العدد 4129 - الخميس 26 ديسمبر 2013م الموافق 23 صفر 1435هـ

الصحافي «الفنتك»

عبدالنبي العكري comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي

رشف الصحافي الفنتك كأس الراح المعتق، واعتدل في كرسيه الوثير وعدل شماغه الأحمر، حيث تناثرت على الطاولة أكداس الأوراق معنونة بـ «سري جداً» (Confidential)، من عدة جهات خاصة، وإلى جانبه العديد من الأسطوانات المضغوطة، والشاشة الكبيرة أمامه على الجدار، والكمبيوتر أمامه مباشرة، وعلى اليمين قاموس البذاءة لسليط اللسان، وخاطب روحه: ها اليوم يا الصحافي الفلتة بتزقر لسانك بمن وإلا من، كثروا المتمردين وناكري الجميل على الدولة اللي ربتهم وعلمتهم وطببتهم وسكنتهم. كانوا يلبسون الأسمال ويعيشون في العشش واليوم يتفلسفون.

فجأةً تنمروا على أصحاب نعمتهم، اللي علموهم شلون ايصيرون أوادم لكنهم ما يعرفون السنع ولا الذرابة، هذا في طبعهم وجيناتهم من أيام الطف، حتى ثورة الزنج بالبصرة، وأخيراً القرامطة الملحدين الإباحيين. للحين يرددون عزازي قبل أرباطعش قرن، ويرفعون شعارات عفى عليها الزمن «هيهات منا الذلة» لا والله راح تنذلون وتتهانون.

توقف برهة ورشف رشفةً أخرى: لا، لازم الواحد ما يخلي عواطفه تأخذه بعيد، صحيح نكرههم، لكن لازم نضربهم بحنكة وتخطيط. طيب اليوم راح ألعن سلفهم من أكبر راس فيهم، إلى جمعياتهم ومواتمهم وحسينياتهم وملاليهم وشيوخهم. ولكن كيف؟

راجع بسرعة أكداساً من التقارير التي أمامه، وشغل الأسطوانات الممغنطة وبها تسجيلات وتوثيق عن كل شيء، خطب الجمعة، القرآية الحسينية، اللافتات، العزازي، اجتماعاتهم، خطبهم، مناقشاتهم، اتصالاتهم التلفونية، الواتس أب، التويتر، الفيسبوك، اللنكز، تسجيلات الكاميرات المخفية، حتى في غرف النوم، احتجاجات الشوارع، كل شيء عنهم صار يعرفه. أخذ نفساً عميقاً ثم تناول القلم السيال، بادئاً من أكبر رأس فيهم، لابد من هزّ صورته أمام جمهوره أولاً ثم الجمهور البحريني، لابد من تسخيف منطقه، وإثبات رجعيته وتخلفه وتحميله جميع المصايب في البلد حتى أزمة الطماطا، ورياح الكوس، ونزلات البرد. نعم هذا للنظر لهم ومرجعيتهم، فإذا اهتزت صورته اهتز المشروع برمته!

يجب وصم المشروع بأنه مشروع الملالي مثل إيران، حتى لو اتفقت المعارضة على مشروع الدولة المدنية، وضمت قوى يسارية كان بعضها شيوعياً، هذا كله تمويه. مشروع الرأس الكبير ومشروعهم طائفي تقسيمي، رجعي كهنوتي، تبعي للعدو الفارسي، اللي بينا وبينه حرب ولا حرب البسوس.

هذا اللي يتظاهر بالعقلانية ويدعو للتسامح ويمد يده لليساريين، هذا اللي يدير السياسة بخبث، هذا لازم نطعنه بشرفه لأن ما يفيد تحاججه بالسياسة لأن منطقه قوي وسليم. بعدين القيادات اللي تحته، لازم نفتش في دفاترهم القديمة والحديثة مو كانوا نواب يستلمون معاشاتهم من الحكومة؟ يستلمون تقاعدهم حتى اليوم من الحكومة؟ مو فيهم الطبيب والمدرس والمهندس والمقاول اللي لحم أكتافهم من خير الحكومة. نفتح ملف كل واحد منهم وندخل عليه من ثغرة ونستفيد من التسجيلات السرية والكاميرات الخفية، لابد من واحد منهم ياخذ راحته ويسترسل في الحجي ونكبسه ونعمل له كبسة.

بعدين هذول أولاد الشوارع اللي كل جمعة يمشون في مظاهرة تطالب بالديمقراطية والمساواة والعدالة والكرامة إلى آخر المعروفة، واللي ما تعرفون قدركم، لا ويطلعون نسوانهم المحجبات. بعد طيب ما تقولوا المرة عورة، مرة واحدة صارت تخطب وتهتف وتتظاهر وتبي المساواة.

لا وبعد تطلع الأسرة بكاملها كأنهم رايحين كشتة! الريّال والمرة والعيال فرحانين ويهتفون «هيهات منا الذلة». لكن الألعن من هذول المتخلفين الجهلة، وهم عدوين، المثقفين الصحفيين واليساريين المرتدين. أنا ما أدري متى تمرسوا هذول في جميع فنون الإعلام والصحافة، ووسائط التواصل الاجتماعي والتصوير، والإخراج والأفلام والمسرحيات والأناشيد، والجرافيتي. إلا الجارفيتي اللي ترسوا فيه الجدران، وصدرت عنه كتب، وما يجي ضيف على الحكومة، إلا ويسألونه ويراوونه الجرافيتي واللي أصبح فن يدرس في كليات الفنون وصدرت عنه كتب وأفلام. من وين طلعوا لنا هالأباليس، بثواني ما تشوف إلا صور جنود حفظ النظام وهم في وضع محيّر ويفشل، عشرة تركض وراء ياهل، وإلا شاب يرفسونه. طبعاً جنود حفظ النظام معذورين، لكن لازم يأخذون حذرهم من الكاميرات والتلفونات. أما اليساريين المرتدين فهذي مشكلة عويصة. طيّب الملالي سبيناهم وقلنا عنهم رجعيين ومتخلفين، لكن اليساريين المتحالفين معهم واللي يرفعون راية التقدمية وحرية المرأة ومساواتها، والحلول العلمية، والديمقراطية وحقوق الإنسان واللغوة اللي ما تخلص، ما كنت أنا واحد منهم شلون انصيدهم ما لنا إلا نقول هذول ذيول تنظيم الملالي، فقدوا البوصلة، وارتدوا إلى أصولهم الطائفية بعد أن انسلخوا من الطبقة العاملة، واستبدلوا الوعي الطبقي بوعي طائفي، لكن المشكلة أن كثير منهم مو من ذيك الطايفة، هم مننا وبعضهم محكوم والبعض مطرود من عمله. ويش الورطة، عيل راح نقول أنهم خالفوا مبادئهم لقاء وعود بمناصب في المستقبل ومقاعد نيابية.

توصل الصحافي الفنتك إلى الحل السحري وهو أن كل المعارضة عطالها على بطالها تريد تسوي دولة الملالي، التابعة لدولة الملالي الكبيرة، وتحبط الدولة المدنية الحضارية اللي بنيناها من زمان، واللي تحسدنا عليها دول الأرض قاطبة. هذا هو مرتكز الخطاب، ونبني عليه عشرات المقالات والحلقات التلفزيونية من المحطة الخفية. عندها تناول كأساً ممتلئاَ بالراح وهنأ نفسه مخاطباً إياها: ترى آنه مب سهل!

إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"

العدد 4129 - الخميس 26 ديسمبر 2013م الموافق 23 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 3:32 م

      لا احد

      لا احد يستطيع ان يجاريهم في الكذب , انهم اساطين وعلماء ولو ان هناك جائزة بأسم مسيلمة الكذاب لنالوها عن جدارة واستحقاق كل عام . في برنامج سحور سياسي يقول بديع عرف عزت محامي صدام ان حكومة المالكي اسوأ من حكومة صدام وان المالكي اجرم اكثر من صدام حسين ! هكذا امة كيف يرد عليها عاقل او مثقف ؟ و ماذا يقول عنها ؟ من كان يصنع مايقول فحيلتي فيه قليلة .سليمان بوغيث الكويتي من ......القاعدة سحبت منه الجنسية الكويتية يقول عنه ربعه . انه لاعلاقة له بالقاعدة !! هؤلاء هم وهذا كذبهم .
      علي جاسب . البصرة

    • زائر 20 | 8:54 ص

      بحريني واعتز ...

      ياريت احنا انصير مثل دولة الملالي . فيها التطور والتحضر والتقدم . فصارت يحسب لها الف حساب . لكن لاحظ اتا قلت - مثل - مو - مع- لاني اومن بان فينا نوابغ ، وقادرين على فعل الكثير الكثير . لكن لو نعطى الفرصة ..

    • زائر 15 | 4:39 ص

      Abdulla al mansoor

      يا بؤ منصور رغم ان المقال من ذهب وفيه تحليل دقيق لشخصية المهرج،،، الان قلمك ومساحة مقالك ارفع من ان تمتلئ بتحليل شخصية تافه و متحول كهذا المسخ،، أنا على يقين بانه اكثر واحد قرأ مقالك اليوم و شعر بأن له وزن لشمله في مقالك

    • زائر 14 | 3:36 ص

      سَلِمتَ

      لكَ ألفُ تحيّة '~

    • زائر 13 | 3:35 ص

      قصص

      للأسف هذا حال بعض الصحفين ولاكن الشرا مو عليهم علي اللي يصدقهم ، الله يساعدهم علي هالمحنه ويهديهم آمين بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين وجمعه خير وبركه

    • زائر 12 | 1:53 ص

      أبو البهاليل

      هذا مو بس "فنتك" إلا "خفنگع" بعد.

    • زائر 11 | 1:50 ص

      مالك حل

      مالك حل يالعكري

    • زائر 10 | 1:16 ص

      زائر

      ..............................................................................
      إذا كان مثله من يدافع عن الفساد فيجب أن يكون المرأ ... سعيد . الحمد لله على نعمة الأعداء الحمقى.

    • زائر 9 | 1:08 ص

      نعم الوصف الذي وصّفته. هؤلاء كثر

      كثر من يجعلون الطعن فينا هو قوتهم اليومي يخلطونه مع زادهم حتى لا يدخل بطنهم طعام الا وهو مشوب ومخلوط بدمائنا وآلامنا
      نسأل الله ان يعجل نقمته الدنيوية عليهم

    • زائر 8 | 12:53 ص

      يا دكتور مب بس هالصحافي

      فيه منك وفيك بس يخالفك شوف شنو يألف عليك قصص واوهام سراب بس ع اساس يحطم شخصك الا سمعت حكمة الفلاسفة تقول : أسوأ الناس خلقا(بضم الخاء) من اذا غضب منك أنكر فضلك وأفشي سرك وجحد عشرتك وقال عنك ما ليس فيك . وهاي النماذج موجودة فى خصال الموالاة والمعارضة والمتسلقين باسم هذا وذاك

    • زائر 7 | 11:55 م

      بس خفيف دم

      وكان متنفس لنا وقت الازمة

    • زائر 6 | 11:49 م

      شكراً لكم ..شكراً لكم

      سلمت أناملك وأحرفك وكلماتك يامخلص للوطن ولشعب البحريني المظلوم ، نحن بأمس الحاجة لأمثالكم الوطنين الشرفاء

    • زائر 4 | 11:22 م

      عدنان

      هو مجرد مرآة تعكس صورة ونمط تفكير وسلوك...
      إذا كان مثله من يدافع ..

    • زائر 3 | 11:16 م

      اقذر الخلق الطائفيون العنصريون

      العنصريون الطائفيون هم تلك الفئة التي لا ترى حق للاخر و ترى استحواذها على كل شئ حق لا ينازع انهم الاكثر انانية و انحطاطا

    • زائر 2 | 10:52 م

      الصحافي

      المشكلة هالصحفي مريض عقلا وجسدا ...

    • زائر 19 زائر 2 | 8:41 ص

      كلام جميل ومعبر وفيه الكثير من الابداع

      الجمالي لتوضيح صورة الكاتب ............

    • زائر 1 | 10:51 م

      اصلي يالعكري

      عطنا فاصل بط جبدي العكري بمقاله اليوم

اقرأ ايضاً