العدد 4178 - الخميس 13 فبراير 2014م الموافق 13 ربيع الثاني 1435هـ

بلدان الخليج العربي تحتاج إلى إدارة أثر مرض السكري

لا علاج مرتقب قبل 2030

أشارت دراسة إلى أنّه لا علاج يلوح في الأفق لمرض السكري قبل العام 2030، وخلصت دراسة أعدتها «ذا بوسطن كونسلتينج جروب» لقياس أثر مرض السكري عالمياً إلى أن حكومات بلدان الخليج يمكنها أن تحدّ من الأعباء المالية لمرض السكري على أنظمتها للرعاية الصحية وتحقيق نتائج أفضل لمرضى السكري ريثما يتم التوصل إلى علاج لهذا الداء، وهو أمر لا يتوقع حدوثه قبل عام 2030.

وقال مدير في «ذا بوسطن كونسلتينج غروب» كابيل باتيا: «هناك ارتفاع في نسبة الأمراض المتعلقة بنمط الحياة، مثل السكري والضغط المرتفع والسمنة في بلدان الخليج العربي. ويمثل مرض السكري بالتحديد عبئاً كبيراً على النظم الصحية في بلدان الخليج العربي التي تتحمل نحو 5,000 دولار أميركي للمريض الذي لا يعاني من أية تداعيات ومضاعفات، وثلاثة أضعاف هذا المبلغ للمريض الذي يعاني من مضاعفات».

وحددت الدراسة التي أجرتها «ذا بوسطن كونسلتينج غروب» واستغرقت عاماً كاملاً، أربع استراتيجيات يمكن للحكومات اعتمادها لتحقيق التقدم في إدارة نتائج مرض السكري، هي:

إشراك القطاع الخاص في تقديم أساسيات علاج مرض السكري: إن التدخل الحكومي لدعم القطاع الخاص لتشخيص وعلاج الأشكال الأساسية من مرض السكري ستكون له نتائج جمة. كما يمكن أن يعزز العمل مع القطاع الخاص والجهات شبه الحكومية الوصول إلى بيانات المرضى وتوفير تشخيص مبكر وعلاج للمرضى.

تقديم العلاج من خلال نموذج متكامل للرعاية: توفر الرعاية المتكاملة إمكانية الحدّ من النفقات وتوفير الرعاية الصحية عبر كل مراحلها. ووفق هذا المفهوم يتعين أن يكون كل مركز للعلاج مسئولاً بالكامل عن علاج المريض، ويشمل ذلك تنسيق العلاج المطلوب والإحالة إلى الأخصائيين ومتابعة كيفية تقديم العلاج (الرعاية المنزلية) ومدى امتثال المريض للعلاج الموصوف. وتشكل هذه الاستراتيجية عاملاً حاسماً بالنسبة للحكومات في بلدان الخليج بصفة خاصة لا سيما أنها تتحمل 50 في المئة من من متطلبات الرعاية.

تكثيف برامج التوعية للجمهور لتساهم في نشر ثقافة تشجع على الوقاية، فقد كانت برامج التوعية التي تستهدف الجمهور في الخليج العربي محدودة جداً، ولكن هناك بعض المبادرات في مراحل مختلفة من التطبيق، مثل مبادرة «وقاية» و «مسيرة محاربة السكري». ويتعين على الحكومات في المنطقة توسيع نطاق هذه المبادرات لتستهدف الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري في مرحلة مبكرة.

مراجعة نماذج الدفع للتركيز على نتائج علاج مرض السكري - ففي قطاع الرعاية الصحية، تحدد طرق الدفع والحوافز ومن ثم سلوكيات مختلف الأطراف. فنماذج الدفع الحالية مصممة لتوفير الدعم للرعاية العرضية للمرضى وهي غير مرتبطة بنتائج حالة المريض. ومن الأهمية بمكان أن يوفر مزودو خدمات الرعاية الصحية رعاية متكاملة على عكس الرعاية العرضية؛ وفي الوقت نفسه التركيز على قيام المرضى بتحسين امتثالهم للرعاية المقدمة لهم واتخاذ التغييرات اللازمة في أسلوب عيشهم.

وأضاف باتيا: «في ظل انتشار مرض السكري بصورة كبيرة في منطقة الخليج العربي وعدم توافر علاج في المستقبل القريب يتعين البدء منذ الآن في إدراة نتائج مرض السكري. وعلى رغم أنّ الاستراتيجيات الأربع المذكورة في التقرير لا توفر حلاً جذرياً للمشلكة، فإنها تمنح الحكومات الخليجية فرصة لتبني نهجاً مبسطاً للتخفيف من آثار مرض السكري».

ونظراً لأنّ غالبية السكان من فئة الشباب، فإنّ التوقعات القاتمة للآثار المستقبلية لمرض السكري يمكن تغييرها إذا بدأت الحكومات العمل الآن. غير أن كل استراتيجية لن تكون كافية إذا طبقت بمعزل عن الاستراتيجيات الأخرى، ولكن عند تطبيقها مجتمعة سيكون لها تأثير من حيث الحد من انتشار المرض وتحسين حياة مرضى السكري في المنطقة، فضلاً عن الحد من العبء على نظام الرعاية الصحية.

العدد 4178 - الخميس 13 فبراير 2014م الموافق 13 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً