العدد 4144 - الجمعة 10 يناير 2014م الموافق 09 ربيع الاول 1435هـ

القطان: قلوب المسلمين فاضت بمحبة الرسول... ولن يضر الشمس شتم «خفافيش الظلام»

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، إن قلوب المسلمين فاضت بمحبة الرسول (ص)، وتشربت بمودته جوارح المؤمنين، وإن قدره عند الله عظيم، مؤكداً أنه «لن يضرّ الشمس أن تشتمها خفافيش الظلام، ولن يغير الحق تهويش الباطل، وإذا عجز الباغي أمام الحقيقة فزع إلى السب والشتم واللعن والتجريح، ومن جفّ دلوه من الماء، أثار التراب والغبار».

وأوضح القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (10 يناير/ كانون الثاني 2014)، أن مقتضى محبة الرسول (ص) محبة آله الأطهار، وصحبه الأخيار، المهاجرين منهم والأنصار، مؤكداً على «ودّ أهل بيته الطيّبين الطاهرين، وزَوجاته الطاهرات أمّهات المؤمنين، وصحابَتِه الغرِّ الميامين».

ورأى أنه «ليس في الأمّة كالآل والأصحاب في الفضلِ والمعروف والإصابة؛ أبرُّ الناس إيماناً، وأهدَاهم قلوباً، وأجفَاهم للهِ جنوباً، انتَهَوا في محبَّتِهم لخير البريّة، إلى تفديَتِه بالآباء والأمّهات، وإلى أعالي الدّرجات، وسامي الغايات، التي تمتنِع إلاّ على النفوسِ المشرقة باليقين».

وأضاف «من أحبَّهم وأثنى عليهم برِئ من النّفاق، وكان له من منازل الإيمان على قدرِ محبَّتِه لهم والاقتداء بهم، ومَن تطاول عليهم وافترى، فقد ظلَم واجترى، وجاء بأعظمِ الفِرى، فيحرم تنقصهم أو الوقيعة بهم أو طعنهم وسبهم أو الافتراء والكذب عليهم؛ فإن ذلك أمارة الخسران، والكف عما شجر بينهم؛ فإن ذلك علامة الإيمان، بل ينبغي الترضي عنهم، فهم - وأيمُ الله - لا يذكَرُون إلاّ بالجميل، ومَن ذكرهم بغير الجميل فهو على غير السّبيل».

القطان في خطبته التي استعرض فيها خصال وصفات الرسول الأكرم (ص)، وذلك بمناسبة ذكرى ولادته، قال: «حين نتحدث عن رسول الله (ص)، فإننا نتطلب زيادة الإيمان، ومزيد التعظيم والتبجيل، وقدره حق قدره، وازدياد محبته، وكل ذلك مطلوب شرعاً، والثمرة في ذلك طاعته واتباعه، وتعظيم أمره ونهيه، واقتفاء سنته، والثبات على شرعته».

وبيّن أنه «مع إيماننا بأنه بشر مخلوق، إلا أن الله تعالى جمّله وكمّله، وطيّبه خلقاً وخُلقاً، وجمع له الفضائل كلها نسقاً متسقاً، محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي، شرف نسبه، وكرم أصله، وفضل بلده ومنشأه، لا يحتاج إلى دليل عليه، فإنه نخبة بني هاشم، وسلالة قريش وصميمها، وأشرف العرب وأعزّهم نفراً من جهة أبيه وأمه صلى الله عليه وسلم، أما بلده مكة فأكرم بلاد الله على الله وعلى عباده. محمد بن عبدالله رسول الله وخليله، فاضت بمحبته القلوب، وامتلأت بإجلاله الصدور، وأسبغ الله عليه من الحسن والجمال في منظره ومخبره، وخلقه وخُلقه ما جعله آية في الكمال والجمال».

وفصّل في حديثه عن خلف الرسول وجماع وحسن صورته وكمال هيئته، وكمال نفسه وأخلاقه، «فقد كان في أعلاها، وله من الذرى أسناها، لذا فقد كان مثالاً عالياً في كل فضيلة، كان (ص) دائم البِشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فحاش ولا عتاب ولا مداح، طويل السكوت، لا يتكلم في غير حاجة، لا يذم أحداً ولا يعيره، ولا يتبع عورته، يعفو ويصفح، ويعاشر الناس بالرحمة واللطف، يتغافل عما لا يشتهيه ولا يذمه... أما الحلم والاحتمال، والعفو والصبر فهي صفات ميزه ربه بها».

وتابع «أما الكرم والبذل والعطاء، فإنه يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وكان أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أعدل الناس، وأعفّهم وأصدقهم لهجة، وأعظمهم أمانة، كان يسمى قبل نبوّته بالصادق الأمين، وكان أشجع الناس، لاقى الشدائد والأهوال وثبت وصمد لم يلِن ولم يتزعزع».

وأشار إلى أن الرسول «كان أوفى الناس بالعهود، وأوصلهم للرحم وأشفقهم، وأرحم الخلق بالخلق، لطف في المعشر».

وأضاف «هذا الحبيب يا محب، وهذه بعض القطوف من شمائل النبي الرؤوف، بحر من الحب لا ساحل له، وفضاء من الخير لا منتهى له، شمائل المصطفى (ص) لا تحدّها الكلمات، ولا توفيها العبارات، وحسبنا من ذلك الإشارات، وإن على أمة الإسلام أن تتربى على سيرته، وأن تتخلق بخلقه، وتتبع هديه، وتستن بسنته، وتقفوا أثره، فما عرفت الدنيا ولن تعرف مثله، وإن لدينا نحن المسلمين من ميراثه ما نفاخر به الأمم، ونسابق به الحضارات، فهذا النبع فأين الواردون؟ وهذا المنهل فأين النائلون؟

العدد 4144 - الجمعة 10 يناير 2014م الموافق 09 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 6:28 ص

      بلي

      اشوف جيوش المسلمين اللي تحب الرسول مثل داعش والحر والنصرة وغيرهم اللي يقطعون الرؤوس للأطفال والشيوخ والنساء ونبش قبور الصحابة وحدث بلا حرج

    • زائر 4 | 1:24 ص

      ابوعبدالله

      بارك الله فيك يا شيخنا و طيب انفاسك

    • زائر 3 | 11:44 م

      {{{ كلمة حق }}}

      بارك الله فيكم يا الشيخ عدنان 000 وشكراا

اقرأ ايضاً