العدد 4163 - الأربعاء 29 يناير 2014م الموافق 28 ربيع الاول 1435هـ

الإصابات الشائعة للرياضيين

يعتبر الطب الرياضي وإصابات الملاعب من أدق تخصصات طب العظام، والتي لا تلقى أي اهتمام إلا من عدد قليل جداً من الرياضيين، فهذا الجزء المهم جداً مهمل في حياة الرياضيين، خاصةً أن الطب الرياضي يتناول جانباً مهماً من الإصابات الرياضية وما ينتج عنها من مشاكل تنعكس على صحة العظام والمفاصل والأربطة المحيطة بها. وأكثر هذه الإصابات حدوثاً على المستوى العالمي إصابات مفصل الركبة التي تمثل 60 في المئة من مجموع الإصابات العامة، ونحو 30 في المئة من إصابات الملاعب المزمنة، ثم إصابات مفصل الكاحل، ثم مفصل الكتف وخاصة ما ينتج عن لعبة كرة القدم.

الركبة أكثر المناطق تعرضا للإصابة 

أثبتت دراسة حديثة أجريت في جامعة غلاسغو أن الركبة هي أكثر مناطق الجسم عرضة للإصابات من جراء ممارسة الرياضة، وأطلقت عليها مسمى «ركبة العدّاء»؛ حيث يتمزق ويتآكل الجانب الخلفي من الغضروف الماص للصدمات في مفصل الركبة نتيجة زيادة الضغط عليه، ويترافق مع الإصابة ألمٌ حادٌّ أسفل صابونة الركبة مع صوت طقطقة أو احتكاك خشن.

إصابات أربطة المفاصل

أما إصابات أربطة المفاصل فهي شائعة أيضاً، ليس فقط في مفصل الركبة وحسب، وإنما تصيب أيضاً أربطة الكاحل؛ فتتعرض الأخيرة للتمزق وخاصة الأربطة الكبيرة منها، وغالباً ما تكون مصحوبة بتمزق الألياف العضلية والنسيج الضام المحيط بها، والذي يمثل ثاني أكثر إصابات الملاعب شيوعاً. وتتحدد درجة تمزق أربطة المفصل بدرجة التلف الحاصل في تلك الأربطة، فقد يكون من الدرجة الأولى وهي البسيطة أو المتوسطة أو الشديدة التي يكون فيها المفصل في حالة عدم ثبات.

التواء الكاحل

وتشير نتائج دراسة أخرى أشرف عليها الدكتور إيفان إيجمان اختصاصي طب العظام في الولايات المتحدة الأميركية، إلى أنه يمكن لـ 40 في المئة من حالات التواء الكاحل أن تتطور إلى مشاكل مزمنة وتُلقي بمزيد من العبء على كاهل نسبة كبيرة من السكان، وأن على أطباء العظام التعامل بمهارة مع الآلام المزمنة التي ترافق العديد من المشاكل العضلية والعظمية التي تشمل التواء الكاحل وآلام الظهر والعمليات التي تجرى في العيادات الخارجية.

الرباط الصليبي.. ماله وما عليه

يوجد في ركبة الإنسان رباطان: الرباط الصليبي الأمامي، والرباط الصليبي الخلفي.

الرباط الصليبي الأمامي

ويقع في منتصف الركبة، وهو واحد من 4 أربطة تحافظ على ثبات المفصل (وهو الأكثر عرضة للإصابة)، وهو شبيه بالحبل، حيث يمسك طرفه العلوي بعظمة الفخذ وطرفه السفلي بعظمة القصبة، ووظيفته أنْ يمنع عظمة القصبة من التحرك للأمام بالنسبة لعظمة الفخذ، وينتج عن قطع الرباط الصليبي الأمامي عدم ثبات مفصل الركبة.. (في الجري، وتغيير الاتجاه المفاجئ).

وقد يتسبب أيضاً في زيادة حدوث خشونة الركبة وقطع بالغضاريف الهلالية.

الرباط الصليبي الخلفي

هو أحد الأربطة الـ 4 التي تربط عظمتَي القصبة والفخذ، ودورها الأساسي هو منع حركة عظمة القصبة للخلف، مع العلم أن قطع الرباط الصليبي الخلفي من الإصابات غير الشائعة في ملاعب كرة القدم والإصابة به نتيجة ارتطام شديد بركبة من جزئها الأمامي.. (وغالباً ما تكون ناتجة عن حوادث السير).

الأعراض

غالباً ما تكون الإصابة بقطع الرباط نتيجة لعب كرة القدم، السقوط من ارتفاع، والتواء بالركبة. ويصاحب الإصابة ألم شديد، وتورّم الركبة، وعدم القدرة على ثني الركبة أو فردها بالكامل، ويتم العلاج من هذه الإصابة عادة من دون جراحة.. لاسيما إنْ كان القطع جزئياً، وبإمكان المريض تقوية العضلات المحيطة بالركبة لتعويض قطع الرباط.

التشخيص والعلاج

يتم الكشف وتشخيص الإصابة من خلال «الرنين المغناطيسي».

ويتميز جهاز الرنين المغناطيسي بإظهار الأنسجة الرخوة مثل العضلات والأربطة والأوتار، حيث إنها لا تظهر بالأشعة العادية، ويتميز كذلك بإظهار التغيرات داخل العظام مثل التورّم أو نقص الدورة الدموية داخل العظام.

ويكون هذا الجهاز على شكل أنبوب مجوّف، يدخل إليه المصاب على سرير متحرك، ويقوم بتوليد مجال مغناطيسي قوي، ويستغرق الفحص ما بين 15 و45 دقيقة.

عادة ما يخرج المريض في يوم العملية نفسه، ويستطيع المشي في اليوم الآخر بواسطة عكاز لمدة أسبوعين، وبعدها يستطيع المشي (بركبة خاصة).. ويعود غالبية المصابين للملاعب بعد 6 أشهر من إجرائهم العملية.

العدد 4163 - الأربعاء 29 يناير 2014م الموافق 28 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً