فرض فريق داركليب للكرة الطائرة نفسه على الطائرة البحرينية مؤخرا بعد سلسلة المستويات المتطورة التي قدمها خلال الآونة الأخيرة، وآخرها تحقيقه لإنجاز عربي هو الثاني للبحرين بحلوله في المركز الثاني في البطولة العربية للأندية التي أقيمت في تونس، فارضا على الجميع احترامه عربيا وداخليا، وهو الذي يتصدر الدوري المحلي حاليا من دون هزيمة.

داركليب فريق يعيش حالة من النوادر التي تعيشها الفرق الأخرى، فهو يشابه في حالته الدير في كرة اليد، فلاعبوه يتوزعون على جميع الفرق، فخسر قبل بداية الموسم الكثير من اللاعبين المهمين الذين انتقلوا للفرق الأخرى، فهناك لاعب في المحرق و4 لاعبين في الأهلي وغيرهم في الشرقي والنجمة والبسيتين والنبيه صالح، وفي الدرجة الثانية أيضا، لكنه لم يهتز ولم يحنِ رأسا وقدم أفضل المستويات بل وتقدم جميع الفرق التي تمتلك إمكانات أفضل منه، معتمدا على المخزون الوافر الذي تقدمه القرية للفريق الأول جراء التطور الذي تعيشه الفرق العمرية.

لم يكن هذا الإنجاز التاريخي العربي وليد الصدفة، بل هي الحقيقة عينها التي تؤكدها قوّة السواعد البحرينية في المحافل الخارجية، ولم يكن أحد مستغربا تحقيق الفريق الفوز على كلّ الفرق التي واجهته قبل خسارة المباراة النهائية بكلّ جدارة واستحقاق، على رغم الكثير من التجاوزات التي أحدثتها بعض الفرق محققا الفوز في كل مبارياته، قبل أن يقف أمام الجمهور والأرض التونسية.

كل ذلك تأكيد على أن البحرين تعد من أبرز الدول الخليجية التي تزخر بالمواهب الرياضية التي لو تحصّلت على الرعاية - وهذا حاصل حقيقة الآن من جانب المؤسسة العامة - فقط لوصلت إلى العالمية، ليس فقط في الألعاب الفردية كما يتصور البعض سهولتها، وإنما الألعاب الجماعية التي برهنت خلال أقل من شهور أن البحرين زاخرة بمن هو قادر على رفع راية الوطن عالية دون اللجوء إلى أساليب أخرى غير مرغوب فيها.

نتمنى أن تتواصل إنجازات الكرة الطائرة من خلال فريقي النصر والأهلي خلال مشاركتهما في البطولة الخليجية المقبلة التي ستقام في البحرين، على أمل أن يعود اللقب لأصحابه بعدما كان قريبا في البطولة الأخيرة من النصر أيضا.

ما نطلبه نحن وجميع المواطنين أنْ تقف الدولة ومسئولوها مع أبطالنا المواطنين، وأنْ يقدّموا كل ما هو دعم لهؤلاء الذين يرفعون علم البحرين عاليا خفاقا في المحافل العالمية كافة، فهنيئا لداركليب بهذا الفريق، وهنيئا للوطن بهذا الإنجاز.

مفارقة عربية

من المفارقات الغريبة التي شاهدناها في البطولة العربية في تونس، أنها حظيت بوجود 9 شركات ومؤسسات راعية للبطولة، على رغم أنها بطولة عربية وللأندية وليست للمنتخبات، على عكس البطولة القارية للمنتخبات الآسيوية لكرة اليد التي استضافتها البحرين قبل أسابيع، التي عانى فيها المنظمون في الحصول على رعاة للبطولة، فجاء الراعي من إحدى الدول الخليجية.

ما هو الفارق في الحالتين، الفارق أن الشركات والمؤسسات الراعية هناك تعرف قيمة ما ستجنيه الرعاية لمصالحهم، فيما لدينا لا، وهذه هي المفارقة.