العدد 4152 - السبت 18 يناير 2014م الموافق 17 ربيع الاول 1435هـ

وطن للجميع

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

البيان الذي أصدرته جمعيات الفاتح أمس الأول أعلن «عدم المشاركة في حوار التوافق الوطني» المقبل، ووضع ثلاثة شروط للمشاركة فيه... ومن تلك الشروط «رفض الشروط المسبقة»، ورفض «أي اتفاقات سرية تكون على حساب مكون أساسي من مكونات هذا الوطن»، ورفض «المحاصصة الطائفية». البيان متناقض في خطابه؛ لأنه يرفض الشروط عبر فرض شروط، ويرفض المحاصصة الطائفية عبر تثبيت وضع لا يعترف بوجود طائفة أخرى غير الطائفة التي تنتمي إليها الجمعيات التي أصدرت البيان.

هذه التناقضات متوقعة؛ لأن المجتمعات المنقسمة طائفياً تتناقض فيها الخطابات، وهناك من يجادل بأن المجتمع الذي تسود فيه طائفة على أخرى ليس طائفياً إذا كان هو من الطائفة التي تمسك بزمام الأمور وتحرم الأخرى من كل شيء، وهذا الجدال يصل إلى درجة الرعب من احتمال اعتدال الأمور؛ بمعنى مشاركة الطائفة الأخرى لها في الشأن العام. المحاصصة الطائفية ليست نظاماً مثالياً، ويجب أن لا نسعى إليه، ولكن ذلك لا يعني القبول بسياسة التطهير الطائفي التي لا تنتمي إلى الإنسانية أو الإسلام في شيء.

البعض يشير إلى دول أخرى، وكيف أن طائفة شبيهة بالطائفة المظلومة هنا تقوم بظلم الطائفة الأخرى هناك... وهذا الجدال عقيم. فالخطأ خطأ، والجريمة جريمة، في أي زمان ومكان. فقتل الإنسان لأخيه الإنسان حرام منذ أن خُلِق، ولن يصبح حلالاً تحت أي عذر كان، ولا يمكن تبرير القتل تحت عنوان التكفير أو الانتقام؛ لأننا لسنا في زمن الجاهلية، ولا يمكن أن نقبل بإرجاعنا إلى حقب مثلها تحت أي غطاء كان.

هذا الحديث ليس جديداً، ولا يختص ببلادنا فقط... فحتى الهند كانت تواجه مثل هذه الإشكالية عند الاستقلال بعد الحرب العالمية الثانية. فبعض المسلمين كان يرى استحالة العيش تحت سيطرة الهندوس، ولذا تأسست باكستان، وهناك البعض الآخر آمن بإمكانية العيش ضمن إطار وطني يجمع كل الهند بصورة تضمن حقوق المسلمين.

ونحن يجب أن نبتعد عن هذا الخطاب الطائفي المريض، ووفد الجمعيات المشاركة في الحوارات - من هذا الجانب أو ذاك - ينبغي أن يكون متنوعاً وشاملاً لكل فئات الوطن، ومطالبه يجب أن تكون لكل المواطنين من دون تطهير طائفي، ومن دون محاصصة طائفية... ذلك من أجل أن نحافظ على وطن للجميع.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4152 - السبت 18 يناير 2014م الموافق 17 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 3:31 م

      وطن للجميع

      هذا ما يتمناه كل بحريني شريف محب لوطنه. سلمت وسلم قلمك الشريف.

    • زائر 26 | 4:55 ص

      خوش

      كلاام سليم وطن للجميع ولاكن هناك اطراف لاتقبل ولن تقبل ان تاخذ الفئه الاكبر حقوقها المشروعه فى هذا الوطن اذا وصلنا الى عداله اجتماعيه وعدم احتكار طرف واحد لثروات البلد فى ذاك الوقت سوفا تتهاواء كل اوراق الطائفيه المقيته

    • زائر 25 | 4:25 ص

      المواطنة حلم لا يتحقق الا بفصل الدين عن الدولة بأعتبار الدين لله والوطن للجميع .... البارباري

      في البدء لا أوافقك الرأي بأننا لا نعيش زمن الجاهلية بل نحن نعيشها بكل تفاصيلها وما سمي بالربيع العربي الا عنوان لها مع الأسف بأعتبار المواطنة غريبة على أذهاننا التي تتطلب ابعاد الدين والمعتقد والقبيلة والطائفة عن دفة السياسة وحصرها في أماكنها المفترضة ، المواطنة تتطلب اقتصاد منتج بعيد عن الريعية ونحن نعتاش ونتعايش على الريع والمؤلفة قلوبهم حاضرة بقوة في واقعنا والدولة والمجتمع عندنا يتكون من راعي ورعية ولا وجود للأستقلالية الفردية ومن يفكر في الأستقلال لابد أن يعيش الجحيم تحت الحفر الى أبد الدهر

    • زائر 24 | 3:46 ص

      لا للطائفية

      اتذكر في صغري لما كنت أسال عن امنيتي في الكبر ؟ جوابي كان ان اصبح ضابط في الشرطة فكان زملائي يضحكوا على امنيتي و لما كبرت استوعبت بأن سبب ضحكهم كان انني من الطائفة الشيعية وحتل التفكير في هذه الامنية مضحكة بالنسبة لهم .... حلمي ان اري البحرين لكل البحرينين بأختلاف المذاهب و العرق

    • زائر 21 | 2:26 ص

      حرام علينا حلال عليكم

      ما يسمى بائتلاف الفاتح المحاصصة الطائفية التي تناسبهم مطلوبة وصحيحة وليس عليها غبار ويتمنون الإستئثار بالكعكة كلها واليوم قلبوا الطاولة على المعارضة ناس متقلبين لا أمان لهم

    • زائر 20 | 2:24 ص

      ابو حسين

      يا دكتور منصور الجمري المحترم,, اذا كان المقصود عدم المحاصصة الطائفية هو
      المواطنية الحقيقية والعدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بعيدا
      عن الدين والطائفى وعائلة والعشيرة وابعاد الدين عن السياسية على الجميع
      معارضة وموالاة فهذا هو المطلوب وهذف الجميع مكونات ابناء الوطن ولكن ليس
      مقبول ان يكون مواطن من الدرجة الاولى واخرة من الدرجة العاشرة فهذا ليس
      من الحق والعدل ولا يقره اي قانون او الذين

    • زائر 15 | 1:03 ص

      المحاصصة ربما تكون هي الحل

      يريدوننا ان نستمر بما نحن عليه.اي ان المناصب والمراكز والتجارة وكل شيئ في يد طائفة واحدة ونحن علينا ان نتسول قوت يومنا أو نسرق. أما اذا طالبنا بالعدالة والتوزيع العادل للمناصب والثروة فهنا نكون طائفيين أما انهم يستولون على كل شيئ فهي ليست طائفية. هكذا هم الحاقدون الموتورون دائماً متناقضين ولكن هذه الكبوة التي يمر بها الوطن ستنتهي غداً أو بعد غد. واذا لم ينصاع هؤلاء للعدالة فيجب على المعارضة والطائفة الممتحنة ان تطالب بالمحاصصة في كل شيئ.

    • زائر 23 زائر 15 | 3:28 ص

      أحسنت

      اتفق معك 100 %

    • زائر 14 | 12:52 ص

      شكراااا ولد ديرتي

      شكراااااا يابن الجمري رسالة ولا اروع في حب الوطن

    • زائر 13 | 12:51 ص

      مقالك يكتب بماء الذهب.. شكرا لك

      خير ماكتبت اليوم دكتور المشكلة ياعزيزي ليس ماتقوله جمعيات الفاتح وما تقع فيه من تناقضات .. المشكلة ما يملى عليها من مواقف وشعارات قد تفهمها وفي الاغلب تجهلها ..المشكلة في من يلقن الجمعيات مواقفها وخياراتها فهي للأسف لا تمثل الشارع الآخر ولا تملك قرارها فهم كما اعلنوها صراحة وتجاسر رموت كونترول بيد السلطة ولا حول ولا قوة والله المستعان.

    • زائر 12 | 12:30 ص

      من استعاش من الظلم والعنصرية يخاف من رجوع الامور الى نصابها

      حين يسرق السارق وحين يفسد المفسد وحين يعيث البعض في الارض دمارا وفساد فإن يوم الحصاد مؤلم كما هو مؤلم في الآخرة وحين يوضع الانسان في قبره كذلك وقوف الانسان امام محطات الحصاد الدنيوي فإن ذلك يؤلمه ويخاف من احقاق الحق وارجاع الامور الى نصابها.
      من عاش ويعيش على المحسوبية والفساد والعنصرية الطائفية يؤلمه ارجاع الحق الى نصابه
      لا يوجد فساد بلا مفسدين ولا ظلم بلا ظالمين ويوم يقال حي على اصلاح الوضع حقيقة سوف يتألم البعض
      هذا ان كان الامر حقيقة وليس لعبة

    • زائر 11 | 12:03 ص

      تضارب في كلامك يا اهل الفاتح

      احسنت دكتور على هذا المقال الرائع ولكن ائتلاف الفاتح قد صرح في حوار التوافق الوطني ان انسحاب المعارضة من الحوار لكن يعيق او يوقف الحوار الوطني وان ائتلاف الفاتح سوف يمثل كافة الشعب ونحن نقول لهم اليوم اذا لم يشاركو في الحوار فالحوار ماشي بهم وبدونهم ولن نرجع الي الخلف السؤال ليش دائما انتون الصح في رؤيتكم وين البحرين اولا يا ائتلاف الفاتح او انتون رموت كنترول تعو تعو برو برو

    • زائر 8 | 11:20 م

      ولكن ذلك لا يعني القبول بسياسة التطهير الطائفي

      وزارة التربية مثلا؟ يعني نقدر نقول سواياها في معهد البحرين للتدريب مثلا؟ 25 موظف أمن و 35 موظف إداري لحد الان اضطهدوا ظلما و عدوانا و القائمة قابلة للزيادة مثلا؟

    • زائر 7 | 10:49 م

      خلونا نأخذ اقتراح الأوقاف الجعفرية مقياسا باللجوء للجنة دولية تحقق في خطاباتهم واقصد الفاتح وخطاب المعارضة

      لبانت الحقيقة كما إبانها بسيوني ولم تهضم ولم يتم الاعتراف بها ان المرض

    • زائر 6 | 10:45 م

      كفيت ووفيت دكتورنا

      لن اذم وساترفع عن الرد وأقول كلامك بلسم وكفيت ووفيت وياريت يلتزمون بما يقولون

    • زائر 5 | 10:40 م

      ولا يمكن تبرير القتل تحت عنوان التكفير أو الانتقام؛ لأننا لسنا في زمن الجاهلية!!!!

      مقال جميل دكتور ولكن السؤال هو هل كان التكفير والقتل الذي نراه اليوم نهجا سائدا في زمن الجاهلية؟؟؟ اشك في ذلك ولاتوجد أدلة تاريخية علي ذلك!!!

    • زائر 27 زائر 5 | 5:17 ص

      يا حبيبي

      الحين هديت المقال كله والدرر اللي فيه وجودت زمن الجاهلية فيه تكفير لو لا؟! يعني لو قلنا فيه والا مافيه شنو بغير من صلب الموضوع؟ واجد مهم عندك ما نغلط على زمن الجاهلية مثلا؟ غريب

    • زائر 4 | 10:24 م

      شكرًا دكتور

      خوش كلام وطني ومسئول عزيزي الدكتور.. جمعيات الموالاة كانت ترفض مبدأ الضمانات اللي سبق لجمعيات المعارضة واليوم هي من تريد ضمانات.
      شيخ جمعيات الموالاة سبق وأن اقترح تشكيل الحكومة ثلث سنة ثلث شيعة ثلث العائلة وشيخ المعارضة هو الذي رفض فمن هو الطائفي؟
      جمعيات الموالاة هي التي رفضت مناقشة آليات الحوار لأنها كانت في صالحها واليوم العكس!!!

    • زائر 9 زائر 4 | 11:23 م

      خاطرنا نعيش في وطنا بكرامه

      متى

    • زائر 2 | 9:38 م

      كفيت ووفيت يا دكتور

      كفيت ووفيت يا دكتور ، و اتفق معك في كل ما طرحت لكن من وجهة نظري إن لم يكن هناك حل عادل يضمن المساواة و العدالة دون تمييز فبرأيي ان المحاصصة الطائفية - شرط أن تشمل كل المناصب و الوزارات و كل الوظائف الصغيرة و الكبيرة - فهي (أي المحاصصة) قد تكون كحل افضل من استمرار سياسة التطهير الطائفي التي زادت وتيرتها بشدة في الفترة الاخيرة .

    • زائر 10 زائر 2 | 11:43 م

      يراع الحقيقة

      سيبقى قلمك يادكتور عصيا عن الانحناء لتقبيل البشوت ولطالما اتحفتنا بالمختصر المفيد من مقالاتك. بارك الله في قلمك الحاوي يراع الحقيقة وجعلك الله ممن تستفيد منه هذه الارض الطيبة.
      انور

اقرأ ايضاً