العدد 4210 - الإثنين 17 مارس 2014م الموافق 16 جمادى الأولى 1435هـ

السلف كانوا أذكى من الاخوان!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الحوادث التي جرت في البحرين ومصر، خلال العشرين شهراً الماضية، أظهرت أن السلف أذكى بكثيرٍ من الأخوان المسلمين، على غير التصوّر الشائع سابقاً، من أن السلف بسطاء والأخوان عباقرة ودهاة.

ففي مصر، تحالف السلف مع الأخوان ودفعوا بهم إلى مواجهة العالم كله، باتخاذ مواقف متطرفة، وحين أشرفوا على السقوط تبرّأوا منهم، ومدّوا أيديهم إلى الجيش ليباركوا انقلابه العسكري.

في البحرين، وخلال الشهرين الماضيين، ومع بداية انحسار الدعم «اللوجستي» عن «الحركات الجهادية» في سورية، ووضع أغلبها على قائمة الإرهاب، خليجياً وعالمياً، سارع السلف إلى التبرؤ منهم، وقام شيخ السلفيين بالبحرين عادل المعاودة بإعلان أن داعش «مارقة»! ومن أجل توثيق الموقف، كرّر كلامه لصحيفتين، واحدة مستقلة وأخرى محسوبة على الموالاة، فقط لتأكيد وصول الرسالة إلى جميع الأطراف، حكومةً وشعباً!

كان الرجل يحدس بوصول الموس إلى لحيته الشريفة، بعد صدور قوانين في بعض دول الجوار، تعتبر الحركات الجهادية حركات إرهابية، وتتوعد المنتمين إليها بالسجن. كانت خطوةً استباقيةً ذكيةً... طلباً للنجاة!

الأخوان المسلمون في البحرين، كانوا أبطأ فهماً، على غير التصور السائد، وبالتالي كانوا أبطأ استجابةً، وربما آثروا الصمت وهم يرون الانهيارات المتسارعة من حولهم. ففي مصر تم إسقاط محمد مرسي؛ وفي تركيا تترنح التجربة الأردوغانية التي كانت تمثل قبلةً للآمال العراض؛ وفي سورية تتساقط مواقع المعارضة، «داعش» و«النصرة» و«الجيش الحر». وفي تونس خضعت «النهضة» لضغوطاتٍ من منافسيها، أجبرتها على المزيد من التراجعات والتنازلات. أما ليبيا فضاعت.

هذا هو المشهد العام، أما في الإقليم الخليجي، فقد بدأت دولتان الحرب على الأخوان بالاسم، ووضعتهما العدو الأول في هذه المرحلة، فيما توجّست دولةٌ ثالثةٌ من فرعها الداخلي للأخوان. وأخذت التناقضات الداخلية تظهر للعلن حتى وصلت إلى سحب السفراء، وكان «الأخوان» في قلب المشكلة، وحولهم يحتدم النزاع.

ونحن لسنا بمعزلٍ عمّا يجري، فمن دعمك وساندك، لابد أن تردّ له الجميل والعرفان، وهكذا نجد أنفسنا ملزمين أدبياً بالتضامن، أو على الأقل التعاطي إيجابياً مع الحرب المعلنة على الأخوان «الإرهابيين». قواعد اللعبة الإقليمية تغيّرت، ولابد للاعب أن يغيّر من خطة اللعب أو التكتيكات.

كل ذلك كان غائباً عن الأخوان، وربما الأدق أن نقول إن التغيرات المتسارعة فاجأتهم، فلم يتبيّنوا اتجاه الريح إلا متأخرين، وهكذا أخذتهم المفاجأة. وربما أنهم استكانوا إلى قواعد اللعبة السابقة، واطمأنّوا للتحالف القديم، متناسين أن السياسة متغيّرة متقلبة الاتجاهات، وأن السياسة لا تعترف بالمصطلحات المسجدية كالولاء والوفاء، وأن الصداقات الدائمة مجرد هراء.

الاخوان الذين تقلبوا في نعيم الولاء سنوات طوالاً، نيّفت على السبعين، مازالوا يمنّون على السلطة بأنهم وقفوا معها في حراك 2011، ولم يستوعبوا الدروس السابقة واللطمات. فقبل انتخابات 2006 مُنعت نشر صور نوّابهم من بعض صحف الموالاة، تأديباً لهم على بعض مواقفهم غير المرضِيَة للسلطات، (كان الاسم يُنشر مع إطار فارغ إمعاناً في التحقير)، وكُتبت ضدهم مئات المقالات. وفي انتخابات 2010 تم تقليص عددهم من سبعة مقاعد إلى مقعدين فقط. ومع ذلك كانوا يظنون أنهم الابن المدلل للسلطات، ولم يريدوا الاعتراف بأنهم كانوا مجرد مناديل للاستخدام المؤقت.

«أخوان البحرين» اكتشفوا متأخرين هذه الحقائق المرّة دفعةً واحدة. لم يكونوا قراءً جيدين للتاريخ، ولم يكونوا ليقعوا في هذا المأزق لو كان لهم إلمامٌ وبصيرةٌ بالوقائع، ولو قرأوا قصص أبي مسلم الخراساني وابن مقلة وابن الزيّات، لوفّروا عليهم الكثير من المواقف المخزية والإحباط.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4210 - الإثنين 17 مارس 2014م الموافق 16 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 6:40 ص

      والمدهش مازال البعض يتفاخر وعنده امل

      لقد انفضحت ألاعيبهم وانكشفت للعالم اجمع من هم ومن يقف ورائهم جتى سقط كبيرهم ولكن السؤال هل سيتعلمون الدرس جيدأ

    • زائر 29 | 6:09 ص

      هادى

      هادى نتيجة الظلمة اتخدوا الشيطان وتركوا الله ورسوله اللهم صلى على محمد واله اللهم انصر الدين اهلك التكفيريين وفرج اللهم عن معتقلينا وارحم شهدائنا وارحم موتانا وموت المؤمنين والمؤمنات وثبتنه على الحق يارب العالمين واهلك الكافرين

    • زائر 28 | 5:55 ص

      نفاق، تقية أم امعية

      النائب البحريني الذي صرح باسم تيار السلف بالبحرين والذي تحرك كما قلت يا سيد إنقاذاً لـ لحيته الشريفة (لنفسه) ولتياره بعدما اختلفت التوازنات وبدل داعمهم الأكبر توجهاته (العلنية على الأقل) مجرماً ما يحصل ومتبرئاً بعد إن كان يدعم علنا فتبعوه فنكص ونكصوا، ولكن بماذا يجيبون أنفسهم وناسهم وقبل ذلك ربهم بعد أن لعبت برؤسهم السياسة ولم يسلم من لا الداخل ولا الخارج.

    • زائر 26 | 4:42 ص

      اذا اتعسرت قالت يا امام البحارنة

      هذا انتون اذا ماقدرتون تردون خلطون الوفاق والشيعة يبا اكلوها الوفاق ومن معها عارفين وربعهم راضين بما يقومون به الدور عليكم ما تدرون وين الله حاشرنكم وعشان تفهم اكثر شوف المسيرات التي تدعوا لها الوفاق وشوف العالم اللي معاها وشارعها فاهم واعي يالحبيب مو( برو برو تعو تعو ) والترجمة اسأل الأهل بعلمونك معناها . باي يالحبيب . اذا مسحوا بكم الأرض رديتوا على الوفاق .

    • زائر 25 | 4:24 ص

      من المحرق

      التونسي اللي شادين فيه الظهر مثل قناة العالم ..
      تونسي عاد حتي كلمتيت ما يعرف يصف اسم مراد
      قاله غلط .
      الي الان الكاتب لم يتطرق الي ارهاب الوفاق والتفجيرات الاخيره
      وين يا كاتب السلمين صاروا يفجرون.

    • زائر 24 | 3:41 ص

      شكر

      شكراً للكاتب المتميز ع فضح التكفريين ف مملكة البحرين ولا فرق بين سلفي وأخواني فكلاهما واحد.

    • زائر 23 | 3:03 ص

      لمن تقرأ ياسيد

      لو فيها حليب حلبت
      طبعا العلم الحديث توصل الى تدوير الصناعات والمنتجات التالفة المنيوم حديد محارم ورقية والجماعة نفس الشي مهما ادوسهم وتمسح بهم المرحاض وارضية الحمام يمكن اعادة تدويرهم باسهل مما تتصور
      وابصم لك بالعشر وبالمليون لو يرجع الدوار بتشوفهم واقفين نفس الوقفة

    • زائر 22 | 2:58 ص

      عجبا هل سقطتم أنتم أيضا في الغباء ؟؟

      أراكم تشمتون من الإخوان وأنتم في نفس الغزل وفي نفس الشبكة فالحقيقة الحكومات الخليجة ما صنفت الإخوان على قائمة الإرهاب من أجل سواد عيون من يختلف مع الإخوان ولكن خوفا على كراسيهم من طمع الإخوان في السلطة وهذا الشيء نفس الشيء بالنسبة للوفاق التي تطمع في الحكم أو المشاركة فيه

    • زائر 21 | 2:42 ص

      الاخوان لم يستوعبوا التغييرات والوفاق المعارضة لم تستوعبها بعد

      "الاخوان كانوا يظنون أنهم الابن المدلل للسلطات، ولم يريدوا الاعتراف بأنهم كانوا مجرد مناديل للاستخدام المؤقت" وسيأتي اليوم الذي تجد الوفاق والمعارضة في بريطانيا انها منديل للاستخدام المؤقت بيد جمهورية ايران" ، وهذا حال كل تنظيم يخرج من انتمائه الوطني الداخلي ويتحصن بدول ذات مآرب اخرى اكبر من حجم وتفكير هذه التنظيمات

    • زائر 19 | 2:32 ص

      صح إلسانك ,,,,,,سيد:

      ولم يريدوا الاعتراف بأنهم كانوا مجرد مناديل للاستخدام المؤقت.
      هذا هو الواقع,,,,,,ليس إلا,,,,,,

    • زائر 17 | 1:55 ص

      الصدمة وآثارها

      قوانين محاربة الإرهاب الجديدة في السعودية قلبت الطاولة على رؤوس الفتنه والطائفية واربكتهم واستضافة ضاحي خلفان في تلفزيون البحرين الرسمي رسالة قوية لهم لم يستوعبوها الى الان

    • زائر 16 | 1:51 ص

      الاثنين استغلّوا الاسلام اسوأ استغلال وسخّروه لمصالح خاصة

      الاسلام دين تراحم ومحبة وايثار وقيم رفيعة لم اراها في تصرفات السلف ولا الاخوان ما رأيته هو قتل وتكالب على الدنيا ومصالحها

    • زائر 15 | 1:37 ص

      الحمد لله الذي كشف للعالم حقيقة السلف والاخوان

      هكذا يضرب الله الحق بالباطل فتنكشف للناس وللعالم حقائق الأمور حتى تكون لله الحجة البالغة ولا يكون للناس على الله حجة بان هناك من كان جاهلا او غافلا او مغرر به.

    • زائر 14 | 1:28 ص

      صطاااار

      مقالك يا سيد صطارات على الوش والأفى ..

    • زائر 13 | 1:14 ص

      لمن السيطرة على التربية والتعليم

      حينما يعود منطق الدولة في البحرين ليحيد وزارة التربية والتعليم عن التأثير الأخواني الخاضعة له منذ الاستقلال، حينها فقط يكون كلامك صحيحا

    • زائر 12 | 1:10 ص

      مراقب ...

      لكنهم أيضا قرأوا قصة ابن العلقمي ..

    • زائر 18 زائر 12 | 2:30 ص

      اي وحدة فيهم

      اي قصة تقصد، الألية الي بين فيها انخداع ابن العلقمي صديق الخليفة ووزيره، لو الثانية الي فيها تحليل يدعي ان ابن العلقمي كان عدو للخليفة واتفق مع الغزاة ضده

    • زائر 20 زائر 12 | 2:37 ص

      لا,,,,فلقد جانبت الصواب:-

      لا تقتصر على ابن العلقمي,,,,,و انظر الى المشهد كاملا,,,,,
      فستجده ينطبق على الواقع تمام الانطباق,,,,,بس انتظر

    • زائر 11 | 1:05 ص

      صورة من التأريخ تتكرر لكن القليل ممن يأخذ العبر

      اكتشفوا متأخرين هذه الحقائق المرّة دفعةً واحدة. لم يكونوا قراءً جيدين للتاريخ، ولم يكونوا ليقعوا في هذا المأزق لو كان لهم إلمامٌ وبصيرةٌ بالوقائع، ولو قرأوا قصص أبي مسلم الخراساني...
      أذكرهم بالشعر الذي ألقاه المنصور الدوانيقي على أبي مسلم (القائد العام على جيش المنصور والذي شيد كيان دولته)، وهو صريعاً:
      زعمــت أن الديـن لا يقتضي فاستوف بالكيـــــل أبا مجــرم
      اشرب بكأس كنت تسقي بها أمـــر في الحلق من العلقم

    • زائر 10 | 12:55 ص

      اوووه يابوحسين الله طيحهم عليك

      الصراحة الواحد مايبتلش بك بس فعلا السلف مثل ميسى يتميزون بسرعة المرور من الخصوم وقوة التسديدات هاذى انا وياك اما الاخوان الصراحة تأثروا بثقل خطوات المرشد وعدم مرونتها لكن التقية اتضح انها عادة عند جميع المسلمين بكل مذاهبهم واحنا ظالمين الشيع مساكين

    • زائر 8 | 12:52 ص

      ههههههه

      حلوووووووه لحيته الشريفة،

    • زائر 7 | 12:40 ص

      السلفيون والإخوان

      لقد أثبت السلفيون إنتهازيتهم فهم يريدون الحكم من خلال الحاكم بأي وسيلة من الوسائل بينما الإخوان يريدون الحكم مباشرة .. إنتهازية من جانب وغباء من جانب آخر ..

    • زائر 6 | 12:00 ص

      سيد هاليومين انا مرتاح حدي

      اول شي تم فضح الدواعش عندنا ثانيا تم وضع الاخوان على قائمة الإرهاب لدى الشقيقة الكبرى السعودية ثالثا فضح التونسي اهداف التمويل من قبل نوابنا لقصور الشام الإرهابية ورابعا تهديم خيام تجمع شرفاء الوطن في البسيتين وبعد هناك زيادة وان كانت خارجية وهي تحطيم الجيش العربي السوري للدواعش والإرهابيين في يبرود هاليومين سيد نومي هني ومريح وامشي ياسيد على برد. والمقصود فيها على جانب ودائمة افرحنا انشاء الله

    • زائر 9 زائر 6 | 12:54 ص

      حبيبي انت

      احلى كلمتين عجبتني فيك:
      مرتاح حدك
      وتمشي على برد

    • زائر 5 | 11:53 م

      الظاهر وقعت البرامكة صايرة لهم الاثنان من طينة واحدة

      من جهتي اتمنى ان أجوف ذلك اليوم الاسود فيهم سلفنا واخواننا فهم لم يقتصروا فينا تحريضا وتشديدا للعقوبة المغلطة تخصيصا لنا المختلفين عقائديا معهم من باب الحقد والانتقام وانا كما أراها الان حاضر أمامي من مشاهد فانه انتقام الهي اتمنى ان تعيشه ليذيقوا ما فعلوه بنا عجيب امر الزمن الاخوان في انتكاسة والسلف في فضايح وشكرا لك أيها التونسي الشريف وان تلطخت يدك باابرياء فلقد فضحت ممولي الإرهاب لدينا

    • زائر 4 | 11:20 م

      هذا الباب على هذي الخرابةً

      بصراحة كلهم نفس الشي إرهابيون تكفيريون طائفيون ولا مجال للتهرب والنائب الذي ذكرته كل شي موثق عن دعمه للإرهاب في سوريا بس الجبان اذا حقت حقائقها يتهرب من أفعاله المشينة وشكرا لك يا سيد يا فاضحهم

    • زائر 3 | 11:15 م

      لا السلف أذكياء ولا الاخوان أغبياء انهم من تركيبة واحدة

      خطوة السعودية للإرهاب خلطت الاوراق وبالذات للإخوان المسلمين وايضا بالنسبة للسلف وأقول العالم يعرف حقيقة ومنبع الإرهاب فلذلك اختلطت الاوراق لينقد نفسه من يحس بانه غارق لكن من محاسن الصدف واللطف الرباني هو اعترافات الجهادي القاعدي الذي تم تمويلهم من قبل المعاودة ومراد فان توابع زلزالها ستستمر طويلا وستدفعهم الثمن خاصة وانهم من تفاخر بما قاموا به وخاصة وقفت ذلك الارعن وهو مكتف اليدين لكانه ساحر الفانوس نحمد الله على هذه اللحظات

    • زائر 2 | 11:07 م

      انا اختلف معك سيدنا بخصوص سلفي البحرين هم لم يلعبوها صح

      سيد ماحلت المعاودة ومراد وذاك القاضي مادري ويش اسمه او الغرير وهم لدى صقور الشام ورجعوا يتفاخرون ومثل ما ذكرت بان المعاودة تبرأ من أفعاله في مقالتين بس ان اجوفها سيدنا متأخرة بعد اعترافات التونسي الخطيرة وذكره بالاسم المعاودة ومراد وأقاموا به من تمويل وماهي اهداف التمويل تسليح قتل هدم للمساجد إشعال فتنه طائفية ولذلك الحكومة السورية تطلب رقابهم عشنا وجفنا تورطهم قاري النظر

    • زائر 1 | 10:23 م

      مصالح

      لكن ومع ذلك عين وزير منهم في حكومة البحرين .. لانها في الأخير كلها مصالح ..!!

اقرأ ايضاً