يشرح الشاب النيجيري كريستيان (27 سنة)، أن المعارك الأخيرة في العاصمة الليبية وعدم الاستقرار المتزايد في هذا البلد، يدفع الكثيرين منهم لمحاولة السفر إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية... «مهما كان الثمن».
ولكن منذ عام 2011، ازداد عدد الفارين تجاه الشمال وذلك أساسا بسبب انعدام الأمن الذي يتيح للمهربين العمل بحرية أكبر.
ففي مقابلة حصرية، قال واحد منهم لوكالة إنتر بريس سيرفس، ان «الحكومة الحالية مشغولة جدا، بحيث لا تراقب الساحل نظرا لمستويات العنف التي تعاني منها البلاد. والآن، العقبة الرئيسية لدينا هي موجات البحر».
وأفاد مهرب المهاجرين هذا - الذي طلب عدم الكشف عن هويته - بأنه يكسب نحو 27،000 دولار أميركي من كل رحلة تنجح في الوصول إلى جزيرة لامبيدوزا، وأن الدفع يتم فقط بعد أن يضع المسافرون أقدامهم على الأرض، ومن خلال وسيط في طرابلس.
الحقيقة هي أن السلطات شددت الحراسة علي السواحل في الأشهر القليلة الأخيرة. لكن هذا لم يضع حدا للمآسي الإنسانية.
فيحكي عمران (21 عاما) أنه جاء من بلده الأصلي كشمير - في شمال شبه القارة الهندية - فانتهي به الأمر على متن قارب أبحر ضالا لمدة ثلاث ساعات قبل أن يتم أسره من قبل خفر السواحل.
«حدث ذلك... بكل بساطة... لأن القبطان لم يكن يعرف الطريق... كنا نبحر في دائرة»، حسبما يتذكر هذا الشاب الذي قضى ثلاثة أشهر في السجن كخاتمة لأول محاولة له للوصول إلى لامبيدوزا.
ومع ذلك، يؤكد عمران أنه رغم قسوة مركز الاعتقال الليبي مازال يعتبر أنه كان محظوظا. «كنا نحو 50 في الزنزانة نفسها، لكن على الأقل الحراس لم يمسوني أبدا... الوضع بالنسبة للسود كان مختلفا تماما... فقد كانوا يضربونهم ويعذبونهم بطريقة وحشية، تقريبا كل يوم... أما النساء، فكانوا يجبرونهن على ممارسة الجنس مقابل إطلاق سراحهن».
ويؤيد شهادته هذه تقرير منظمة العفو الدولية الأخير الصادر في يونيو/ حزيران، والذي دعت فيه هذه المنظمة الإنسانية الحكومة الليبية لإنهاء «الاعتقال التعسفي وغير المحدد زمنيا للاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين، بمن فيهم الأطفال، فقط لدواعي الهجرة».
كذلك فقد وثقت منظمة العفو الدولية حالات عديدة لمعتقلين، بمن في ذلك نساء، أفادوا أنهم وقعوا ضحايا «الضرب الوحشي بأنابيب المياه والكابلات الكهربائية».
كارلوس ثوروتوثا
وكالة إنتر بريس سيرفس
العدد 4134 - الثلثاء 31 ديسمبر 2013م الموافق 27 صفر 1435هـ
