العدد 4213 - الخميس 20 مارس 2014م الموافق 19 جمادى الأولى 1435هـ

المتابعة الدقيقة لعلاج السكري تؤمِّن الحماية للبصر

فيصل جعفر المحروس comments [at] alwasatnews.com

طبيب استشاري وباحث في أمراض السكري

من بين المضاعفات الخطيرة لمرض السكري تأثيره على البصر الذي قد يصل ـ مع الإهمال ـ إلى العمى. وإن أغلى نصيحة يمكن أن يقدمها لمريض السكري لكي يحافظ على سلامة عينيه هي الاهتمام بحالة السكر نفسها، ومتابعة العلاج بدقة، «»وبذلك تحمي نفسك وجسمك كله من مضاعفات هذا المرض التي يمكن اكتشافها في مراحلها المبكرة عن طريق الكشف الدوري»»، كما يقول.

- ما مدى تأثير مرض السكر على العين؟

- في الواقع، إن لمرض البول السكري علاقة وثيقة بالعين، ولكن تأثر العين به ليس بالشيء الخطير ولا يدعو إلى القلق. وغالباً ما يلازم البول السكري مريضه لسنوات عدة من دون أن يكون له أثر ظاهر في العين إذا كان المريض ملتزماً بالعلاج، ومتبعاً الرجيم الغذائي، ومحافظاً على وزن الجسم في الحدود المعقولة.

إن حدوث نزيف دقيق وارتشاح في شبكة العين يشير لبدايات تأثير مرض السكري على العين. ويحدث هذا في أوائل مراحل المرض. ولكن مع عدم الانتظام في علاج السكري تحدث تغيرات خصوصاً في جدران الأوعية الدموية وفي الدم نفسه، تؤدي إلى زيادة النزف والارتشاح، وتتكون نتيجة لذلك تورمات ميكروسكوبية في الأوعية الدموية. وقد تنزف هذه الأوعية نزيفاً بسيطاً لا يؤثر على النظر. وقد يكون النزيف كثيراً فيدخل في الجسم الزجاجي فتعتم الرؤية، ويقل النظر كما لو كانت هناك بقعة من الدم على زجاج النظارة.

في أول الأمر يمكن أن يمتص هذا الدم ويزول بالعلاج والراحة ويعود النظر. ولكن إهمال العلاج وعدم ضبط السكر يؤديان إلى حدوث النزيف مرة أخرى. ويؤدي تكرار ذلك إلى تلف الجسم الزجاجي الذي يشد على الشبكية وقد يفصلها عن مكانها.

ما هي الأعراض البارزة لمضاعفات السكر على العين؟

- قد يشكو مريض السكري من استعداد العين الزائد لظهور الدمامل بالجفون أو الأكياس الدهنية، ويعتبر هذا من المضاعفات البسيطة التي من السهل علاجها.

وما أخطر المضاعفات على الرؤية؟

- لا يعني ظهور الارتشاح والنزف الصغير من الشبكية حدوث الكارثة، إلا أن هذا الظهور يعتبر إنذاراً للمريض بأن يسارع إلى علاج المرض الأصلي بمنتهى الدقة والحزم. وطالما كان ذلك في وقت مبكر، فإن تغيرات الشبكية قد تنحسر ولا تؤدي إلى تدهور الإبصار كما هو الحال إذا أهمل العلاج. وقد أضاف ظهور الوسائل الحديثة في العلاج بالكي الضوئي وأشعة الليزر وجراحة الجسم البلوري أملاً جديداً لمرضى الشبكية الناتج عن البول السكري.

كيف يمكن تشخيص الحالات المرضية المصابة بضرر في العين؟

- يمكن تشخيص هذه الحالات في وقت مبكر من الإصابة بالسكري بواسطة تصوير قاع العين بصبغة الفلوريسين. والعلاج المتفق عليه حتى الآن لهذه الحالات هو أشعة الليزر التي توجه نحو الخلايا التالفة في الشبكية لتدميرها، فتصبح كمية الدم في الشريان الواصل للشبكية كافية لتغذية المنطقة المركزية لها، وهي المنطقة المهمة للبصر. أما عن الأعراض الأخرى في العين، فربما تكون ناتجة عن تغير في انكسار العين نتيجة لارتفاع نسبة السكر أو هبوطه في الدم، وبالتالي بأغشية العين.

وقد يشكو المريض من خلل في الرؤية لفترات قصيرة، ونتيجة لذلك يحتاج إلى استعمال نظارة طبية. وهنا تكون النصيحة بتأجيل استعمال النظارة حتى يستقر مستوى السكر في الدم.

هل تشكّل العمليات الجراحية في العين خطراً على المريض؟

- يلزم لمريض السكري المقبل على عملية بالعين ـ المياه البيضاء أو الزرقاء ـ عناية زائدة للوقاية من التلوث. وهذا أيضاً لم يعد مشكلة في عصرنا لوجود الأدوية القوية المضادة للتلوث والالتهابات. ونادراً ما يتعرّض مريض السكري لضعف في إحدى عضلات العين الخارجية يصاحبه ازدواج في الرؤية، وهذا أمره هين طالما هناك رعاية وعناية بعلاج السبب الأصلي ألا وهو البول السكري.

أما عن الماء الأبيض أو الكتاركتا، فقد تصيب مريض السكري مبكراً عن المعتاد. ولا يختلف هذا النوع عن كتاركتا الشيخوخة في شيء رغم التبكير بحدوثه، ويمكن علاجه بالجراحة وهي عملية مضمونة النتيجة في ظل التقدم المذهل في جراحة العين.

أما إذا كان ظهور السكري في مقتبل العمر، فإن احتمال حدوث الماء الأبيض في سن مبكرة قليل، وإذا عولج البول السكري بحزم ربما وقف تقدم الماء الأبيض في العين، وإلا فينبغي اكتمال حدوث الماء الأبيض ثم إجراء عملية جراحية لسحبه من العين.

أما عن الماء الأزرق مع البول السكري، فنسبته ليست كبيرة (مقارنة بالماء الأبيض) في الأشخاص العاديين. ويتم علاجه إما بالقطران أو بالجراحة. وتجدر الإشارة إلى أن استخدام أشعة الليزر بحرص شديد في جراحة الماء الأزرق خصوصاً في مرض البول السكري تساعد على تلافي حدوث النزيف، وهو الشيء الذي يخشاه الجراحون بالنسبة لمرض السكري، خصوصاً وأن نتائج علاج الماء الأزرق بأشعة الليزر مازالت أقل من مثيلتها، وهي الجراحة التقليدية.

هل يؤدي مرض السكري إلى ضعف في الرؤية؟

- قد يؤثر مرض السكري في قوة العين وقدرتها على الرؤية من دون مضاعفات خطيرة على العين، وغالباً ما يكون هذا التأثير مؤقتاً، فهو يحدث فقط عند زيادة نسبة السكر في الدم، ثم تعود الأمور إلى طبيعتها عند ضبط هذه النسبة وعودتها إلى المستوى العادي.

وتتأثر قوة الإبصار عندما يرتفع مستوى السكر في الدم وبتأثر مستوى الأملاح والمعادن في خلايا الجسم، وهذا يحدث للأنسجة الموجودة داخل مقلة العين، وخصوصاً للعدسة التي تنظم مرور أشعة الضوء لإسقاطها على الشبكية لتحرير الأجسام وظهور الصورة بوضوح. وتكون هذه التغيرات عادة لفترات قصيرة حتى يستعيد مستوى السكر وضعه الطبيعي فتتحول قوة الإبصار إلى الوضع الطبيعي.

هل يمكن منع تأثير مرض السكري على العين؟

- لا يظهر أثر مرض السكري في العين إلا بعد فترة طويلة لا تقل عن عشر سنوات أو حتى خمس عشرة سنة. وفي هذه الحالة، ليس المهم شدة المرض ولكن طول فترة الإصابة به. النصيحة هنا هي العلاج المبكر والمستمر لمرض السكري، حيث يحد هذا العلاج من احتمال تأثير المرض في العين.

هل يمكن علاج مضاعفات المرض على العين؟

- يمكن علاج بعض المضاعفات التي تصيب العين نتيجة الإصابة بالسكري. فمثلاً إذا أصيب مريض السكري بالكتاركتا (الماء الأبيض) يمكن أن تجرى له عملية مع اتخاذ احتياطات معينة.

وفي كل الحالات، يجب السيطرة على مرض السكري نفسه أولاً قبل محاولة الحد من خطورة المضاعفات التي يحدثها. ويعتمد نجاح الطبيب في إنقاذ العين على مدى ما وصلت إلية شدة المضاعفات، فكلما كان علاج هذه المضاعفات مبكراً كان نجاح الطبيب في مهمته كبيراً.

إقرأ أيضا لـ "فيصل جعفر المحروس"

العدد 4213 - الخميس 20 مارس 2014م الموافق 19 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 6:10 ص

      حرسك الله ياولد المحروس

      دكتورنا الغالي هل توصل الطب الحديث لعلاج مرضى العشى الليلي وهل يمكن مساعدتي في هذا الموضوع مع الشكر

اقرأ ايضاً