العدد 4176 - الثلثاء 11 فبراير 2014م الموافق 11 ربيع الثاني 1435هـ

رعب وهستيريا

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

حالة الرعب والهستيريا التي يعيشها البعض عند الحديث عن أي حوار، أو أي إمكانية للوصول إلى حل توافقي، ومهما كان هذا الحل، لا يمكن تفسيره إلا بتفسير واحد لا غير، وهو حرق جميع مراكب العودة، فإمّا إبقاء الوضع على ما هو عليه وإمّا فليقضى على الجميع في صراع لا نهاية له.

هذا البعض ومن خلال ما بثه من بغض وكراهية بين أبناء الوطن الواحد يعرف قبل غيره أن لا مكان له في مجتمع متصالح ومتحاب، وإن من ظل يزرع الشوك والحنظل لا يمكن له أن يرى الأزهار متفتحة في شوارع الوطن، ومهما كان ما قبضه من ثمن فإن هذا الثمن يبقى تافهاً عند مقارنته مع الذل والعار الذي ألحقه بنفسه حين يكتشف الجميع ما مارسه من تضليل وكذب طوال هذه السنين، ولذلك هو يرفض أي حل ويقف أمام أي مصالحة وطنية.

طوال السنوات الماضية لم نجد في خطابهم ولو مفردة واحدة تدعو إلى الوحدة الوطنية أو محاسبة المسئولين عن الانتهاكات والسرقات أو محاربة التمييز بين الناس بسبب معتقداتهم الدينية أو المذهبية أو الأهداف الخفية لعملية التجنيس السياسي والتي يدفع ثمنها الجميع من أبناء هذا الوطن ولم نسمع منهم حرفاً واحداً يدين عمليات القتل خارج القانون أو انتهاكات حقوق الإنسان وإنما كل ما سمعناه منهم هو تبرير لكل ذلك.

تناسوا عن عمد كل ما جاء في تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، وكل ما يذكرونه من هذا التقرير هو أن الدولة أنجزت جميع التوصيات التي جاءت فيه، لماذا هذه التوصيات؟ وما هي مدلولاتها؟ ولماذا وكيف أتت؟ هم لا يتحدثون عن ذلك ولا يودون.

هؤلاء هم أول من يأخذ وآخر من يعطي، فلا يهمه أن تقترض الحكومة مليار دينار في العام 2001، في حين أن العجز في الموازنة لا يتعدى 30 مليون دينار، ولم يتساءلون قط أين ذهبت 970 مليون دينار تتحملها الدولة كديون يتحتم دفعها إن آجلاً أو عاجلاً، مادام فتات من هذا المبلغ يمكن أن يدخل في حسابهم الخاص في البنوك.

لستم أنتم من يدافع عن الوطن، فمن يحب وطنه يحب جميع أبناء وطنه، ولستم أنتم من تحمون حالة السلم الأهلي من خلال تأليبكم السلطة على استخدام البطش ضد الشعب، إنما أنتم مجرد خرقة بالية تُستخدم لمسح الأوساخ ثم ترمى في القمامة عندما تهترئ تماماً.

دعوا الناس لتعبر عن آرائها ولتطالب بحقوقها، ولتكتفوا بما نلتم من عطايا حتى الآن، فمهما كانت هذه الفترة صعبة وحرجة، ومهما كان الأمر يبدو مستحيلاً، فإن الحل لا بد وأن يأتي وإن المصالحة الوطنية لا بد وأن تتحقق.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4176 - الثلثاء 11 فبراير 2014م الموافق 11 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 2:26 م

      كلام واقعي

      كلام واقعي

    • زائر 12 | 12:09 م

      لن نسامحهم ابدا

      لن انسى رقصهم وشماتتهم هؤلاء كانوا عونا للظلم وساعدا له ف

    • زائر 11 | 5:09 ص

      ابو حسين 2

      كان من الحق والانصاف فراءة كل الحوداث والاحداث التى مرها البلد كما ذكرها تقرير بسيوني والتوصيات والنصائح وقبول جلالة الملك بها توجد مطالب مشروعة
      قديما جدا من الخمسينات حتى احداث الميثاق اين الوعود بمجلس منتخب
      له كامل الصلاحيات التشريع والرقابة والمحاسبة اين وعود الشعب هو مصدر
      السلطات كلها في ظل مملكة دستوري كالممالك العريفة فى ظل البرلمان
      المعوق زادة الفساد والسرقات والازمات من الاسكان والعطلين عن العمل
      وضعف الرواتب والاحور ولعلمك انا لم اتوجد ابد في الدوار ولم يؤيد كثير من
      الشعارات

    • زائر 10 | 4:12 ص

      ابو حسين

      الاخ العزيز صاحب فتنة الدوار اكرر مشكلتك تبتر الاحداث وقفك واصررك على ان المشكلة من وقت فتنة الدوار وكان لاتجد مشكلة كبيرة عن اكتشاف مؤامرة كبيرة
      جدا هي التقرير المثير هنا يا اخي المشكلة وردة الفعل تتكلم عن فتنة الدوار وكأن
      لايوجد تجنيس سياسي خطير لتغير التريكبة الاسكانية في البلد قليل الموارد
      والفسادة المستشري وسرقة الارضي والبحار ونهب املاك الدول التي هي حسب
      الدستور املاك عامة لكافة شعب البحرين وغيرها ونتهاكات حقوق وكرامة الانسان
      هذا كله في زمن الاصلاح ثم تبدا انت بفنتة الدوار

    • زائر 8 | 2:27 ص

      مزبلة التاريخ في انتظارهم !

      لستم أنتم من يدافع عن الوطن، فمن يحب وطنه يحب جميع أبناء وطنه، ولستم أنتم من تحمون حالة السلم الأهلي من خلال تأليبكم السلطة على استخدام البطش ضد الشعب، إنما أنتم مجرد خرقة بالية تُستخدم لمسح الأوساخ ثم ترمى في القمامة عندما تهترئ تماماً.

    • زائر 5 | 1:05 ص

      الكرامية بدات بعد فتنة الدوار

      الرجاء عدم الالتفاف حول شبب المشكلة الاساسي : فتنة الدوار هي السبب اولا واخيرا وبعد الف عام ، أصلحوا ما أفسدته سيعود كل شئ الى ما كان وسوى ذلك إضاعة للوقت وهدر للمزيد من التضحيات . واللي تعز عليه البحرين لا يتردد في إصلاح ما أفسده بنفسه ، مطلوب جرأة وتحول المسؤولية التاريخية والمبادرة بالاعتذار اولا. اخيرا وبعد الف عام

    • زائر 6 زائر 5 | 1:33 ص

      يالحبيب

      لن ننسى ما فعلتم بنا مدى الدهر ولن ننسى ما فعلتم من شماتة وفرح لضرب الناس ،،،مو تقول اعتذوا ،، نقول لك ولغيرك نريد القصاص منكم لو بعد حين .

    • زائر 9 زائر 5 | 3:14 ص

      استريح

      استريح يا مسكين.. استريح يا بابا..

    • زائر 4 | 12:47 ص

      بالضبط يا استاذا ماذكرت

      هؤلاء الخرق البالية مقرها الزبالة وعن قريب ، لذا لا يستطيعون سماع اي تقارب ينهي الأزمة ولك في تحرك ( ولي العهد ) مقياس ما ان سمعوا ورأوا التحرك حتى ثارت الهستيريا عندهم وشتم من شتم وبكى من بكى بالرغم من عيشتهم الفارهة الهانئة مقياسا بما نالنا من قسوة القمع ، ولكن من يعيش على الدم لا يستطيع نشر البسمة والفرحة وهذا هم ( الخرق البالية ).

    • زائر 3 | 11:44 م

      الحنظل المر

      الموالون يتعايشون علي الحنظل وهمهم الأول علي أن يبقي توتر الحنظل قائم للمزيد من المكاسب الحنظليه فلا مانع لديهم من أن يحترق البلد وتبقي الغنائم بين أيديهم ولكن : الشعب متكاتف ومتآلف ومتصالح بأذن الله وسوف يتجرعون الحنظل والعلقم أيضآ

    • زائر 2 | 10:29 م

      أيها الكاتب العزيز لا يستطيعون الرد المخالفون الابامر

      لوطلب منهم السكوت لسكتوه قرارهم ليس بيدهم هم مدفوعي الأجر وجميعهم عليهم إثباتات تدخلهم وراء الشمس مايطلب منهم ينفدونه ولو رغب من بيده القرار بتحريك موضوع المصالحة والحوار الجاد لكتبوا مع الموقف الجديد لا ضده هم حصالات تجمع وتبلع الفلوس

    • زائر 1 | 9:59 م

      بارك الله فيك

      وحفظك الله

اقرأ ايضاً