العدد 4136 - الخميس 02 يناير 2014م الموافق 29 صفر 1435هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

ومضة في رحيل رسول الإسلام

كل حضارة تطمح إلى بلوغ ذرى المجد والعظمة، وتبوئ المراتب المتقدمة والراقية لابد لها أن تمتلك مستوى مماثلا من تعاليم وقوانين ونظم تضمن ازدهار هذه الحضارة وإشراق اسمها ونهضتها.

ولقد اقتضت الحكمة الإلهية بعث نبي الرحمة محمد بن عبدالله (ص) إلى أرض شبه الجزيرة العربية وقبائلها الجاهلية التي غلب على وصفها القتال وإراقة الدماء والسلب والنهب وجمع الغنائم من الأموال والنساء، وهذا ما صرح به أمير البيان علي بن أبي طالب (ع) في خطبة له يصف العرب قبل بعثة رسول الله (ص) فيقول:»إن الله سبحانه بعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلم نذيراً للعالمين، وأميناً على التنزيل، وأنتم معشر العرب على شر دين، وفي شر دار، منيخون بين حجارة خشن وحيات صم، تشربون الكدر، وتأكلون الجشب، وتسفكون دماءكم، وتقطعون أرحامكم، الأصنام فيكم منصوبة، والآثام بكم معصوبة».

وعليه يمكننا تصنيف حال الأمة العربية آنذاك في مستويات أربعة نشير إليها فيما يلي:

أولاً: البعد العقائدي:

- عبادة الأصنام والأوثان.

- إنكار القيامة، وعودة بعث الإنسان للحساب في العالم الآخر.

- هيمنة المعتقدات الأسطورية والأفكار الخرافية، وما يصاحبهما من الأعمال السحرية كالكهانة والقيافة وتسخير الجن.

ثانياً: البعد الأخلاقي:

- الفساد الأخلاقي كانتشار القمار، والخمر، والميسر، والزنا، وغيره من المفاسد.

- القسوة والغلظة والشدة في التعامل.

- السرقة والسلب والنهب.

ثالثاً: البعد الاقتصادي:

- تشريع الربا والعمل به.

- بيع الخمور ولحوم الميتة والخنزير.

- بيع وشراء الرجال والنساء والأطفال.

رابعاً: البعد الإنساني:

-حرمان المرأة من جميع حقوقها، وعلى رأس هذه الحقوق (الحياة) التي سلبت في صورة ما عرف بـ(وأد للبنات).

- الرق والاستعباد.

- الولع بالحروب وإراقة الدماء.

تتضح بذلك صورة العرب آنذاك، وأي حضارة هي التي كانوا يعيشونها، ومن هنا كان عصر البعثة المحمدية نقطة تحول وانتقال لهذه الأمة وتاريخها، من ظلام الجاهلية، إلى نور الإسلام وهدايته، ومن عبادة الشيطان والأوثان، إلى التوحيد في الإيمان وعبادة الواحد الديان، ومن الانحطاط والتخلف، إلى النهضة والتقدم.

الدعوة الإنقاذية

قامت دعوة رسول الرحمة محمد (ص) الإنقاذية في سبيل نقل الأمة إلى مركزها المتقدم الذي يريده الله سبحانه وتعالى لها لتتقدم الأمم والحضارات، متخذا من الحكمة والموعظة الحسنة منهجاً وسلوكاً، وهذا ما نصت عليه ابنته السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) في خطبتها في المسجد النبوي المبارك حيث قالت: «فبلغ النذارة صادعاً بالرسالة، ناكباً عن سنن المشركين، ضارباً لأثباجهم، آخذاً بأكظامهم، داعياً إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، يفض الهام ويجذ الأصنام، حتى انهزم الجمع وولوا الدبر، وحتى تفرى الليل عن صبحه، وأسفر الحق عن محضه، ونطق زعيم الدين، وهدأت فورة الكفر».

فمن أهم الأمور التي حرص النبي الأعظم على تحقيقها هي:

- نشر تعاليم التوحيد الصحيحة.

- إعادة تأهيل النفوس والتربية الروحية.

- تصحيح المنظومة المفاهيمية للسياسة والاقتصاد والأخلاق.

فسلام الله على رسوله في يوم ولادته وشهادته وبعثه سيداً للكائنات. والحمد لله رب العالمين.

أحمد عبدالله


خاطرة أم مقال؟

قالت لي حبيبتي ذات يوم: «لمَ لا تنشر خاطرة في الصحيفة بدل المقال؟»

أجبتها بحزم «في الحقيقة أرتاح نفسيّاً للمقالات أكثر، ربّما لأنها تكشف وتُعبِّر عن قضايا للناس، وتبيِّن بعض الحقائق، ولكن من أجلكِ سأكتب الخواطر في الصُحُف قريباً، فالله العالم ربّما تنال إعجاب القُرّاء».

الآن، رحلت حبيبتي حاملةً معها حبي الكبير... حزمت قلبي ضمن أمتعتها فلم يبقَ حرفٌ ليَخُطَّ خاطرة، وينحتُ كلمات الغزل بين أروقة الغرام.

كان رحيلها، أو بالأحرى - تركُها إياي - أمرٌ مُحزن نسبياً، فالانفصال الاضطراري عن حياةٍ عامرة بالحبّ لشيءٌ مؤسف.

القضية مؤلمة، وكما تقول جدتي: «لا يشعر بالألم إلّا صاحبه»، صدقت في حكمتها، فالأمر يبعثُ الحزن في النفس، ويجبرك أن تعترف أمام ملأ قد لا يروق له الاعتراف بمثل هذه الأمور، ولكن هذا الواقع الأليم، الذي يجعلك تبوح بآلامك ومعاناتك بشكلٍ صريح للناس.

ختاماً، أعتقد أن رحيلها لم يدفعني لكتابة خاطرة، فما كتبته مقال يتحدث عن الأسى الذي يصيبك عندما يرحل عنك الحبيب.

محمد شاكر العمران


للمواطن حق غير قابل للمساومة

للمواطن حق لا يجوز التلاعب فيه. فالمواطن لا تهدأ نفسه إلا إذا صار أميناً على حقه. ولا أمن مادام يرى روح الفساد ظاهرة في كل مكان وصار كل شيء يُشترى ويُباع. وأن الأمانة أصبحت كلاما فارغا. وأن المبادئ خدعة يستغلها البعض لإخضاع الناس. مواطن يرى وطنا يغرق اقتصادياً وتقارير عن الفساد تنتهك. مواطن يرى الكبار كل واحد يسعى لنفسه ويستأثر الخيرات له. مواطن يرى النواب يتهامسون في خوف عن الفساد. يسمع المواطن من يطالبه بالواجبات ولكنه لا يرى من يعطيه حقوقه. مواطن دائماً يدفع ولا يأخذ. مواطن يرى أن طلبه للسكن منذ عشرين سنة وأكثر وهو جذوره نبتت على هذه الأرض ويرى غيره لا تتجاوز مدة الطلب أصابع اليد الواحدة فيسكن. مواطن يرى من يفتت وحدته. مواطن يرى الكفاءات تستبعد ويؤتى بغير الكفاءات نكاية وتصفية حسابات مع الآخرين. مواطن يرى من يُنافق يُرفع ومن يقول الحقيقة وينصح يُبعد ويطرد، ومواطن يرى المفسدين يتمتعون ويتلذذون بأموال جاءتهم بالباطل، ويتساءل المواطن أين العدالة. مواطن يرى من يقتل ويُعذب يبرأ، وصاحب الكلمة يسجن. مواطن يرى كل الحقائق مغلوبة فكيف يأمن على حقه.

نحن في حاجة إلى وقفة نعيد فيها صياغة مستقبلنا ومستقبل أولادنا.

نريد انطلاقة تبنى الإنسان البحريني الجديد. ولابد أن نضع أسسا جديدة من دون انفعال ومن دون أي شكوك.

مواطن يريد التغيير في كل ما يتعلق بحياته في البيت وفى المدرسة والجامعة والعمل. مواطن يريد التربية تُفعل في المدارس ويريد ألا يكون التدريس درساً وامتحانات فحسب ولكن يجب أن يكون حياة بكل معنى الكلمة. مواطن يريد أن يرى الكفاءات هم القيادات في المؤسسات.

خليل النزر


المسحراتي

هو الرجل الذي يعمل على الطبل في ليالي رمضان ويقال له «بوطبيلة» نظرا لأنه يحمل طبلا على كتفه لإيقاظ الناس لتناول طعام السحور خلال شهر رمضان، حيث كانت البحرين قبل سنين طويلة لم تصلها الكهرباء إلى كل المناطق، كما لم تركب سماعات المآذن للمساجد إذ كان المؤذن آنذاك يؤذن مرتين فالأذان الأول للإمساك عن الطعام والثاني للصلاة، فكانت مهمة المسحر إيقاظ الناس، والمسحر لا يتلقى أجرا على هذه المهنة بل يتركها لأصحاب الفريج كل بمقدوره، ففي النصف من شهر رمضان يطوف حول البيوت بعد صلاة التراويح وهو يطبل ومعه حماره واضعا على ظهره سلتين كبيرتين فبعض البيوت تقدم له مقدار كيلة أو كيلتين من الرز أو من حب الهريس وبعضهم يقدم له نقودا، كما أنه يطوف بالبيوت ثاني أيام عيد الفطر ويحصل منهم على الشيء نفسه وهذه المهنة متوارثة فليس لمسحر من منطقة أخرى الحق في التسحير في منطقة لا تخصه فلكل مسحر حدود لا يتعداها وعندما يطوف المسحر بالبيوت فإنه يطبل مع ترديد الأبيات المعروفة لهذه المناسبة، وفي السابع والعشرين من شهر رمضان يحين الوداع أي وداع الشهر الكريم فهنا يجتمع الصبية بمشاركة المسحر بعد منتصف الليل يحملون معهم طاراتهم وطبولهم وينشدون أغنية الوداع وهي من نوع الفن العاشوري ويطبلون وهم يسيرون في خطى بطيئة ويرددون الأنشودة الجميلة كما تصاحبهم «الفريسة».

ذكرياتنا عن المسحر جميلة تذكرنا بالزمن الجميل، أخي القارئ هذه النبذة البسيطة التي أوصلتها إليك مدونة في كتاب «أغاني البحرين الشعبية» للكاتب عيسى محمد جاسم المالكي فهو كتاب زاخر بتراث البحرين وممتع جداً.

صالح بن علي


حنين إلى دفتري العتيق

أخذني خيالي إلى قريتي الصغيرة...

أخذني إلى بيتنا القديم وشوارعنا القديمة...

أخذني إلى الأزقة الضيقة التي تظلم في المساء

رأيتك تمر في ذلك الزقاق وتتلاقى نظراتنا

من دون ابتسامة أو حتى كلام

أحنُّ إلى بيتنا القديم وإلى أيام الطفولة فيه أحنُّ

إلى أغلى الذكريات إلى عصر هادئ صافٍ

أحنُّ إلى مشاعري القديمة ودفتر أشعاري الصغير

وإلى أسراري الممزوجة بأفراحي وأحزاني

إلى خزانتي القديمة التي دوّنت عليها أسراري

إلى السماء تمطر والرعد يقصفها

إلى العصافير تغرد في الصباح

فأفتح نافذتي لأرى قوس قزح ووجهك يبتسم لي!

شوق


عَرادْ أجمل مكان في البلد

أَجْمَلْ مُكانْ فِي اْلْبَلَدْ قَرْيَةْ عَرادْ وُبَسْ

مَسْكَنْ حَبِيْبْ اْلْعُمُرْ نُوْرْ اْلْبَدُرْ وِاْلْشَمْسْ

قَرْيَةْ رِجالْ اْلْبَلَدْ أَهْلْ اْلْكَرَمْ وُاْلْجُــوْدْ

يَحْفُظْهَا رَبْ اْلْسِمِهْ مِنْ كِلْ شَرْ وُبَأسْ

***

فِيْها قُلُوْبْ اْلْبَشَرْ لُوْنْ اْلْعَسَلْ صافِي

فِيْها نَسِيْمْ اْلْهَوَا صِحِّي لِنا وْشافِي

عَرادْ جَنَّةْ أَوالْ وُدانَــةْ اْلْبَحْرِيْنْ

كِلْ شَيء فَيْها حِلُوْ وُاْلْجِسْمْ مِتْعافِي

***

حِلُوْ صِيْدْ اْلْبَحَرْ لِي يِهْ مِنْ اْلْدِيْرْ

وُنَسْماتْ اْلْشِمالْ إِتْلاعِبْ اْلْطِيْرْ

هَواْكُمْ ياهَلْ اْلْدِيْرِهْ شِمـــالِي

يِلاعِبْ مايَــةْ اْلْقَصّارْ وُاْلْهِيْرْ

***

سِماهِيْجْ اْلْبَخَتْ مايِلْ لِصُوْبُكْ

بَساتِيْنْ اْلْنَخَلْ وُاْلْبَحْرْ ثُوْبُــكْ

وُزُوّاْرْ اْلْبَلَدْ تِمْـدَحْ هَواكُــمْ

وُتِتْمَشى عَصارِي فِي دُرُوْبُكْ

خليفة العيسى

العدد 4136 - الخميس 02 يناير 2014م الموافق 29 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً