل أهمية.

- عباس ميرزا: برأيي أن هناك قصوراً في الدعم من التجار وأصحاب المؤسسات التجارية والدينية وهذا شيء واقعي. لكن هناك قصور أكبر منا نحن كأبناء مجتمع معتقدون بالقضية الحسينية. أتحدث بشكل أساسي عن المبالغ والنذورات التي تهدر وتعيّن لأمور هامشية كتوفير الأطعمة والأشربة، في حين أن الأعمال الرسالية الراقية كالأعمال الفنية لا تلقى إلا القليل جداً من هذا الدعم. ينبغي علينا كجمهور أن نغير نمط ثقافة التبرع أو النذر وتعيينها لصالح ما هو أهم، وخاصة أن الأعمال الفنية الممسرحة أو المصورة يمكن أن تعطي صورة للنشء وترسخ ثقافة ومشاهد في أذهان الكبار ربما لا تستطيع المحاضرات الدينية إيصالها بذات السهولة. ذلك لأننا معنيون بتحويل الثقافة السمعية التي يذكرها الخطيب والمشاهد التاريخية إلى أمر تصويري ومشاهد حية قادرة على النفاذ إلى قلب المشاهد وعقله.

الماكيير عباس ميرزا يضع لمساته على وجه بطل الفيلم
الماكيير عباس ميرزا يضع لمساته على وجه بطل الفيلم
كادر العمل خلال لقائهم بـ «الوسط»، ويبدو على اليمين مخرجا العمل، وفي الجهة المقابلة الماكيير والبطل - تصوير : أحمد آل حيدر
كادر العمل خلال لقائهم بـ «الوسط»، ويبدو على اليمين مخرجا العمل، وفي الجهة المقابلة الماكيير والبطل - تصوير : أحمد آل حيدر
الفنان أحمد الحداد في أحد مشاهد الفيلم
الفنان أحمد الحداد في أحد مشاهد الفيلم

العدد 4079 - الأربعاء 06 نوفمبر 2013م الموافق 02 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 4:25 ص

      باحث عن الحقيقة

      أتمنى التوفيق للعمل.. الخروج بالفلم من عالم التاريخ وسرد احداث الواقعةهو نجاح في حد ذاته.. لابد من ربط االثورة الحسينية بالواقع المعاصر لاستلهام الدروس بصورة أكثر واقعية.. الابداع البحريني كبير واتمنى لهذا لفريق العمل الشبابي كل التوفيق.. اتفق مع القائل لا يجب الاكتفاء بعرضه فقط في المنامة

    • زائر 7 | 1:55 ص

      حسين الذهبه

      عاشوا شباب فريق الحداده .. يسلمون على هالعمل الرائع

    • زائر 6 | 1:04 ص

      بويوسف ولد عمران

      بارك الله بكم كل عام وانتم تتميزون بشيئ
      نعم اهل حورتنا الحدادة

    • زائر 4 | 11:58 م

      الله يعطيكم العافية

      ننتظر بفارغ الصبر الفيلم ، بس مو تعرضونه بس في المنامة مو كل من يقدر يروح هناك حطوا ليكم خطة لعرضه في كل المحافظات علشان الكل يشوفه.
      وموفقين

    • زائر 3 | 11:57 م

      كل التوفيق

      نتمنى لكم كل النجاح و التوفيق في ابراز بعض أهداف الثورة الحسينية في هذا العمل

    • زائر 2 | 11:45 م

      التوفيق لكم

      واثق من التميز والإبداع للفيلم السينمائي.. فعلي وفاطمة، ثنائي مبدعان ومتميزان وذائقتهما ملهمة
      أبو منتظر يدعو لكما بالتوفيق والسداد

    • زائر 1 | 9:28 م

      يا جماعة لا تختزلوا الحسين في الدمعة والبكاء

      الحسين ع اهدافه اسمى من الدمعة والبكاء

    • زائر 5 زائر 1 | 12:00 ص

      اقرأ الموضوع قبل كتابة التعليق

      رسالة العمل هي كيف نكون في عصرنا الحاضر ممن ينصرون الحسين (ع) بقيمه وحضارته

اقرأ ايضاً