العدد 4188 - الأحد 23 فبراير 2014م الموافق 23 ربيع الثاني 1435هـ

اختتام فاعليات ملتقى الإعلام الكويتي البحريني

اختتمت اليوم الاثنين (24 فبراير/ شباط 2014) فاعليات ملتقى "الإعلام الكويتي البحريني" والذي عقد تحت رعاية وزير الدولة للشؤون الخارجية غانم بن فضل البوعينين على مدى يومين بحضور كوكبة من الإعلاميين والصحافيين والأكاديميين من البلدين لبحث عدد من المحاور السياسية والاقتصادية والاعلامية التي تهم منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
وقد عقدت على هامش الملتقى اليوم فعاليات ندوة "الاعلام بين المهنية والمسؤولية الوطنية" بمشاركة الوكيل المساعد لقطاع الخدمات الاعلامية والاعلام الجديد بوزارة الاعلام الكويتية محمد الهواش و أمين سر جمعية الصحفيين الكويتية الصحافي الكويتي فيصل القناعي, و عضو جمعية الصحفيين البحرينية الاعلامية عهدية أحمد, وادارها الاعلامي الكويتي بدر الدلح .
وأوضح الهواش في كلمته ان المهنية مفهوم واسع ويعني نقل الواقع كما هو ويتلازم مع مفاهيم اخرى مثل الشفافية والموضوعية , مشيرا الى ان شعار جمعية الصحفيين الكويتية هو ان الصحافة "حرية ومسؤولية" , وان سقف الحرية هو المسؤولية , مؤكدا أهمية الملتقى الاعلامي الكويتي الاعلامي في ظل الاحداث التي تمر بها المنطقة .
وأوضح ان هناك حاليا نحو 920 قناة تلفزيونية عربية , 85 في المائة منها خاصة بالقطاع الخاص يشاهدها أكثر من 250 مليون نسمة , مضيفا انه يوجد في الوطن العربي اكثر من 5016 صحيفة بينها 267 يومية , في ظل وجود نحو 2100 موقع الكتروني 1560 منها باللغة العربية .
وشدد على أهمية وجود ضوابط مهنية على وسائل الاعلام ومنها الرقابة الذاتية والتي تقدم على الرقابة القانونية في ظل انحراف بعض هذه الوسائل الى التعدي على الامن القومي والهوية والحريات الخاصة .
ودعا الهواش الى وجود الية فعالية لاختيار الصحافيين والاعلاميين لان مهنة الاعلام امانة لها تأثير كبير في تشكيل الوعي حيث ان البعض يسئ لقدسية القلم والاعلام حاليا , مطالبا بعقد دورات وورش عمل للصحافيين والاعلاميين, والالتزام بالمواثيق الصحفية في كل دولة ايا كانت مسمياتها وادواتها .
من جانبه أكد أمين سر جمعية الصحفيين الكويتية الصحافي فيصل القناعي انه ليس هناك "اعلام أو صحافة محايدة" , ولكن يوجد كتاب وصحفيين محايدين , مبينا انه كل صاحب مؤسسة اعلامية له هدف محدد سواء كان "سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي " .
ونوه الى ان الاعتقاد بان صاحب الوسيلة الاعلامية يستخدمها لإصلاح المجتمع و اخلاق الناس والدعوة الى المدينة الفاضلة غير موجود " ,داعيا الى تعزيز شعار الحرية المسؤولة للحفاظ على المهنية .
ووصف وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة مثل فيسبوك وتويتر وغيرها بالمنفلتة , مشيرا الى ان تويتر على سبيل المثال أضحى وسيلة تواصل سياسي واقتصادي لا يعترف بحدود المسؤولية حيث ان تغريدة واحدة لصاحب اسم مستعار قد تشكك في نزاهة الاخرين والطعن فيهم بدون حقائق أو دلائل .
وأكد انه ضد تقييد الحريات , غير انه يجب وضع ضوابط خاصة وقوانين لمنع التجاوز , سيما واننا لدينا دين وقيم وعادات وتقاليد عظيمة يجب المحافظة عليها .
ورأى القناعي ان وسائل التواصل الاجتماعي ليس بها مهنية وبها الكثير من السباب والتجريح والخروج عن القيم والاعراف , مطالبا بزيادة التوعية للحد من الممارسات الاعلامية الخاطئة .
واضاف ان الغزو الفضائي الالكتروني عبر وسائل الاتصال "الاعلام الجديد" لا يعبر عن صحافة أو اعلام , وان ممارسيه ليسوا صحافيين أو اعلاميين , مقرا بان وسائل الاعلام الحديث أثرت على الصحف والجرائد الورقية ولكنه لن يكون قادرا على الغائها .
من جهتها أكدت عضو جمعية الصحفيين البحرينية الاعلامية عهدية أحمد ان مملكة البحرين مرت مؤخرا بأزمة كان للتأثير الاعلامي دور كبير في مجرياتها , مبينة ان التلفزيون الرسمي دعا الطرف الاخر في بداية هذه الازمة الى الظهور عبر منبرها لكنها رفضت , مشددة على ان الاعلام الغربي لديه أجندة خاصة به.
وأوضحت ان " دول الغرب " الذي تصف نفسها بالديمقراطية مثل "امريكا وبريطانيا" أعلنت بوضوح ان الحفاظ على الأمن القومي مقدم على سواه من مبادئ حتى قبل " حقوق الانسان " .
واشارت الى تجربتها مع هيئة الاذاعة البريطانية ال بي بي سي ابان الازمة و التي خصصت نحو ساعة مناصفة بينها وبين طرف محسوب على الطرف الاخر , غير انها اذاعت ما تسجيله مع هذا الطرف وابلغتها الاعتذار عن اذاعة ما قامت بتسجيله معها بدعوى ضيق الوقت , مبينة ان نحو 15 تلفزيون كان ينقل ما يدور في البحرين في بداية هذه الازمة .
وخلال الندوة الثالثة والاخيرة في أعمال ملتقى الاعلام الكويتي البحريني أكد المحاضران في الندوة وهما السفير عبدالله المنصور مدير الادارة الاقتصادية في وزارة الخارجية الكويتية , والخبير الاقتصادي البحريني أكبر جعفري ان الوضع الاقتصادي في دول مجلس التعاون يتأثر حاليا بعدة عوامل داخلية وخارجية , داعين الى وضع حلول عملية للتغلب على هذه التحديات و المشكلات.
وأوضح السفير عبدالله المنصور ان تأثير الازمة العالمية في 2008 والتي بدأت في الولايات المتحدة الامريكية وانتقلت الى اوروبا قبل ان تمتد الى دول العالم اجمع أثرت على الوضع الاقتصادي في دول مجلس التعاون حيث انخفض النمو الاقتصادي العالمي من نحو 5 في المئة الى قرابة 4ر2 في المائة ما أثر بالسلب على اسعار النفط والغاز الذي يعد ابرز مصادر مدخولات دول مجلس التعاون , بالإضافة الى تأثيره السلبي على حرية التجارة وانتقال رؤس الاموال لفرض الدول الغربية وسائل حماية لحماية اقتصادياتها من تبعات هذه الازمة .
واشار الى وجود تحدي اخر وهو اعتماد دول مجلس التعاون الخليجي الصارخ على مداخيل النفط والغاز ما يعرضهم الى مخاطر التقلبات السعرية الخاصة به , في ظل ارتباط عملات هذه الدول عدا الكويت بالدولار الامريكي .
واضاف ان اسعار النفط قد تنخفض خلال الفترة المقبلة نتيجة التوجه الى التصدير الكبير من جانب ايران عقب التوصل الى بوادر حل لازمة ملفها النووي مع الغرب , بالإضافة الى طموحات العراق التصديرية الكبيرة , كما ان ليبيا تنتظر عودة الهدوء الامني والسياسي لفتح باب التصدير الموسع .
وبين ان انخفاض اسعار النفط المنتظر يأتي نتيجة التوسع في انتاج النفط الصخري في امريكا والذي يبلغ نحو 2 مليون برميل يوميا , بالاضافة الى التوسع في الاعتماد على الطاقات المتجددة سيما في اوروبا , منوها الى الاثار السلبية للدعم الكبير الذي تقدمه دول مجلس التعاون للمحروقات والخدمات .
ولفت الى ان دول مجلس التعاون تعاني من مشاكل اجتماعية مثل البطالة والمخدرات والعمالة الوافدة , داعيا الى الاهتمام بالعلم والتعليم ومراكز البحث العلمي , واستغلال الموارد الطبيعية في دول المجلس مثل الطاقة الشمسية , بالإضافة الى اتباع سياسة الخصخصة .
من جهته دعا الاقتصادي أكبر جعفري الى تفعيل التعليم من خلال الاهتمام بالتعليم الفني , مشيرا الى ان كل مصانع الالمونيوم في منطقة الخليج تدار بأيدي بحرينية .
وطالب بالاستثمار في الاقتصاد الحقيقي "الصناعة والزراعة والثروة السمكية , والتعليم" بعيدا عن المجالات الاخرى مثل سوق العقار , موضحا ان أهمية النفط سوف تستمر لمدة 50 سنة قادمة على الاقل رغم التوسع في انتاج النفط الصخري , او استخدام الطاقات المتجددة .
وبين ان الاقتصاد العالمي لم يتعاف بشكل كامل حتي الان من تبعات الازمة المالية العالمية , مشيرا الى ان الصين و الهند وكوريا وروسيا تركز على الاستثمار في القارة "الغنية الفقيرة" وهى قارة افريقيا .
يشار الى ان اليوم للملتقى الاعلامي الكويتي البحريني شهد ندوة "المتغيرات الاقليمية واثرها على منظمة دول مجلس التعاون , بمشاركة السفير كريم الشكر وكيل وزارة الخارجية , و سعد بن طفلة العجمي وزير الإعلام الكويتي السابق , وادارها الاعلامي سعد السعيدي .

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً