العدد 4178 - الخميس 13 فبراير 2014م الموافق 13 ربيع الثاني 1435هـ

عدم وجود نادٍ للمرأة يعتبر من المعوقات الرياضية النسائية

توجت المرأة البحرينية خلال العديد من الأصعدة المحلية والعالمية في شتى المجالات المختلفة بالكثير من الإنجازات، وتجاوزت جاراتها من الدول الخليجية، إذ قطعت مشوار لا يستهان به في المجال الرياضي ابتداء من نهاية السبعينات إلى يومنا هذا من خلال تأسيس المنتخبات النسائية والتي حققت رسالتها بالتميز واختطاف المراكز المتقدمة على الدوام.

إلا أن الفترة التي تلتها وجدت اندفاعا كبيرا من الفتيات والسيدات إلى هذا المسار غير ان الإمكانات المادية والتجهيزات المكانية كانت العائق الذي يقف في عملية تطوير وصقل هذه الروح الرياضية العالية، ما يجعل المرأة البحرينية اليوم تطرح سؤالاً في غاية الأهمية، لماذا لا يتم توفير المنشآت الرياضية في المحافظات الخمس؟ استطلاع قمنا به مع نخبة من الرياضيين حول الرياضة النسائية في البحرين، فإليكموه:

لاعبة كرة السلة مريم مردانة تقول: «على رغم ندرة النوادي الرياضية النسائية الحكومية في المملكة فإن للمجتمع أيضا إسهام في ذلك، ففكرة إنشاء النوادي لا تقتصر على الدعم الحكومي ووضع آليات للقيام به، وإنما تحتاج إلى تقبل المجتمع إلى فكرة إنشائها وممارسة الرياضة من قبل المرأة فيها بكل أنواعها، ما يساهم في عملية التطوير في المجتمع وتوفير الأجواء الاجتماعية الملائمة».

وتضيف «مثلا في دولة الإمارات العربية المتحدة وتحديدا في منطقة الشارقة تمتلك ناديا رياضيا صحيا تتوافر فيه جميع المستلزمات من منتجع صحي وأنشطة ترفيه متنوعة»..

من جانبها، تشير مديرة بعثة البحرين الرياضية بدورة المرأة الخليجية الثالثة للألعاب الرياضية، مريم ميرزا أنها «من خلال خبرتها التي تتجاوز 25 سنة في المجال الرياضي، يمكن استغلال الأندية الرياضية الرجالية من خلال تخصيص فترات معينة للنساء».

وتشير إلى «نقص المدربات الرياضيات الوطنيات ذات الخبرة والكفاءة العالية في المجال الرياضي، فجميع الفرق الرياضية تكون تحت إشراف مدرب لا مدربة، والسبب يرجع إلى ندرة البرامج العالمية المعتمدة المعروضة على المدربات بالإضافة إلى انشغالها كون طبيعتها الفطرية تحتم عليها الاهتمام بأمور الأسرة». من هذا المنطلق حاورنا مدرسة التربية الرياضية في جامعة البحرين أنعام النجار، قالت: «تم العمل على دراسة تحت عنوان «واقع وطموح المرأة البحرينية»، وذلك في العام الماضي بطلب من المجلس الأعلى للمرأة وبالاشتراك مع عدد من الباحثين والأساتذة في قسم التربية الرياضية في الجامعة».

وأضافت «تناولت محاور الدراسة، استبيان احتوى على 5 فئات مختلفة من العينات في المجتمع البحريني للمرأة، اذ تم تقسيمه إلى المرأة الممارسة للرياضة، المرأة غير الممارسة للرياضة، المرأة الرياضية، المرأة ذات الاحتياجات الخاصة، المدربات، وتم توزيع الاستمارات على 700 امرأة بحرينية»، وأشارت «من خلال الفرز وجد أن إحدى المشاكل والمعوقات عدم وجود نادي يخص المرأة البحرينية بالإضافة إلى بعد بعض الأماكن التي يمكن لها أن تمارس الرياضة فيها كالممشى، وخصوصا أن المرأة تتحمل على عاتقها المسئوليات الحياتية فلا يوجد هناك وقت لقطع مسافة بين الممشى والمنزل ولا ننسى أن للجو تأثيراته وتغيراته المناخية التي تعيق ممارسة الرياضة في أي وقت كان».

من جانب آخر، أكد مدرس التربية الرياضية السيدحسين العلوي قائلا: «خلال خبرتي التي تجاوزت الخمس عشرة سنة في هذا المجال، هناك عدم تقبل المجتمع لممارسة الرياضة بالنسبة للمرأة وأخذ الدين حجة ناهيك عن الأسباب غير العقلانية، مثل أن المرأة مأمورة بالقرار في البيت، وألا تخرج إلا لحاجة وليست ممارسةُ الرياضة حاجة تسوغ خروجها، إذ بإمكان المرأة أن تمارس الرياضة وهي في بيتها، إما بواسطة الآلات الحديثة، أو من خلال قيامها بالأعمال المنزلية، وأن الرياضة التي ستمارسها المرأة في النادي إما أن تكون خفيفة، وهذه يمكن القيام بها في البيت، وإما أن تكون عنيفة، فهذه لها أضرار على المرأة».

وأضاف «هناك اعتقاد أن خروج المرأة يترتب عليه مفاسد كبيرة، وأكد أن هذه الأسباب غير واقعية ومقنعة وخصوصا أن المجتمع في تطور مستمر والرياضة تكسب المرأة لياقة وصحة». فيما يتعلق بالجانب البرلماني تؤكد النائبة البرلمانية سوسن تقوي: أن «للمجلس الأعلى للمرأة دور كبير في الاهتمام بكل ما يتعلق بالارتقاء بشئون المرأة البحرينية من خلال المبادرات والمشاريع الوطنية التي تدعم المرأة وتمكنها وتدمجها في مختلف المجالات»، وتضيف «من المهم التذكير بأن يوم المرأة البحرينية في العام 2012 جرى تخصيصه للاحتفاء بالمرأة الرياضية، وقد جرى تسليط الضوء حول الانجازات والمكتسبات التي تحققت في مختلف المراحل والحقب من أجل دعم الرياضة النسائية البحرينية».

العدد 4178 - الخميس 13 فبراير 2014م الموافق 13 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً