لم يتردد رئيس لاتفيا اندريس برزينس اليوم السبت (23 نوفمبر / تشرين الثاني 2013) عن التحدث عن "جريمة قتل" في اشارة الى حادث انهيار سقف سوبرماركت في ريغا خلف نحو خمسين قتيلا، طارحا قضية المسؤولية البشرية في هذه الفاجعة.
وصرح الرئيس لقناة ال تي في العامة "يجب اعتبار هذا الملف جريمة قتل للعديد من الاشخاص العزل ويقتضي ردا مناسبا".
واضاف "انها حالة معقدة لا يمكن وصفها بالكارثة الطبيعية او سوء الحظ، لان الطبيعة لم تلعب فيها دورا" معربا عن الامل في ان اجراء التحقيق "باقصى سرعة".
وافادت اخر حصيلة لهذا الحادث الرهيب عن مصرع 53 شخصا بعد العثور على جثتين اخرتين السبت بين الانقاض، وفق ما اعلنت الناطقة باسم هيئة الاطفاء فيكتوريا سيمبيلي.
وما زال رجال الاطفاء والاغاثة يعكفون عصر السبت على نبش انقاض المحل التجاري الذي انهار سقفه مساء الخميس في ساعة اكتظاظ لكن دون ان يحدوهم الامل في العثور على مزيد من الناجين بعد ليلتين بينما تقترب درجات الحرارة من الصفر.
ويحاول المحققون ان يفهموا كيف انهار سقف سوبرماركت جديد تقريبا متسببا في افدح كارثة شهدتها لاتفيا منذ 1991 بينما بدات ترد اولى شهادات الناجين.
وقال انطونس رياخين (19 سنة) لفرانس برس "كنت واقفا في طابور التسديد عندما انهار السقف فجأة وحدث ذلك في بضع ثوان" مؤكدا ان نحو مئة شخص كانوا في السوبرماركت.
واضاف "كانت الاجواء مظلمة لكن هناك ما يكفي من الضوء لارى المخرج فهرعت، وكانت الابواب مفتوحة لكن حطاما كثيرا كان متراكما امامي، أظن ان الناس لم يتمكنوا من الخروج لذلك السبب" مضيفا انه لم يسمع صفارة الانذار.
وتتحرى الشرطة في ثلاثة فرضيات لتحديد اسباب الحادث : تصميم البناية وبناؤها والعناصر الجديدة التي اضيفت على سطحها.
وقالت مارتين ستوم الناطقة باسم شرك ري اند ري التي شيدت البناية لفرانس برس "اننا بصدد التحري عن كل التفاصيل، لان السبب ما زال يشكل لغزا ويجب حله، يبدو انه اذا كان خطأ ما ارتكب فهو خطا جسيم".
من جانبه علق سائق سيارة الاجرة في ريغا ارسينيس سميرنوفس "انها على الارجح الحكاية نفسها، -انجزوها باقل التكاليف واستحوذوا على الفارق، لكن الناس هم الذين يدفعون الثمن الحقيقي".
وقد بني المحل التجاري الذي تستغله شركة مكسيما في 2011 ومنحت له جائزة هندسة، وكانت الاشغال جارية على السطح لتحويله الى حديقة معلقة وفق المسؤول في البلدية المحلية يوريس رادزيفيتش.
وقالت الناطقة باسم مكسيما، اولغا ملاسكيفيسيين ان المركز التجاري كان الوحيد الذي يملك حديقة معلقة من بين المحلات التجارية الاربعمائة لسلسلة المتاجر في بلدان البلطيق الثلاثة، غير ان المجموعة قامت بمراقبة في المراكز التجارية ال140 في لاتفيا وتنوي القيام بذلك ايضا في ليتوانيا واستونيا كما اوضحت الناطقة لفرانس برس.
واوضحت اجهزة الاغاثة ان اربعين شخصا نجوا من الكارثة.
واوضحت الناطقة باسم رجال الاطفاء فيكتوريا سيمبيلي لفرانس برس ان "الجزء الاكبر من الموقع قد خضع الى تفتيش لكنها اضافت ان الانظمة المتبقية تشمل عدة كتل ضخمة ثقيلة جدا وخطيرة".
واذهلت هذه المأساة وهي من اخطر الحوادث الناجمة عن انهيار سقف في العالم منذ ثلاثين عاما، هذا البلد الصغير الذي يبلغ عدد سكانه مليوني نسمة، واعلنت الحكومة الحداد الوطني ثلاثة ايام ابتداء من اليوم السبت، مع دقيقة صمت صباح الاثنين.
ونكست اعلام لاتفيا في ريغا على المباني الرسمية والمنازل الخاصة، ووضع عليها شريط اسود حدادا.
واحتفلت لاتفيا العضو في الاتحاد الاوروبي منذ 2004 والتي ستنضم الى منطقة اليورو في الاول من كانون الثاني/يناير 2014، في 18 تشرين الثاني/نوفمبر بعيد الاستقلال في اجواء من التفاؤل، فيما تستعد ريغا لتصبح عاصمة الثقافة الاوروبية العام المقبل.