تـُعد الشكوى من «دوار الرأس» واحدة من أكثر الأعراض والأسباب الشائعة لمراجعة أقسام الطوارئ.

قد يصاب المريض بعرض الدوار إما فجأة أو بصورة تدريجية تزداد أو تقل مع مرور الوقت، كما أن هناك منها ما يحدث بصورة متكررة وعلى فترات زمنية متقطعة.

وتكمن مشكلة «الدوار» على أنها تكون نتيجة مرض ما تختلف حدته وخطورته بحسب طبيعة هذا المرض وسببه، إلا أنه في كل الأحوال قد تكون هذه النتيجة سبباً للوقوع والإصابات بمختلف أنواعها من مثل إصابات الرأس أو كسور الأطراف وغيرها، وبالخصوص عندما يكون الدوار شديداً ومفاجئاً أو عندما يصيب كبار السن.

ونعرف أن الدوار أنواع ودرجات، وقد يكون المرض المسبب يكمن في جهاز أو أكثر من جسم الإنسان، وقد يكون بسبب الأعراض نتيجة سوء استخدام بعض الأدوية. وعندما يصاب الشخص بالدوار فإن السبب يمكن أن يكون علامة للسكتة الدماغية أو مشكلة ما في الجهاز المخي والعصبي، وربما تكون الأذن وجهاز التوازن فيها هو السبب. ولكن هل تعلم أن الجهاز الدوري والنزيف يمكن أن يكون سبباً كذلك؟ ولذلك على المريض أن يلاحظ جيداُ إذا ما كان هناك أي أعراض تدل على أن يكون احتمال وجود نزيف من مثل أن يكون لون البراز أسود داكناً مثلاً. ويكون القلب سبباً في حال سبق الدوار ألمٌ في الصدر أو بالتزامن مع بذل الجهد، أو ضربات قلب متزايدة أو متناقصة، أو السبب قد يكون هبوط السكر أو زيادته، وربما غيرها من الأسباب التي قد تكون من ضمنها أمراض نفسية مختلفة كاحتمال أخير.

يُنصح المرضى، الذين يشكون من دوار غير معتاد أو مفاجئ أو شديد والمصاحب لأعراض أخرى من مثل ألم الصدر أو التعرق أو صَاحَبَ هذا الدوار ألم في الرأس أو إذا اقترن باضطرابات لغوية أو نطقية أو ضعف في الأطراف أو صعوبة في البلع أو الرؤية، أن يراجع مختصاً في طب الطوارئ، والذي بدوره سيسعى جاهداً أن يتأكد من سبب هذا الدوار عن طريق الفحص الإكلينيكي والمختبري وعمل بعض الأشعة إذا لزم.

وكثير من حالات الدوار المفاجئ والشديد المصاحب للاستفراغ، والتي أستبعد وجود أسباب خطيرة لها، تستجيب لطرق علاج طبيعية وتمارين يجريها اختصاصي الطوارئ لتنتج عنها شفاء تام وسريع من دون أي حقن أو حبوب. وقد يتطلب علاج بعضها وقتاً أطول وربما دخول المستشفى أو متابعة العيادة الخارجية.

نصيحة للمرضى: اصطحب معك للطبيب جميع ما يمكن أن يوضّح وبصورة دقيقة تشخيص الأمراض التي تعانيها سابقاً وجميع العلاجات التي تأخذها. لا تنسَ أنْ تذكر إنْ كنت تأخذ أي علاجات عشبية أو غير تقليدية. يفضل أن تحتفظ بنسخة من رسم تخطيط قلبك معك. وحاول أن تصف وبدقة ما تعانيه وعن أي أعراض مصاحبة أخرى.