العدد 4109 - الجمعة 06 ديسمبر 2013م الموافق 03 صفر 1435هـ

«المركز»: قلَّة الخيارات التمويلية تعرقل مشاريع الشراكة في الكويت

نشر المركز المالي الكويتي (المركز) مؤخراً تقريراً حول قانون رقم 7 للعام 2008 المتعلق بتنظيم مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ويقوم التقرير بحصر وتقييم أسباب عدم فاعلية القانون، ويقترح سياسات وخيارات بديلة لتمويل المشروعات، والتي بإمكانها أن تفعِّل تنفيذ مشاريع الشراكة. كما يسلط التقرير الضوء على الأطر القانونية التي تتبعها بعض دول المنطقة في تنفيذ مشروعات شبيهة.

ويشير تقرير «المركز» إلى أن الاهتمام المتزايد من قبل حكومات الدول حول العالم بقوانين شراكة القطاعين العام والخاص خلال السنوات القليلة الماضية، نظراً إلى دور هذه القوانين في تمكين الحكومات من تنفيذ المشروعات الكبيرة والمعقدة، والتي عادة ما تتطلّب استثمارات ضخمة. إلا أنه على رغم جهود الحكومة في دولة الكويت لزيادة مساهمة القطاع الخاص في تنفيذ وإدارة بعض مشاريع القطاع العام الكبرى، فإن قانون شراكة القطاعين العام والخاص لم يلاقِ ترحيباً من القطاع الخاص، ويعود السبب الرئيسي لعدم فعالية القانون إلى المتطلبات الكثيرة والقوانين والتعليمات الصارمة المفروضة على القطاع الخاص، إضافة إلى تأخر الحوكمة في القطاع العام، وشح خيارات التمويل. وتشمل العوائق الرئيسية لنجاح قانون شراكة القطاعين العام والخاص في الكويت الآتي:

- القواعد الصارمة التي يفرضها القانون للسيطرة على مسار المشروع، والتي تشكّل عائقًا بدلاً من محفز للمستثمرين في القطاع الخاص. وعلى سبيل المثال يجب على المستثمرين أن يسلموا المشاريع للحكومة بدون أية اعتبارات أو تعويضات. كما تتعرض الشركات غير المدرجة والشركات الأجنبية لعملية طويلة ومعقدة للتأهيل للمناقصات.

- صعوبة تمويل المشاريع؛ إذ لا يسمح القانون ببيع أو منح الامتياز أو حق الحجز أو رهن أي حقوق أخرى على الأرض المخصصة للمشروع بما فيها البناء على الأرض. كما توجد قيود على منح الضمانات أو الرهن على عملية البناء خلال مدة المشروع؛ فضلاً عن عدم وجود سوق دَيْن تتمتع بالعمق الكافي لتمويل مشاريع البنية التحتية الضخمة.

- عدم وضوح إجراءات الموافقة على المشروع ومنح العطاءات، فهنالك هيكل مؤسسي معقد ويفتقد للحوكمة السليمة لابد من التعامل معه؛ إذ يمر المشروع في كل مرحلة منه على جهات حكومية عديدة ويتعطل بسبب البيروقراطية.

- عدم وضوح نطاق الأعمال لبعض المشاريع، وضعف صوغ اللوائح يثبطا عزيمة القطاع الخاص للمشاركة في مشاريع شراكة القطاعين العام والخاص. كما أن اللوائح لا تقوم بتحديد المخاطر بشكل مناسب بين الحكومة واللاعبين الرئيسيين في القطاع الخاص.

ويؤكد التقرير أن تطوير سوق المال المحلية لمشاريع شراكة القطاعين العام والخاص سيساهم في تخفيف الأعباء المالية بصورة كبيرة عن طريق تقليل المعدَّل الوزني لكلفة رأس المال. كما ستقلّل سهولة الوصول إلى سوق الدَّين من كلفة مشاريع شراكة القطاعين العام والخاص للاقتصاد، وتجعل بعض المشاريع قابلة للتحقيق، ويقترح السياسات الآتية لتحسين جاذبية مشاريع شراكة القطاعين العام والخاص:

- تعديل هيكلة المبادئ التوجيهية المالية بالتنسيق مع خبراء في مجال الاستثمار.

- تقسيم المشاريع الكبيرة إلى مشاريع صغيرة أو تنفيذها على مراحل.

- تقديم مبدأ التصنيفات الائتمانية لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى تمويل المشاريع، وقد يتطلب الأمر تعزيز العوامل الائتمانية للمشروع لتحسين التصنيف الائتماني.

- تعميق سوق الدَّين المحلية لتساهم في تمويل مشاريع الشراكة بين القطاعين.

- العمل على وضع آلية لتقاسم المخاطر بين القطاعين العام والخاص.

- تقديم وطرح حقوق امتياز طويلة المدى واتفاقيات بدء تنفيذ فعالة.

العدد 4109 - الجمعة 06 ديسمبر 2013م الموافق 03 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً