اعتدل الاستراتيجي الفلتة في جلسته، وخاطب المستشارين العسكريين والأمنيين الذين تحلقوا حول الطاولة «يا جماعة لازم نلقن أميركا درس ما تنساه. الحين أضحت إيران موب عدو بل صديق محتمل، وبدل ما تكون أساس المشكلة أضحت المدخل للحل، وبدلاً ما تكون سبب الاضطرابات أضحت شريك محتمل في ضمان الاستقرار، والأمن. صحيح الأميركان ما لهم أمان».

يا جماعة لازم نفهمهم أن إحنا في مجلس التعاون الخليجي يمكن نستغني عنهم موليه، لازم نثبت لهم أن مجلس التعاون الخليجي له أنياب، وأنه قادر على التصدي للعدو الفارسي وغيره من الطامعين في خيراتنا ونفطنا وغازنا أيضاً لا تنسون معركة القادسية اللي مرغوا فيها فرسان البادية، أنف الجيش الفارسي الجرار. لا تنسوا إن حنا أصفاء أحمد بن ماجد، القبطان البحري الأسطوري، في حين أن الفرس يغرقون في شبر ميه. لا تنسوا أن شعارنا الصقر. وعندنا صقور الجو من حق وحقيق. يا الله يا إخوان نستعرض خطة البديل عن الحماية الأميركية، عن قوات السنتكوم (القيادة المركزية) والأسطول الخامس، يلعن خامس أبوه.

المستشار رقم واحد: رأيي أن نحرك القوات المشتركة في مناورة استعراضية بحيث تضم القوات البحرية ذات الصواري، والقوات الجوية ذات النسر، والقوات البحرية ذات الأسد، والقوات الخاصة ذات الذيب، والاستخبارات ذات الشاهين. ونثبت للأميركي الناكر للجميل أن إحنا قدها وقدود.

رد عليه الاستراتيجي الفلتة. يا اللخو نسيت أن صدام عندما احتل الكويت، واستنفرنا كل قواتنا، واكتشفنا إن ما لنا إلا الأميركان، اللي حركوا جيش عرمرم قام باللازم وكان دورنا في الخطوط الخلفية. وأزيدك من الشعر بيت طيارينا أسقطوا طياراتنا بالغلط، وتسترنا على الموضوع. يا الله من عنده رأي ثاني؟

المستشار رقم اثنين. إذا تسمح لي هناك حلفاء بدائل لأميركا المغرورة نتوجه شرقاً عندنا باكستان وتايلند وفرموزا. لا تنسَ أن باكستان عندها قنبلة ذرية وخاضت حروب مع جارتها الهند. وتايلند عفاريت وفرموزا تناطح الصين.

هز الاستراتيجي الفلتة رأسه. كلامك يا اللخو غير مقنع. لا تنسى أن الباكستانيين مشغولين بحربهم مع «طالبان» وفي كل حروبهم مع الهند انهزموا. وتايلند عمرها ما خاضت حرب. مرة واحدة ناوشت كمبوديا التعبانة وخسرت. أما فرموزا صحيح يعتد بها، لكنها مستنفرة أربعة وعشرين ساعة لا يحتاجها التنين الأصفر يعني تبغي السلام على روحها، يا الله حد يطرح شيء عملي.

المستشار رقم ثلاثة: أسارع بالقول أنا عندي خطة جهنمية. خطتي أن إحنا نورط الأميركان في حرب مع إيران بالخشية.

الاستراتيجي الهمامي تدخل بالخشية يعني شلون؟

رد المستشار رقم ثلاثة. هنا شوف مو يقولون الحرب خدعة. تمام، نرسل جواليت وبومة خشب الرادارات الأميركية ما تكتشفهم لأن ما فيهم حديد. يعني نستخدم الحبال بدل المسامير مثل ما كانوا يسوون أول. ونهاجم المدمرات الأميركية بقنابل لاصقة، بحيث تكون الخشب تحمل علم إيران، ولزيادة التمويه انخلي بعض البحارة ممن يتكلمون فارسي، ونتعمد يسقطون أسرى، ويعترفون أن إيران دازتهم.

تذكرون حادثة خليج تونكين قبالة فيتنام الشمالية، عندما اتعمدت فيتنام الجنوبية أن ترسل زورق حربي سريع هاجم حاملة الطائرات الأميركية، واعتقد الأميركان أنه قارب حربي تابع لفيتنام الشمالية، وقرروا توسيع الحرب ليهاجموا فيتنام الشمالية بكل قوتهم رد الاستراتيجي الفلتة، والله جبته يا الشاطر، من وين جبت الأفكار الخطيرة هذي؟

بس عندي سؤال أنت متأكد أن الرادارات الأميركية ما راح تكتشف الخشب حكنا وما راح تكتشف المتفجرات اللي فيها قبل ما تصطدم بالبوارج الأميركية؟

رد المستشار ثلاثة بكل ثقة. أنا متأكد يا الاستراتيجي الفلتة. حتى المتفجرات تكون بلاستيكية اللي ما يكتشفها الرادار. وحنا ما راح نركب فيها مكاين، لا نعتمد على الشراع والريح، يعني نختار ليلة ظلمة اللي تكون فيها ريح الشمال قوية حيل. الاستراتيجي الفلتة اطمأن إلى الخطة، وخاطب المستشارين أهنئ نفسي وأهنئكم بالتوصل إلى الخيار الاستراتيجي ثلاثة بتوريط الأميركان الساذجين والمندفعين في حرب ضروس مع العدو الفارسي، وبذلك تضرب أكثر من عصفور بحجر واحد. بدءاً باليوم التالي كانت خطة البديل الاستراتيجي عن الناكر للجميل الأميركي تتوالي على حلقات في صحيفة الاستراتيجيات، لتشكل دليلاً للخطط البديلة ولتدرس في أهم معاهد الدراسات الاستراتيجية وكليات الأركان العسكرية وهكذا كان.