العدد 4143 - الخميس 09 يناير 2014م الموافق 08 ربيع الاول 1435هـ

واشنطن تحذر من مخاطر انهيار الديموقراطية الهشة في جنوب السودان

حذرت الولايات المتحدة التي كانت الجهة الراعية لاستقلال جنوب السودان عام 2011 من مخاطر تفكك هذه الديموقراطية التي تشهد نزاعا مسلحا داميا، داعية النائب السابق لرئيسها الى القبول بوقف اطلاق نار بدون شروط مسبقة.

واعلن مساعد المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق انه بعد ثلاثة اسابيع من المعارك فان حصيلة القتلى "تتخطى بكثير" الالف قتيل الذين اعلنت عنهم المنظمة الدولية حتى الان فيما اضطر حوالى 240 الف شخص الى النزوح.

وارسلت واشنطن التي ساهمت في قيام احدث دولة في العالم عام 2011، مستشارين وموفدين الى جوبا للمساعدة في التوصل الى وقف اطلاق نار.

وقالت ليندا توماس-غرينفيلد مساعدة وزير الخارجية الاميركي للشؤون الافريقية امام مجلس الشيوخ الاميركي الخميس في الذكرى الثالثة لتصويت جنوب السودان بغالبية ساحقة على الاستقلال "اليوم وبشكل مأساوي، تواجه احدث دولة في العالم وبدون شك احدى ديموقراطياته الاضعف مخاطر التفكك".

وقالت مستشارة الامن القومي في البيت الابيض سوزان رايس في بيان ان واشنطن تدعو الطرفين الى "التوقيع فورا" على اتفاق وقف اطلاق نار طرحه المفاوضون عليهما.

غير انها اشارت تحديدا الى النائب السابق للرئيس رياك مشار بالقول ان "عليه الالتزام بوقف الاعمال العدوانية بدون شروط مسبقة".

وقالت "ان اصراره المتواصل على اطلاق سراح المعتقلين كشرط مسبق لوقف الاعمال العدوانية امر غير مقبول".

ويشهد جنوب السودان منذ 15 كانون الاول/ديسمبر مواجهات تحولت الى حرب مفتوحة بين وحدات الجيش الموالية للرئيس سلفا كير ومتمردين من اتباع رياك مشار الذي كان الرئيس اقاله من منصبه.

ويتهم كير زعيم المتمردين بالقيام بمحاولة انقلاب ضده فيما ينفي مشار ذلك متهما الرئيس بالسعي لتصفية جميع معارضيه.

وقالت توماس-غرينفيلد بهذا الصدد امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ "لم نطلع على اي اثبات بان ذلك كان محاولة انقلاب".

واوضحت ان اندلاع العنف كان "نتيجة خلاف سياسي كبير" بين كير ومشار ادى الى "حركة تمرد مسلحة ضد الحكومة".

وتابعت "كل يوم يستمر فيه النزاع، يتفاقم خطر اندلاع حرب اهلية واسعة النطاق مع تفاقم التوتر الاتني... كما ان الذين بقوا على الحياد في النزاع يتم جرهم اليه".

واوضحت ان "الخصومات السياسية اتخذت ابعادا اتنية. هناك فظاعات ترتكب، وتطال النيران الرجال والنساء والاطفال. ليس هذا المستقبل الذي صوت شعب جنوب السودان عليه".

وفيما اقرت بصعوبة وصول وكالات الغوث الى المحتاجين في هذا البلد، اكدت المسؤولة ان "حجم الفظائع" ما زال مجهولا.

وتابعت "ان وقف العنف وضمان تقدم الدولة الاحدث في افريقيا عوضا عن تراجعها هو من اهم اولويات الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".

وتعمل الولايات المتحدة مع السلطة الحكومية لتنمية شرق افريقيا (ايغاد) سعيا للتوصل الى وقف اطلاق نار.

وحول هذه النقطة اشارت توماس-غرينفيلد الى ان مشار ما زال متمسكا بالمطالبة باطلاق سراح 11 من حلفائه معتقلين لدى حكومة كير.

من جهتها قالت رايس بهذا الصدد ان "الولايات المتحدة تبدي خيبة املها لعدم اطلاق سراح المعتقلين المحتجزين لدى حكومة جنوب السودان حتى الان".

وتابعت "ان الولايات المتحدة تجدد دعوتها الى الرئيس سلفا كير لاطلاق سراح المعتقلين فورا وتسليمهم الى ايغاد بحيث يمكنهم المشاركة في المفاوضات السياسية".

كذلك اقرت توماس-غرينفيلد بان الازمة لن تنتهي بمجرد وقف اطلاق نار بل شددت على الحاجة الى "حوار سياسي شديد التنظيم يتناول مطالب مختلف الاطراف".

وحذر الموفد الاميركي السابق الى السودان برينستون لايمان من انه "لا يمكن الاكتفاء بالعودة بكل بساطة الى الوضع القائم باعادة تعيين مشار نائبا للرئيس".

وقال "اريقت الكثير من الدماء، وذلك لن يحل اي مشكلة".

واضاف "ان المهمة الشاقة التي تنتظرنا تقضي بتطوير هيكلية سياسية جديدة تحدد بشكل اوضح الحقوق الديموقراطية لجميع مواطني جنوب السودان".

كما تثير المعارك مخاوف انسانية في بلد يعد من افقر دول العالم.

واعلنت مساعدة مدير الوكالة الاميركية للتنمية الدولية نانسي ليندبورغ ان 4,4 ملايين من مواطني جنوب السودان يمثلون 40% من عدد السكان الاجمالي كانوا اساسا بحاجة الى مساعدات.

واوضحت متحدثة امام لجنة مجلس الشيوخ انه "فيما تم تخزين كميات كبرى من الامدادات تحسبا لتوزيعها، فان الظروف الامنية على الارض تمنع الوكالات الدولية وغير الحكومية من الوصول الى مستودعاتها".

واعربت عن مخاوف متزايدة مع بدء موسم الامطار حيث يصبح من المتعذر سلوك الطرقات.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً