العدد 4166 - السبت 01 فبراير 2014م الموافق 01 ربيع الثاني 1435هـ

«التوافق» له شروط واضحة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في اللحظة التي تُذكر فيها كلمة «الحوار» فإن الجهات الرسمية تكرر أن ما هو مطروح في البحرين ليس الحوار المتعارف عليه عالمياً، وإنما هو «استكمال حوار التوافق الوطني»، وأن الهدف هو «الوصول إلى حلٍّ توافقي يرضي كل الأطراف». هذا الكلام جميل، ولكنه يستبطن مفاهيم متناقضة تحول دون الوصول إلى توافق.

إن الوصول إلى توافق الآراء يتطلب وجود عملية فعلية لتقريب وجهات نظر المشاركين في اتخاذ القرار وصياغة مقترح يلبي مطالب الجميع، وإن مثل هذه العملية تتطلب وجود عنصر «المساواة» إلى أقصى حد ممكن، وأن تكون لجميع الأطراف المشاركة مدخلات متساوية في العملية. كما تشترط وجود «منسق محايد» للحوار لا ينحاز لأي طرف، وتشترط «الشفافية» في وجود «بيئة جماعية تعاونية»، وتشترط وجود «تفاعل مكثف ومستمر» بين الأطراف المشاركة.

وعليه، لا يمكن مثلاً أن يحدث توافق بين من يعتبر أن له حقاً أكثر من الطرف الآخر في الموضوع قيد النقاش، اللهم إلا إذا كان هناك طرف أعلن صراحة أنه يوافق أن يُعامَل بدرجة أقل من الآخر، وبالتالي فإن الموضوع ليس له علاقة بالتوافق، وإنما بالإخضاع والخضوع.

التوافق يعني أن المنسق بين الأطراف مجرد فاعل خير، مقبول من كل الأطراف، وأن فاعل الخير لا يلجأ إلى القوة أو الإكراه، وإلا تحوَّل الموضوع إلى تمثيلية ليس لها علاقة بالواقع. التوافق يعني أن الأطراف متساوية في الحقوق وفي المستوى بصورة فعلية، وأنه لا يوجد أي طرف يعتبر نفسه «مكوناً رئيسياً» بينما الآخر تابع، أو خاضع لظروف قسرية.

ولذلك فإن التوافق يستخدم عادة في الجماعات التي تتسم بكل الصفات المذكورة أعلاه، وتتسم أيضاً بالحميمية ووحدة الهدف. فمثلاً، تجد أسلوب التوافق هو المتبع في جمعيات المحافظة على البيئة، مثلاً، إذ يشترك الجميع بطوعية في خدمة غاية مشتركة، ويتواصلون فيما بينهم باستمرار، ويجلسون مع بعض، ويأكلون مع بعض، ويتحركون مع بعض، ويتوصلون من خلال هذا التفاعل المكثف والحميم إلى «توافق» حول كيفية المحافظة على البيئة في هذا الجانب أو ذاك.

التوافق ليس سراً مبهماً، والتوافق لا يتم عبر الإصرار على التعامل الدوني أو القسري مع الآخر، والتوافق لا يتسق مع أي ممارسة ليست لها علاقة بـ «المساواة» بين الإنسان وأخيه الإنسان، والتوافق يتطلب «التنسيق المحايد والشفاف»، وهو أرقى ما نطمح إليه مع توافر جميع شروطه التي يعرفها البشر في كل أنحاء العالم.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4166 - السبت 01 فبراير 2014م الموافق 01 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 2:47 م

      من البدايه نقولها لن ينجح الحوار

      يقول لن نبيع البحرين لايران
      هذا كلام واحد عاقل لو يبي ارض وفلوس

    • زائر 23 | 11:42 ص

      حوار اللاتوافق هو السائد في البحرين ... ام محمود

      صرحت الوزيرة سميرة رجب بانهم بصدد الدخول في حوار يجمع الطرفين و النوايا يجب ان تكون سليمة و صادقة و هذه المبادرة تنضم الى المبادرات السابقة لانجاح الحوار ما رأيك دكتور أنا أشوف كل المعطيات لا تشجع على أي حوار خاصة بعد غلق المجلس العلمائي الذي بدوره رفع الشكوى او القضية الى الامم المتحدة و الى بان كي مون
      و استحالة المعارضة تدخل في الحوار لان الاساليب لم تتغير بالعكس زاد العنف تجاه الشباب
      نحتاج الى خبراء في الحوار و خبراء لحل الازمة الصعبة و المستعصية
      في مقالاتك كلها فيها نصائح و لكن لا معتبر

    • زائر 22 | 9:25 ص

      ها انت قلت التوافق يتم بين

      طرفين متساويين او يقبلون بالمساواه مو واحد يخضع الثانى له

    • زائر 19 | 8:47 ص

      محمد

      التوافق مستحيل حتى في الدول المتقدمه ؟؟ فما بالك بدولة مند تاسيسه وحتى الان وهي تفتقر للمؤسسات المهمة وهي نزاهة الامن والقضاء والتوزيع العادل للثروات والحياة الكريمة

    • زائر 17 | 5:30 ص

      حلوة

      منسق محايد !! هذي ذبحتكم ، تريدون التدويل ولكن الشمس اقرب لكم واللي هب عاجبته البحرين بإمكانه الهجرة للضفة الاخرى وفي أمان الله

    • كربابادي بحراني | 5:26 ص

      الحكومة تلعب لعبة المصطلحات

      الحكومة تلعب لعبة المصطلحات وتضييع الوقت والحوار ما هو الا ظغط خارجي كلما ظهر عمد المتطرفون والمتمصلحون الى افشاله لكي لا يفضي الى ىأي نوع من الاصلاح يخسروا بذلك نفوذهم الذي كسبوه عن غير وجه حق

    • زائر 15 | 2:54 ص

      كلام عبدالوهاب حسين صريح

      يقول أستاذ عبدالوهاب حسين من يضن ان النظام راح يتنازل لكم عن اي بند من المطالب واهم واهم وكلامه يحكي الواقع والجماعه يركظون في سراب يرضون الخارج على حساب دم الشعب

    • زائر 12 | 1:49 ص

      متى ما صدقت النيات فلا شروط نحتاج

      الشروط توضع حين لا نية صادقة وحين تكون كلمة الحوار للاستهلاك الاعلامي وايهام الدول فقط
      واذا صدقت النيات فلن تجد كلمة حوار بل ستجد واقعا على الارض يقول بدأت الحلول فعلا وهذه النيات غير متوفرة ابدا

    • زائر 11 | 1:25 ص

      الله يحفظك ذخر للوطن يا دكتور

      صح لسانك يا دكتور لخصت أزمة البحرين كلها في هالمقال

    • زائر 10 | 1:23 ص

      يا دكتور وهل حقوق المواطنة تحتاق الى حوار او توافق= آتوا لنا بقضاة من كل العالم يقولون لا حق لنا فيما نطالب به

      ألسنا مواطنين من اصل وفصل
      أليست البحرين وطننا
      اليس حقوق المواطن من البديهيات التي يعرفها العالم
      لماذا كل هذا القمع والتنكيل من اجل سلبنا حقوقنا
      ماذا فعلنا اكثر من القول ان هذه الحقوق لنا ولغيرنا
      تعالوا حكّموا من ترضون من كل العالم من يقول اننا نطالب بما ليس لنا
      فإذا اقرّ العالم بذلك فسوف نكفّ عن المطالب

    • زائر 9 | 1:06 ص

      يكذي من يقول ان بالبحرين حوارا من اجل سلامة البلد

      هناك حوارات متعددة وكلها تصب في التأزيم والتنكيل بهذا الشعب ومن اجل الحصول على المزيد من الوقت للامعان في أذى الشعب اما حوارا من اجل حلحلة الامور ومن اجل سلامة البلد فهذا ما لا يلمسه احد بالمرّة
      فلا نضحك على انفسنا يا دكتور ولا داعي لان نصدق دعايات واشاعات كما قام بذلك دريد لحام في مسلسل حمام الهنا حين قام بعمل اشاعة فقدان الرز من السوق ثم صدق هو تلك الاشاعة بعد ان انجرّ الناس لها

    • زائر 7 | 11:37 م

      التوافق على ان للمواطنين الشيعة كامل الحقوق

      شيء مخجل ان يتم النقاش و يطلب التوافق في كون الشيعي كامل الحقوق او ان يبقى مهمش حتى لا تستولي ايران على البحرين كما يشيع المهمشون

    • زائر 6 | 11:33 م

      الكل على يقين انهم ماضون في سلب الشعب المال و الحقوق و الحرية

    • زائر 5 | 10:57 م

      رائع جدا ...

      هذا هو فعلا واقعنا ... لا يريدون الحوار بل يريدون الخنوع والاستلام ... لايريدون حلا بل يريدون قتلا ودمارا وتجويعا ........................ ولكن ما تشائون إلاّ أن يشاء الله

    • زائر 4 | 10:44 م

      لا أمل لدينا

      هذا حكم وسلطة ولو نازعها احد لازالت مابين عينيه.

    • زائر 3 | 10:14 م

      دكتورنا

      ذكرتنا بماساه الحسين من أين الوسيط المحايد نخاف من الخدلان كما حصل للحسين لما دعي لكربلا وترك ليواجه مصيره بسبب سوء النيه والجبن

    • زائر 2 | 10:02 م

      حوار الطرشان

      اتفق معك يادكتور ولكن كيف لطرف ان يجلس مع طرف آخر من غير رؤية واضحة وشاملة لحل الازمة

    • زائر 1 | 9:23 م

      مفاهيم متناقضة للحوار

      الخلاف بين مكونين من الشعب!ام بين الحومة والشعب أو بين الحكومة وأحد المكونين يقرأ الغير مشكلة البحرين ان هناك مشكلة طائفيةوالحكومة طرف لحل الموضوع ! وهذا ما يركز عليه الاعلان المحلي !أنا اقول امساك معروف او تسريح بإحسان !

اقرأ ايضاً