العدد 4085 - الثلثاء 12 نوفمبر 2013م الموافق 08 محرم 1435هـ

كثرت إجازاتك يا حوار رغم «خزعبلات» الاستمرار

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الحديث عن الحوار أصبح مملاً في ظل عدم قدرة البعض على عكس مجريات حقيقة ما يجري فوق أو أسفل الطاولة المتهالكة للرأي العام، والشارع المنتظر للانفراجة السياسية بعيداً عن خيارات الحلول الأمنية التي عمقت الأزمة.

السلطة بمختلف وزرائها ومسئوليها، في كل تصريحاتهم يؤكدون أن الحوار مستمر، رغم تعليق قوى المعارضة الوطنية مشاركتهم في الثامن عشر من سبتمبر/ أيلول 2013، أي قبل نحو شهرين تقريباً، لأسباب يعرفها الجميع، واختزل الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان أسباب «التعليق» في «الشكلية» التي يراد بها أن تكون طاولة الحوار، وعدم «قدرة الطرف الآخر على الطاولة في اتخاذ القرار»، أضف إلى ذلك انسداد الأفق، وتزايد القمعة الأمنية، وأعداد المعتقلين، وتعسف الأحكام القضائية.

أفضل من وصف الحوار، وجرده بحقيقته الكاملة، هو النائب خالد عبدالعال، الذي رأى أن «الحوار ولد ميتاً، وأن المعارضة مجبرة على دخول الحوار، وإلا علق في رقبتها محلياً ودولياً سبب استمرار الأزمة، ولتمّ وصمها بأنها ضد الحوار باعتباره الحل الحضاري الوحيد في مثل هذه الظروف السياسية والأزمات الملتهبة، وأن الحكومة تتمتع بالمرونة الكافية في الوقت أن المعارضة متعنتة ومتصلبة».

في اليوم الذي علقت فيه المعارضة مشاركتها في الحوار، (الأربعاء 18 سبتمبر) كانت هناك جلسة للحوار، وكتبت النائبة وممثلة السلطة التشريعية على طاولة الحوار سوسن تقوي عبر موقع «تويتر» رداً على تعليق المعارضة مشاركتها: «الجلسة ماشيه بكم وبلياكم بإيجابية وسنحقق الإنجازات لوطننا الغالي وقيادتنا».

ولأن الحوار «ماشي» على حدّ كلام تقوي، فقد خلصت الجلسة، بقرار تحويل الجلسات من «حوار» إلى «تشاور» حتى تعود المعارضة إلى الطاولة المتهالكة!

في بداية الأمر، حاولت السلطة وموالوها خداع الرأي العام، وبالخصوص الموالي، من خلال اتهام المعارضة بـ«الإفلاس السياسي»، واستمرارهم في الحوار، رغم قرارهم بتحويل الجلسات لـ«التشاوري». منذ ذلك الوقت، أوضحنا للرأي العام أن «الحوار فشل» وأن ذلك الاستنتاج نابع من مواقف القوى المعارضة «المتصلبة والمتشددة» في أن العودة لن تكون إلا بحوار جاد يكون في تمثيل متكافئ وقدرة على اتخاذ القرار مع تمثيل الحكم وتوقف الحملة الأمنية، كما أنه «فشل» نتيجة لما انتهى إليه البيان الرسمي للحكومة و«جمعيات الفاتح» وممثلي السلطة التشريعية يوم الأربعاء (18 سبتمبر)، من أنهم بعد قرار قوى المعارضة تعليق مشاركتها في الحوار فشلوا في الاستمرار، وقرّروا أن تستمر المشاورات بدلاً من الحوار.

وتحدثت عن أن «المشاورات الثلاثية» عبارة انتقيت بدقة لتوصيف حالة جديدة مغايرة لحالة الحوار، بعد موقف قوى المعارضة منه، وهي حالة تؤكد عدم قدرة الأطراف الثلاثة (السلطة ومواليها) من التحاور فيما بينها، إذ إن الحوار بين الأطراف المختلفة أو المتصارعة، بينما يكون التشاور عادةً بين الأطراف المنسجمة.

المعارضة تأكدت من أن الحوار من دونها لن يستمر، وسيفشل، مهما بالغت السلطة وموالوها في الحديث عن استمرار الحوار، لخداع جزء من الرأي العام، والبرهنة له بأنهم قادرون على إدارة دفة الأوضاع والتحكم فيها.

لفظة «تشاور» التي لم تفارق بيانات جلسات الحوار منذ تعليق المعارضة مشاركتها «ذكية» في مراحلها الأولى فقط، و«غبية» في ظل الاستمرار فيها، نتيجة اتضاح حقيقتها وهو أن «التشاور» لن يخلق أي «توافق»، ولا يمكن الخروج منه بمواقف أو قرارات أو نتائج.

هي حقيقة أن السلطة فطنت إلى أن انسحاب المعارضة من الحوار أوقعها في مأزق «حوار الذات»، ولذلك سارعت لتفعيل ماكنتها الإعلامية، الداعية والضاغطة من أجل عودة المعارضة لطاولة واستمرار الحوار، رغم وصفها «المعارضة» بالداعمة للإرهاب.

في جلسة الحوار يوم 25 سبتمبر الماضي، تغيّرت لغة الأطراف الثلاثة وبيانهم، وجاء في بيانهم الختامي إن تعليق المعارضة للمشاركة في الحوار «ابتزاز سياسي غير مقبول وغير حصيف، فضلاً عن كونه مضيعة للوقت وإهداراً متكرراً لفرص التوافق على حساب التقدم نحو الحل السياسي التوافقي المنشود»، وهو ما يناقض مقولة أن جلسات الحوار «ماشيه بكم وبلياكم بإيجابية وسنحقق الإنجازات»!

ولأن الحوار مستمر، فقد أعلن في جلسة 2 أكتوبر/ تشرين الأول دخوله في إجازة جديدة، بعد إجازة شهر رمضان لدواعي وأسباب ظاهرية وهي «الحج»، أما الحقيقة فهي العجز الذي بلغته الطاولة في الاستمرار دون وجود المعارضة، حتى أكد المتحدث باسم الحوار عيسى عبدالرحمن عدم وجود أية توافقات وذلك بسبب غياب أحد الأطراف (المعارضة)!

بعد ذلك الحراك المتعلق بالحوار، يخرج وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة عبر صحيفة «الشرق الأوسط» في 3 أكتوبر ليؤكد مجدّداً أن «الحوار سيستمر، ولن يتوقف حتى يحقق أهدافه»!

المعارضة في اليوم ذاته، وصفت إجازة الحوار الثانية بدواعي «الحج» بمثابة «تعليق»، وأنها استطاعت «توريط» السلطة فيه، لأنها بتعليقها جعلت منه من غير ذي معنى.

بعد إجازة الحج، عادت السلطة بمواليها لطاولتهم المتهالكة، في 30 أكتوبر، ليقرّروا من جديد الدخول في إجازة ثالثة وإمهال المعارضة «فرصة أخيرة» حتى 3 ديسمبر/ كانون الأول للعودة لطاولة الحوار، وإلا!

بالطبع لم يستطع بعد أي أحد أن يفسّر كلمة «وإلا»! وماذا سيحدث بعد «الفرصة الأخيرة» والإجازة الثالثة، وكيف سيستمر الحوار الذي كثرت إجازاته!

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4085 - الثلثاء 12 نوفمبر 2013م الموافق 08 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 2:29 م

      تم الاتفاق على شي واحد

      انهم اتفقو على ان لا يتفقو

    • زائر 25 | 3:26 ص

      عندما تكثر الاجازات

      يقال لا خير في أمه كثرت أعيادها – يعني إجازات متكرره وليس فيها فائده ولن تعود لا بالنفع وإنما بالضرر على الكل لأنهم لا يعملون بالمعروف وينكرون ذلك! فيقال هنا في البحرين

    • زائر 23 | 2:57 ص

      ابو حسين

      الي اسد اسود الفاتح الاشاوس طايخ اسد واسد وبعد تعليقك في تفجير في
      باكستان في ابرياء اطفال وشيوخ لمجرد انه من الطائفة الشعية عرفتك انك
      عديم الانسانية والاحساس وجميع تعليقتك بدون اي فكر او منطق وهي
      من اجل زرع الفتنة والكراهية بين مكونات الشعب

    • زائر 20 | 2:52 ص

      مبروك للمعارضة

      مبروك ورطوا الحكومة وجعلوا الحوار غير ذي جدوى؟؟ هكذا اذا العقلية التي تفكر بها هذه المعارضة ؟ ليش لا ! كل واحد ينام على الجنب اللي يريحه والعبرة بالنتائج . لننتظر ونرى من سيعض إصبعه .

    • زائر 18 | 1:52 ص

      الفرصة الاخيرة

      هذه الفرصة الاخيرة في البحرين للحلول السياسية و بعدها سوف تفرض الحلول الامنية بكل صرامة و بعدها سوف يتحول الوضع في البحرين الى المجهول.

    • زائر 19 زائر 18 | 2:51 ص

      خوفتنا

      انت بحلولك الامنيه الايشوف الحمله الامنيه موقفه ولافي خطف وتعذيب وفصل لحد الحين عيش الدور وخلك عبد

    • زائر 21 زائر 18 | 2:53 ص

      هههه

      هههه خوفتنا

    • زائر 22 زائر 18 | 2:53 ص

      هههه

      هههه خوفتنا

    • زائر 17 | 1:22 ص

      حوار لا

      حوار قد سمعت فأى حوار خوار يجلجل سمعنا فهو الخوار

    • زائر 16 | 1:09 ص

      نعم حوار الطرشان

      احسنت استاذ هاني على هذا المقال الرائع لكن الحكومة تريد الحوار للخوار فقط ( يا ناس يا عالم الا يوجد عاقل في هذا البلد) حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 15 | 1:03 ص

      حوارهم نراه على اجساد ابنائنا كل يوم

      هذا هو الحوار الذي نراه ان القمع ماشي والتنكيل سوقه رائجة والسجون مملؤة وهذا هو الحوار الذي تفهمه الحكومة وليس لديها حوار آخر
      الجماعة عندما دخلوا الحوار اطالوا مدة السجون

    • زائر 14 | 1:00 ص

      لأن هناك حوار آخر

      حوار الشوزن والقنابل الصوتية ومسيلات الدموع والمعتقلات والسجون مستمر وتريدون حوارا آخر غير ذلك لا يمكن.
      لا بد ان يتوقف احد الحوارين اما هذا او ذلك

    • زائر 13 | 12:44 ص

      الحوار

      الجميع يعرف وعلى يقين أن السلطة لايوجد في قاموسها شئ اسمه حوار

    • زائر 12 | 12:33 ص

      هل اختلف مكون الحوار الاول عن الثاني؟

      الفرق في تقليص العدد فقط والا فهو نفس التركيبة وبدل ان تواجه المعارضة وهي مكونة من اقل من 10 اشخاص يواجهون اكثر من 300 شخص.
      5 يواجهون 18 او عشرين شخصا ستعطيك نفس النتيجة بغض النظر عن التوافق الذي لن يصلوا له وهذه هي التركيبة

    • زائر 11 | 12:09 ص

      الكتاب يقرأ من عنوانه= لقد اختارت السلطة اسوأ الاشخاص واكثرهم جدلية

      اذا رأيت الاشخاص الذين اختارتهم السلطة للحوار تستطيع ان تعرف ان الحوار مسخرة ولعبة من الالعاب التي تتلاعبها السلطة.
      وهذا الحوار اسوأ من سابقه ايضا وهذا يثبت بالدليل القاطع ان مسألة طلب الحوار والناس في الدوار كان لعبة لسحب الناس من الدوّار فقط وفقط ولا توجد اي نية لاعطاء الشعب القليل من حقوقه مو يقولون سبع نقاط او 8 نقاط ولا نقطة واحدة السلطة مستعدة ان تعطيها للشعب هذه هي الحقيقة

    • زائر 10 | 12:04 ص

      تركو الحوار

      وتعالو اعطيكم شوار

    • زائر 9 | 11:56 م

      مالهم أمان

      المأزق الكبير هو تخبط الموالون في تصريحاتهم التي ورطو فيها من قبل المتأزمين والموتورين ، فلا غرابه في تناقض التصاريح المتبعثره

    • زائر 8 | 11:47 م

      خوار وليس حوار

      حوار فاشل منذو البداية فكيف سينجح في النهاية

    • زائر 7 | 10:28 م

      تشاور؟!!!!!!!

      حولوا جلسات حوارهم الشكلية الى تشاور؟!!!
      اذا في الحقيقة ليست تشاور بل تامر على الشعب

    • زائر 6 | 10:20 م

      خلاص

      عنوان المقال : يعطي المعنى الكامل لمن يعيش في البحرين و لمن يتابع من الخارج. المعارضة هي الطرف الاساسي و بخروجه سقطت الطاولة غير السوية اصلا. ومن حق المعرضة ليس تعليق الحوار فقط بل الانسحاب.

    • زائر 5 | 10:10 م

      اكيد

      اي و الله... خلاص الحوار الحالي انتهى... و لازم يصير حوارحقيقي

    • زائر 4 | 10:05 م

      اسد من اسود الفاتح

      الحمد لله بركة عاشوراء هلت عليك ياهاني المقال مافيه تجمع الفاتح ولا الشيخ عبداللطيف المحمود ،انزين أتحفنا ولو مره عن مايسمي بالمعارضه لو حتي عن إنجازاتها اذا هناك يعني لازم اشاره من الولي الفقيه

    • زائر 26 زائر 4 | 4:23 ص

      موقف الاستاذ هاني عين الصواب

      مقال الاستاذ هاني عين الصواب و الحقيقة... ففي الوقت الذي يمارس التضليل و الهجوم الاعلامي على هذا الشعب كان لابد من ايضاح الامور على حقيقتها من اجل ايجاد الحلول و كشف الواقع وشكرا لك استاذ هاني

    • زائر 28 زائر 4 | 4:31 ص

      هم المشكلة

      من تعنيهم هم المشكلة و هم من اقحموا انفسهم و لذلك فلابد ان يكتب عنهم الاستاذ هاني.

    • زائر 3 | 10:00 م

      الأجازه مفتوحه ،،

      هناك أطراف لاتعي أصلآ بما حولها من تغيرات أقليميه قادمه لامحاله فالواهمون بالسيطره علي مقدرات الشعب هم الخاسر بالمرحله القادمه

    • زائر 2 | 9:58 م

      ما هو الحل

      موضوع سردي كأنه قصه تتلي علي مستمعين غير ملمين بما يحدث في البلد .. لم تذكر الحلول او المخرج .. ولم تخبرنا بأن المعارضه تعرضت لضغوط من الشارع للخروج ..هل من صالح المواطن المطحون وخصوصآ في القري ان يبقي الحال علي ما هو عليه .. نريد حلآ ولا نريد سردآ

    • زائر 24 زائر 2 | 3:21 ص

      الحل

      الحل حوار جاد من غير أذناب

    • زائر 27 زائر 2 | 4:26 ص

      لابد

      لابد من التوضيح في ظل التضليل الاعلامي الممارس علينا كشعب. نشكرك استاذ هاني على بيان الحقيقة. والحل هو الحوار الجاد و الذي هو بيد الحكومة.

    • زائر 29 زائر 2 | 8:50 ص

      عبود ربل

      شيئ جميل ان نسترجع الماضي....وشيء جميل ان نذكر المواليين بأخطائهم القديمة للعبرة

    • زائر 1 | 9:43 م

      السلطة اكبر من ان تفاوض مستخدميها

      بغياب المعارضة تفككت طاولة الحوار فالسلطة اكبر من ان تفاوض مستخدميها

اقرأ ايضاً