العدد 4156 - الأربعاء 22 يناير 2014م الموافق 21 ربيع الاول 1435هـ

رئيسة إفريقيا الوسطى كاترين سمبا بنزا... امرأة حوار مقدامة

تمتاز رئيسة افريقيا الوسطى الانتقالية كاترين سامبا بانزا (59 سنة) التي تولت مهامها اليوم الخميس (23 يناير/ كانون الثاني 2014) في بانغي، خلافا لما تبدو عليه من مظاهر ظريفة، بانها امرأة مقدامة تتمسك بالحوار، هي التي دخلت معترك السياسة قبل عشر سنوات من اجل مصالحة مواطنيها المنقسمين.

وانتخب المجلس الوطني الانتقالي (البرلمان الموقت) الاثنين كاترين سمبا بنزا لتكون اول رئيسة في افريقيا الوسطى خلفا لميشال جوتوديا الذي اطاح بنظام فرنسوا بوزيزيه في اذار/مارس 2013 وكان يقود تحالف سيليكا لكنه اضطر الى الاستقالة في العاشر من كانون الثاني/يناير نزولا عن ضغط المجتمع الدولي لعجزه على وضع حد للمجازر بين المسلمين والمسيحيين.

وتعكس كاترين سمبا بنزا عبر اصولها العائلية -وهي مسيحية لكنها لا تجهر بقناعاتها الدينية- ايضا تنوع مجتمع افريقيا الوسطى والتعايش الذي كان قائما حتى الاونة الاخيرة بدون مشاكل بين المجموعتين المسيحية والمسلمة.

ولدت كاترين سمبا بنزا في حزيران/يونيو 1954 في تشاد من اب كاميروني وام من افريقيا الوسطى، وبعد ان درست الحقوق في بانغي ثم باريس عادت الى افريقيا الوسطى وسرعان ما انشأت شركة تامين في بلد ينخره الفساد ويصعب ان تزدهر فيه الاعمال، وربما بفضل ذلك اكتسبت "عداءها للفساد" كما يقول الذين رافقوها.

وفي العاصمة ينظر اليها كشخصية "صارمة جدا" "تمتثل بسهولة الى ضغوط السلطة" في حين تبدو امرأة رقيقة صاحبة وجه غالبا ما تعلوه ابتسامة.

وافاد مصدر غربي في المدينة "انها شخصية اتت من القطاع الخاص" و"معها لدينا حقا أفق للعمل".

وفي موازاة نشاطها المهني تناضل كاترين سمبا بنزا في جمعية النساء الحقوقيات في افريقيا الوسطى من اجل ترقية وضع المرأة الى مناصب مؤهلة ومن اجل حقوق ضحايا اعمال العنف في بلاد توالت فيها الانقلابات وحركات التمرد منذ استقلالها عن فرنسا في 1960.

ودفع بها هذا النضال الى الساحة السياسية في 2003 عندما كانت افريقيا الوسطى في خضم ازمة بعد انقلاب فرنسوا بوزيزيه على آنج فليكس باتاسي.

ولتهدئة الخواطر نظم بوزيزيه حينها "حوارا سياسيا وطنيا" عينت فيه كاترين سمبا بنزا نائبة رئيس اللجنة الوطنية.

ثم برزت عبر نجاحها في مصالحة الرئيس السابق دافيد داكو (الذي اطاح به الجنرال كولينغبا في انقلاب في 1981) ورئيس الوزراء حينها ابيل غومبا اللذين كانا عدوين سياسيين منذ الاستقلال.

ودفع بها هذا النجاح الى الاضواء واستفادت منه عبر معرفة دقيقة لخفايا الطبقة السياسية في بلادها وما فيها من تحالفات متقلبة.

وكونها مراقبة نبيهة وحسنة الاطلاع في عهد بوزيزيه، تم تعيينها اثر الاطاحة به رئيسة لبلدية بانغي بمرسوم من الرئيس ميشال جوتوديا.

وعلى غرار سلفها عينت بموجب مرسوم "رئيسة بتفويض خاص لمدينة بانغي" بصلاحيات عمدة لانه منذ زوال نظام الحزب الواحد مع مطلع التسعينات لم تجر انتخابات بلدية في افريقيا الوسطى.

وعلى مر الاشهر شهدت كاترين سمبا بنزا وهي متزوجة وام ثلاثة ابناء، سقوط بلادها نحو الهاوية والفوضى والمجازر الجماعية.

ومنذ ان كانت رئيسة بلدية كما منذ انتخابها الاثنين، تدعو كاترين سبما بنزا الميليشيات المسيحية ومتمردي سيليكا سابقا الى الحوار وتستقبل ممثلي المجموعتين.

وبعدما باتت تقود بلدا مفلسا تجتاحه الاحقاد وازمة انسانية غير مسبوقة، اكدت الثلاثاء للصحافة ان الخطأ بالنسبة اليها غير مسموح وقالت "انني اقدر ما يترقبه الشعب مني، واقول لنفسي ان علي عدم تخييب آمالهم".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً