العدد 4106 - الثلثاء 03 ديسمبر 2013م الموافق 29 محرم 1435هـ

الحوار... في انتظار «غودو»!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في مسرحية صمويل بيكيت الشهيرة «في انتظار غودو»، تدور حبكتها حول رجلين ينتظران وصول شخص اسمه «غودو»، ويخرج الجمهور بعد انتهاء المسرحية ولم يصل غودو!

المسرحية التي تعتبر من أهم الأعمال المسرحية في القرن العشرين، وضع لها مؤلفها عنواناً فرعياً: «تراجيديا مضحكة». هذه المسرحية تذكّر بـ «الحوار»، الذي تحوّل إلى عرض مسرحي طويل!

الحوار انطلق مرتين، وتوقّف مرتين، مثل السيارة القديمة، التي لا يرغب في سياقتها أو ركوبها أحدٌ إلا مضطراً! وفي المرة الثانية، انسحبت المعارضة بعد زيادة الضغط الأمني، وتشديد الخناق على حراكها السلمي. وهكذا ركنت السيارة القديمة في المستودع. ومع ذلك ركب البعض رأسه، وأصرّ على مواصلة الحوار... مع نفسه!

بعد ظهر أمس الأول (الاثنين)، أطلقت المعارضة مبادرةً لتشحيم عجلات السيارة لتحريكها من مكانها. حين قرأت الخبر كتبت على «تويتر»: «الجمعيات تقدمت بمبادرة للحل السياسي، الحكومة ستتجاهلكم. واقرأوا الرد غداً في المقالات: خونة وعملاء وأجندات خارجية»!

كان الردّ أسرع من ذلك، فلم ينتهِ الناس من صلاة المغرب، إلا وأصدرت «جمعية المنبر الإسلامي» (الاخوان المسلمون في البحرين) بياناً يشكّك في المبادرة. وبعد صلاة العشاء، أعلن رئيس «تجمع الوحدة الوطنية» عبداللطيف المحمود، الموقف نفسه. كانت الاستجابة أسرع مما توقعت، فلم يطيقوا صبراً على الرد حتى يبزغ الصباح!

أول أصداء الخبر خارجياً، في وكالة (أ ف ب) قبل السادسة مساء: «عرضت المعارضة البحرينية بقيادة جمعية الوفاق الشيعية مبادرة لتحريك الحوار الوطني الذي يهدف إلى إخراج البلاد من الأزمة السياسية». وعند السابعة مساءً، تحدثت وكالة (د ب أ) عن «قوى المعارضة تطرح مبادرة لحل سياسي شامل في البحرين»، وتعلن عن جاهزيتها «للدخول في عملية سياسية جادة تضع خارطة طريق واضحةً ومجدولةً زمنياً للوصول إلى حل سياسي شامل لجميع القضايا السياسية العالقة في البلاد».

قناة «الجزيرة» كانت تتابع الخبر، وقبل منتصف الليل، كانت قد أعدّت تقريراً نشرته على موقعها، عن اقتراح المعارضة البحرينية بقيادة جمعية الوفاق مبادرةً لإخراج البلاد من الأزمة السياسية. ونقلت تصريحا للناطق باسم الحكومة، تتهم فيه المعارضة بأنها لا تملك الإرادة السياسية للدخول في حوار جاد. وهي العبارات نفسها التي استخدمها المنبر والمحمود المقرّبان من الحكم. وأشارت «الجزيرة» إلى دعوة المعارضة لتهيئة الأجواء للحوار، «بالإفراج عن جميع سجناء الرأي، ووقف التصعيد الأمني والتحريض الإعلامي ضد المعارضة، ووقف المحاكمات السياسية، مع تحصين مخرجات الحوار باستفتاء شعبي، مع دعوة ممثلين عن كلٍّ من الأمين العام للأمم المتحدة ولمجلس التعاون الخليجي لحضور الجلسات. كانت نقلةً تكتيكيةً محرجة.

في الصباح، كان خبر البحرين يتصدر أهم أخبار نشرة الـ «بي بي سي»، ومن المتوقع أن يتردّد صداه قريباً في الصحافة والقنوات الأجنبية خلال هذين اليومين، وهو ما يتلوه عادةً نشر تقارير وتحليلات تلقي الضوء على واقع الأزمة السياسية في البحرين منذ فبراير 2011.

المتوقع، وكما يجري في كل مرة، وكلما اتخذت المعارضة خطوةً أو مبادرةً، في اتجاه الحل، حسبما تراه صحيحاً من وجهة نظرها، تتولى الحكومة الرد، عبر قنوات أخرى. فلا تنتظروا «غودو»، وإنما انتظروا سيلاً من المقالات اليومية المتشنجة... ولمدة أسبوع!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4106 - الثلثاء 03 ديسمبر 2013م الموافق 29 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 12:28 م

      الطرفان

      اتفقو على ان لا يتفقو

    • زائر 17 | 6:53 ص

      أي حوار أي خرابيط

      كما بدأتم بالمطالبة بحقوقكم واصلوا .. أما هذا الهراء فهو ضعف .. والحق ينتزع ولا يعطى أو يستجدى على طريقة المتسولين

    • زائر 16 | 5:52 ص

      الحكومة

      الحكومة والموالات لايريدون اى استفتاء ولايريدون حكومة منتخبه لانه ليس لصالحهم ادا نفدت هادى الشروط فكيف يقدرون ابوقون ويسيطرون على ميزانية الدولة المساله كله بوووووووق فى بوووووووووق المشتكى لله

    • زائر 12 | 3:36 ص

      ما هو الجديد

      لنتحدث بوضوح.. ما هو الجديد في ما يسمى بالمبادرة؟ ترى الناس يا جماعة الخير تفهم وتقرا زين ، انا لا اجد ولا نقطة واحدة جديدة في هذا البيان ، تكرار لنفس الأسطوانة ، وتسمية ذلك بمبادرة لا يعني انها فعلا كذلك ، الرجاء توضيح اذا كان هناك جديد ام تكرار لذات المواقف

    • زائر 11 | 3:16 ص

      على ماذا تعتاش البكتريا والجراثيم؟

      الجراثيم والبكتريا لها ما تتغذى عليه وبعض المواطنين في البحرين يتغذون ويستفيدون من بقاء الازمة والحلّ الامني القمعي
      وكما يقول المثل ما ماتت السنانير الا من حض الكلاب مع الاعتذار فالامثال تضرب ولا تقاس كرم الله الجميع
      ولكن هو واقعنا السيء ان هناك من يعتاش على الازمة لذلك لو تمعنّا جيدا لرأينا ردود هؤلاء في نفس المقال وهؤلاء ممن يعتاش على فضلات الازمات

    • زائر 8 | 2:31 ص

      السياسة = تعاسة

      اي واحنا الي ضايعن بينكم الله ياخذ السياسة والي سواها أمين . السياسة = تعاسة . شنو ماخذين منكم احنا يا سياسين كل واحد يدور على مصلحته ويطلع نفسه هو الأقوى وهو الصح .

    • زائر 9 زائر 8 | 3:11 ص

      العيب في الساسة وليس السياسة

      هناك سياسات رفعت شعوب وهناك سياسات هدمت دول.
      اللعبة واحدة، لكن المشكلة في اللاعبين. عمرك شفت سياسة تجنيس في بلد يشكو العجز؟ ومن المجنسين؟ هل هم من أصحاب رؤوس الأموال والتجارة العابرة للقارات؟
      الله يجازي اللي كان السبب.

    • زائر 7 | 2:25 ص

      لذلك وجهة نظري تقول لا تطرحوا مبادرات ولا غيرها

      انتوا تتعبوا روحكم وتضيعوا الوقت في صياغة امور وكتابتها وتنقيحها ومن ثم عرضها
      وفي النهاية لا تجد ولن تجد صدى لدى السلطة لذلك وفّروا على انفسكم هذه الجهود وواصلوا الحراك والنضال ومتى ما رأت السلطة نفسها في مأزق هي من ستطرح عليكم مبادرتها وستكون جاهزة لأي حلّ
      اما بهذه الطريقة فإنكم وان كنتم حريصين على البلد لكن حرصكم هذا لا تعترف به السلطة ولا تباعها وانما ينظرون لكم بأنكم خونة وحتى تتغير نظرتهم فلا تطرحوا شيئا

    • زائر 6 | 1:45 ص

      المبادرة

      لم يقبلوا بمبادرة الجمعيات المعارضة لإخراج البلد من محنته

    • زائر 5 | 1:25 ص

      رائع انت سيد

      مقال جميل والاجمل ان يدرك الجناح الاخر من هم ممثليهم

    • زائر 4 | 12:06 ص

      يقول لك ثمانيين بالمئة متفقين انته ما تفهم يعني

      الرد السريع يدل على ابواق عدم صحوة الضمير. وعدم الاكتراث بالاخرين وان راكب راسي واللي بصير يصير ببوق بنهب بقتل بسرق ووووو لا احد له سلطة علي

    • زائر 3 | 11:31 م

      ذبحني التشبيه سيد

      تصورت ممثلي المعارضة نازلين من السيارة القديمة وراكنينها في المستودع ومعارضين المعارضة راكبين راسهم وقاعدين في السيارة، لا يعرفون يمشونها بروحهم ولا قادرين يوصلون مكان فيها، لكن بس للعناد قاعدين. وإذا فكر ممثلين المعارضة تصليح السيارة يرفضون "الركاب" وبس يبغون ممثلين المعارضة يقعدون وياهم في السيارة.
      قاصر بعد الناطق الرسمي يهزهز السيارة وهي واقفة مثل الافلام المصرية القديمة لامتاع الجمهور وإيهامهم بأنها فعلا تمشي!!!!

    • زائر 2 | 10:05 م

      انتظرو غودو

      غودو مات يا سيد ولن يستطيع الحضور

    • زائر 1 | 9:43 م

      نريد رد تفصيلي و مواطن الخلاف و الاتفاق

      الحكومة و الجمعيات التابعة لها اقدمت على رد سريع ورافض للمبادرة و من المفروض تحدد ما تتفق فيها من النقاط مع المعارضة وما تختلف فيه اما الرفض المجمل المقتضب يؤشر بعدم جدية الحكومة و اطرافها في حل الازمة

اقرأ ايضاً