أمسى مصير قافلة إغاثة أعدتها الأمم المتحدة لآلاف السوريين المحاصرين في مدينة حمص في مهب الريح اليوم الثلثاء (28 يناير / كانون الثاني 2014) بعد أن قالت الحكومة إنها تريد ضمانات لعدم وقوع الامدادات في أيدي "الارهابيين".
وأصبحت الجهود الرامية لتوصيل امدادات الغذاء والدواء الى المدينة اختبارا لما اذا كانت محادثات السلام الجارية في سويسرا يمكن أن تحقق نتائج عملية على أرض الواقع.
وقالت الأمم المتحدة اليوم الثلثاء إنها مستعدة لتوزيع مساعدات تكفي لمدة شهر على 2500 شخص محاصرين في المدينة التي تحولت إلى أنقاض بفعل القصف والقتال على مدى أشهر.
لكن الحكومة قالت انها تريد أولا أن تعرف من الذي سيتلقى المساعدات.
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد "ما زلنا ننتظر ضمانات لعدم وصول هذه القوافل إلى مجموعات مسلحة.. الى جماعات ارهابية داخل المدينة. نريد ان تذهب الى النساء والأطفال. ما زلنا ننتظر هذه الضمانات."
وأضاف أن منسق الأمم المتحدة المقيم في دمشق يعقوب الحلو يتردد جيئة وذهابا بين الجانبين وان الحكومة ما زالت تنتظر اخر رد منه.
وقال وفد المعارضة ان الجلسة المسائية في محادثات السلام الغيت اليوم الثلاثاء مشيرا الى خلافات حول هدف المفاوضات.
وذكرت وكالات اغاثة تابعة للأمم المتحدة أن القافلة ما زالت تنتظر دخول حمص لكنها امتنعت عن الافصاح عن تفاصيل بخصوص أسباب التأخير.
وقال عضو وفد المعارضة مرهف جويجاتي إن الامم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر لديهما كل الضمانات اللازمة من القوى المناهضة للحكومة.
وأضاف "العقبة الوحيدة التي تعترض سبيل تحرك القوافل هي قرار النظام الذي لم يصدر حتى الان."
وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن الاسر المحاصرة في حمص هي جزء صغير من ربع مليون سوري يعيشون تحت الحصار في سوريا.
وبعث ناشطون معارضون يعيشون في الحي القديم في حمص برسالة اليوم الثلاثاء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي قالوا فيها انه ما لم يرفع حصار القوات الموالية للحكومة للمدينة بشكل كامل فكل الاجراءات الاخرى ستكون "سطحية".
وأضافوا "نؤكد لكم وللعالم" ان مطالب المحاصرين لا تقتصر على المساعدات الانسانية وان هناك عشرات الحالات التي تحتاج الى جراحات.
وطالبوا بانشاء "ممرات آمنة" للخروج من حمص والدخول اليها لمن يرغبون في ذلك دون اضطرارهم الى المرور من نقاط التفتيش التابعة للقوات الحكومية التي تحيط بالمنطقة المحاصرة.
وقالت المتحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة إليزابيث بايرز إن البرنامج يريد توزيع 500 حصة غذائية عائلية ومئة صندوق من منتج خاص لعلاج الاطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد.
وأرسل صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) الى الحكومة السورية قائمة بالامدادات الطبية التي يريد ارسالها الى المدنيين المحاصرين في المدينة القديمة التي تقع على بعد عشرة كيلومترات فقط من مخزن الصندوق.
وقالت المتحدثة باسم اليونيسيف ماريكسي مركادو في إفادة للصحفيين في جنيف "كل هذه الامدادات متوفرة في مخزننا في حمص ويمكن إدخالها بمجرد أن نتلقى الموافقة. ليس واضحا لنا في هذه المرحلة متى ستأتي الموافقة."
ويمكن في حالة صدور قرار ملزم من مجلس الامن التابع للامم المتحدة الزام السلطات بالسماح بدخول وكالات الاغاثة الى المناطق المحاصرة. لكن الخلاف بين القوى الغربية التي تؤيد المعارضة وروسيا تشل يد المجلس عن سوريا منذ بدء الصراع عام 2011.
وتحاصر القوات الحكومية مئات الالاف من السكان في شتى انحاء البلاد وتمنع دخول الغذاء والدواء كما تحاصر قوات المعارضة 45 ألف شخص في بلدتين شيعيتين في شمال البلاد.
وقال المتحدث باسم المعارضة السورية اليوم الثلاثاء انها مستعدة لرفع الحصار عن ثلاث قرى مؤيدة للحكومة في شمال البلاد في اطار اتفاق اوسع لتخفيف حصار البلدات من الجانبين.
واتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية إدجار فاسكويز الحكومة السورية اليوم الثلاثاء بتسميم اجواء محادثات السلام مع المعارضة من خلال منع توصيل امدادات الاغاثة.
ودعا الحكومة الى الموافقة على القائمة الكاملة المقترحة لتحركات القوافل التي طلبت الامم المتحدة إرسالها الى المدينة القديمة في حمص والمعضمية ودوما واليرموك ومليحة والبرزة.
واضاف "مطالبة قوات المعارضة بالخروج من منطقة أو القاء السلاح قبل السماح بتوصيل الغذاء وغيره من المساعدات الانسانية التي تمس الحاجة اليها لا يمثل عرضا مقبولا للسماح بدخول الاغاثة الانسانية."