حاصر محتجون يسعون للإطاحة برئيسة الوزراء ينغلوك شيناواترا مقر الحكومة التايلندية أمس الإثنين (17 فبراير/ شباط 2014) رداً على محاولة الشرطة إخلاء الشوارع من المتظاهرين بينما حاصر مزارعون مكتبها المؤقت للمطالبة بمدفوعاتهم من ثمن محصول الأرز.

وتشهد تايلند أزمة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي عندما بدأ أعضاء الطبقة المتوسطة في بانكوك ومؤيدو المؤسسة الملكية احتجاجاً بهدف القضاء على نفوذ رئيس الوزراء السابق الشعبوي، تاكسين شيناواترا وشقيق ينغلوك الذي ينظر إليه على أنه مصدر القوة وراء حكومتها. وكان الجيش أطاح بحكومة تاكسين في العام 2006.

وأظهرت بيانات نشرت أمس أن الاقتصاد نما بمعدل لا يتجاوز 0.6 في المئة في الربع الأخير من العام الماضي عما كان عليه في الربع الثالث ونظراً لاحتمال أن تبقى البلاد من دون حكومة تمارس عملها لعدة أشهر فإن هيئة التخطيط الحكومية خفضت توقعاتها لعام 2014.

وحاصر نحو عشرة آلاف متظاهر مناهض للحكومة مبنى الحكومة في بانكوك واستعادوا السيطرة على طريق أخرجتهم منه الشرطة يوم الجمعة الماضي. ويرى المحتجون أن ينغلوك تتصرف كوكيل عن شقيقها الأكبر تاكسين الذي اختار الإقامة في المنفى منذ العام 2008 بدلاً من مواجهة عقوبة السجن لإساءة استخدام سلطاته في حكم صدر عليه غيابياً في ذلك العام.

وقال عضو شبكة «الطلبة والشعب من أجل إصلاح تايلند» المتحالفة مع حركة الاحتجاج الأصلية، نيتيتورن لامرو «سنستخدم الأسمنت سريع الجفاف لإغلاق بوابات مبنى الحكومة حتى لا يمكن للحكومة أن تدخل لتزاول عملها». وكانت هذه لفتة رمزية فقد أجبرت ينغلوك على العمل من مكان آخر منذ يناير/ كانون الثاني الماضي.

وساعد مزارعو الأرز ينغلوك لتحقيق فوز كاسح أوصلها إلى السلطة في العام 2011 عندما تعهد حزبها بويا تاي (من أجل التايلنديين) بدفع أسعار تزيد عن أسعار السوق مقابل محصولهم لكن البرنامج واجه مشاكل في التمويل ولم يحصل بعض مزارعي الأرز على مدفوعاتهم منذ عدة أشهر.

وعرض التلفزيون لقطات لمزارعين يتسلقون الأسوار المقامة بالأسلاك الشائكة عند مجمع وزارة الدفاع حيث اختارت ينغلوك مقرها المؤقت. وتصدوا لشرطة مكافحة الشغب التي تراجعت لكنهم لم يدخلوا المبنى. وقال أحد المزارعين المحتجين «رئيسة الوزراء في وضع جيد لكننا لسنا كذلك. كيف سنطعم أطفالنا؟ أريد منها أن تفكر في أوضاعنا». وأضاف «المزارعون قوم أشداء وعادة لا يتحدثون لكن طفح بهم الكيل».