الأرض دائما ما تلعب مع أصحابها هكذا تقول الحكمة الكروية الشهيرة، والبعض يقول أن الجمهور هو اللاعب رقم 12 الذي يتفوق به صاحب الملعب على ضيوفه. هذا الكلام اعتدنا عليه دائما في البطولات الأوروبية والعالمية وحتى الدوريات المحلية. ولكن جولة ذهاب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا حطمت هذا المقولة ولم تجعل منه إلا بقايا.

وفي المباريات الأربع التي أقيمت في جولة الذهاب على مدار يومين خسرت كل الفرق التي استضافت المباريات على ملعبها ووسط جمهورها. ولم تلعب الأرض لأصحابها وإنما لعبت لإكرام الضيوف.

فالمباراة الأولى كانت لصاحب الإنجازات على ملعبه والفريق الأقل خسارة في استاد الاتحاد وهو مانشستر سيتي الذي استضاف برشلونة وسط آمال كبيرة وعريضة، إذ لم يفز برشلونة أبدا في ملعب الاتحاد. والنتيجة فوز كبير لبرشلونة 2/صفر على صاحب الأرض وإحراجه بين جماهيره. المباراة الثانية في اليوم نفسه كانت بين باريس سان جيرمان الذي حل ضيفا على باير ليفركوزن الألماني، وكان ملعب ليفركوزن سلاما على سان جيرمان الذي سحقه بين جماهيره برباعية نظيفة، غير آبه لجمهوره أو ملعبه.

أما ثالث المباريات فكانت لقاء ميلان على ملعبه مع الضيف أتلتيكو مدريد، وبينما كان دائما سا سييرو يلعب لصالح ميلان إلا أنه خذله هذه المرة، وفاز الضيف أتلتيكو مدريد 1/صفر تاركا الروسونيري حزينا بين أهله وناسه.

وفي آخر المباريات رسمت التوقعات أحلاما كبيرة لأرسنال المنافس على صدارة الدوري الانجليزي عندما يستضيف في ملعب الإمارات فريق بايرن ميونيخ بطل أوروبا السابق، ولكن أيضا ملعب الإمارات لم يقف جوار أرسنال، وخسر مثل البقية بهدفين من دون رد.

إذا فكل الملاعب خذلت أصحابها في نصف الجولة، فكيف سيكون الحال في النصف الثاني الذي يخرج فيه مانشستر يونايتد ليحل ضيفا على أوليمباكوس اليوناني، ويذهب بوروسيا دورتموند وصيف بطل النسخة الماضية للقاء زينيت بطرسبورغ الروسي على ملعبه، بينما يستضيف ملعب تورك أرينا في تركيا مباراة غلطة سراي التركي أمام تشلسي، أما ريال مدريد فستكون رحلته إلى ألمانيا ليحل ضيفا على شالكه.

الأمر الآخر في نتائج الجولة والذي لا يقل غرابة عن لعب الأرض ضد أصحابها، هو الصفر الذي جاء عاملا مشتركا في كل النتائج وحصل عليه في كل الحالات صاحب الأرض.