قالت مصادر مطلعة لرويترز اليوم الإثنين (17 فبراير/ شباط 2014) ان وفدا من المجلس الاعلى للسلام في افغانستان توجه الى دبي للقاء شخصيات سابقة وحالية في حركة طالبان املا في وضع الاساس لمحادثات سلام لانهاء الصراع الطويل في البلد الذي يمزقه الصراع.
واكد مسئولون من المجلس الاعلى للسلام والحكومة الافغانية ان مسئولين بقيادة محمد معصوم ستانيكزاي وهو مساعد كبير للرئيس حامد كرزاي توجهوا الى الامارات العربية المتحدة امس الاحد.
وقال المسئولون الذين طلبوا عدم نشر اسمائهم ان الوفد يعتزم الاجتماع مع مجموعة من شخصيات طالبان بقيادة آغا جان معتصم الذي كان وزيرا للمالية في حكومة طالبان بين 1996 و2001.
واضاف المسؤولون ان الزيارة تأتي في اعقاب اجتماع عقده معتصم بدبي في الاونة الاخيرة قال مسؤولون أفغان انه ضم 16 من الشخصيات الكبيرة السابقة والحالية في طالبان بينهم ستة وزراء سابقون من طالبان وستة رجال يقال انهم قادة حاليون بالحركة.
وعقب اللقاء قال معتصم في بيان ان المشاركين "اكدوا جميعا على (ضرورة إجراء) نقاش بين جميع الافغان وعلى الحاجة لايجاد حل سلمي." وكان معتصم في وقت من الاوقات شخصية قوية في اللجنة السياسية لطالبان لكن صلاته بالحركة الان غير واضحة.
واضاف المسؤولون انه في حين توجه وفد مجلس السلام الى دبي لان شخصيات طالبان ابدت استعدادها للقاء ممثلين عن الحكومة الافغانية - وهي خطوة غير مألوفة بالنسبة لاي من اعضاء طالبان- فإنه لم يتضح ما اذا كان كل المشاركين سيسيرون على نفس النهج.
واذا عقد وفد مجلس السلام محادثات بالفعل مع شخصيات طالبان فقد يمثل هذا خطوة للامام في جهود حكومة كرزاي لاجراء حوار مع اعضاء مهمين في حركة تشن هجمات مسلحة منذ اكثر من 12 عاما.
وسيكون ايضا انجازا شخصيا لكرزاي الذي يشعر بالاستياء منذ فترة طويلة من عدم استعداد قيادة طالبان لاجراء محادثات الا مع المسؤولين الغربيين والعرب بينما يستعد لترك منصبه بعد انتخابات ابريل نيسان. ويعتقد ان مقر قيادة طالبان موجود في باكستان وعلى رأسها الملا محمد عمر.
وعلى مدى سنوات رفضت قيادة طالبان المنعزلة التفاوض مباشرة مع حكومة كرزاي الذي تقول طالبان انه زعيم غير شرعي.
وعقدت حكومة كرزاي محادثات غير رسمية مع شخصيات من طالبان منذ 2001 لكنها جددت فيما يبدو مسعاها لاقامة حوار حقيقي مع ممثلين رئيسيين من الحركة في الشهور الاخيرة.
وقال مسئولون افغان انهم التقوا في وقت سابق من العام بممثلين لفصيل الملا عمر في طالبان الذين يتخذون من قطر قاعدة لهم. لكن هذه المحادثات لم تفتح فيما يبدو مسارا للتفاوض ونفى متحدث باسم طالبان عقد هذه المحادثات.
وقالت الحكومة في بيان صدر امس الاحد "رحب مجلس الأمن الوطني برئاسة حامد كرزاي ببيان (معتصم) وقال انه يدعم جهود ايجاد حل سلمي للازمة الحالية."
ولم يتضح بعد ما اذا كان الاستعداد الذي يبديه معتصم او شخصيات طالبان الاخرى في دبي للقاء اعضاء من المجلس الاعلى للسلام الذي شكل لدعم نهاية سياسية مأمولة للحرب يعبر عن انفتاح جديد من جانب قيادة الحركة في باكستان.
ويقيم معتصم في تركيا منذ أصيب بالرصاص في ظروف غامضة في كراتشي بباكستان قبل عدة اعوام اما مسألة ما اذا كان لايزال عضوا في الحركة فهي محل شك.
وتسعى ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما منذ سنوات لاقامة عملية سلام بين الاطراف الافغانية وعقد مسؤولون امريكيون محادثات اولية مع ممثل للملا عمر لمناقشة تبادل محتمل للسجناء يمكن ان يقود الى محادثات سياسية في نهاية المطاف لكن هذه المحادثات متوقفة منذ الصيف الماضي.