العدد 4217 - الإثنين 24 مارس 2014م الموافق 23 جمادى الأولى 1435هـ

تجريم العمل السياسي بطرق ملتوية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في مرحلة ما قبل العام 2001 كان العمل السياسي خارج إطار الحكومة يُعتبر جريمة يعاقب عليها القانون، وذلك بحسب التفسير الذي كان معمولاً به منذ إصدار مرسوم بقانون أمن الدولة في منتصف السبعينات. بعد العام 2001 كان هناك نوع من التردد في إفساح المجال للعمل السياسي، وكان هناك من يحبذ اعتماد النهج الكويتي الذي يتغاضى عن العمل السياسي، بمعنى أنه يسمح له بصورة غير رسمية، من دون قانون يمنع أو يفسح له المجال.

غير أن الفكرة البحرينية تطورت إلى شيء أقل من العمل السياسي المعتمد في أنحاء العالم، وبدلاً من السماح للأحزاب السياسية تم اختراع مصطلح الجمعيات التي تنشغل بالسياسة من دون أن تشتغل بها. وعلى الرغم من رفض الناشطين على الساحة لهذا المفهوم، إلا أن ما هو معمول به من الناحية العملية كان منعاً لهذه الجمعيات من العمل كأحزاب سياسية لها برامج محددة للوصول إلى مواقع القرار.

لاحقاً بدأت السلطات تتضايق من الجمعيات السياسية «التي صدقت نفسها» وبدأت تتحرك وكأنها أحزاب سياسية، ولاسيما أن بعض المسئولين دأب على التصريح بأنه لا فرق بين الحزب السياسي والجمعية السياسية، وأن الاختلاف يكمن في التسمية فقط. غير أن هذا اصطدم بالواقع، وبدأت جهات نافذة تعلن الطوارئ كلما نظمت جمعية مؤتمراً وكأنها حزب سياسي في أي بلد آخر، وأصبحت الحالة أقرب إلى الخيال، إذ كانت هناك اتهامات بأن مؤتمراً سنوياً عُقد في مطلع 2010 لجمعية سياسية وكأنه يمثل تهديداً عظيماً لأمن الدولة.

بعد العام 2011 انهالت التشريعات بصورة متسرعة من كل جانب وذلك من أجل تجريم كل خطوة وكل نشاط يقوم به أي شخص وتقوم به أي جمعية، وأصبحت الحالة الآن تقترب شيئاً فشيئاً من وضع ما قبل 2001، مع فرق بسيط وهو أن مرسوم بقانون أمن الدولة كان واضحاً ويحتوي على مواد قليلة جداً واستطاع أن يمنع ويجرم كل النشاط السياسي. أمّا الآن فإن التشريعات تصدر من كل جانب وبمئات المواد، وهي «تلف وتدور» وتصل في نهايتها إلى نقطة تقترب من تجريم العمل السياسي. نأمل أن لا نفقد مكتسبات ما تحقق في 2001، والطموح كان يحدونا بأن تتطور فكرة الجمعيات السياسية إلى أحزاب حقيقية، ولا نصل إلى مرحلة تجريم العمل السياسي بطرق ملتوية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4217 - الإثنين 24 مارس 2014م الموافق 23 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 4:41 ص

      كمن يقدم لك ورقة من غير قلم ويقول لك هذا ما لديك حسناً

      هناك من يصطدم مع الحقائق ومسيرة الشعوب ومطالبها وهو ما يأخر نمو البلد وينسف كل سبل التطور والارتقاء.

    • زائر 10 | 3:04 ص

      يا دكتور

      انتم في الوسط تتكلمون عن الحلول للمشاكل وتحليل المواضيع ، واكاد اجزم ان الوسط الوحيدة التي تتكلم عن ذلك ، اما الباقين حينما تقرأ لهم لا تقرأ الا استفزاز وتحريض وشتم وتتعجب من اناس كانوا في يوم من الأيام لا دينيين واليوم حاملي لواء الدين عنوة طبعا ولمآرب في انفسهم ليشفوا غليل حقدهم تقرا المقال او التقرير من اوله الى اخره ( احكموا على فلان واعدموا علان وارهاب وفرس ومجوس واخرجوهم من البلد وايران ) وبعدين ؟؟؟ لا تخرج بنتيجة غير انك تتيقن بأن البلد لن تصلح ما دام الئك هم المقربون من المسئولين .

    • زائر 6 | 1:56 ص

      بعد التعتيم تكميم

      جاء الآن دور تكميم الافواه وبالقانون : كل شيء بالقانون / القانوني الذي ينتقى وينتقي القانون الذي لا يطال البعض والقانون الذي يجيّر والقانون الذي يحوّر

    • زائر 5 | 1:24 ص

      بمعنى صريح سوف يلوون القوانين ويطوعونها وفق مزاجهم وارادتهم؟

      ما نراه ونسمعه ونلمسه على ارض الواقع هو التلاعب وفق القانون؟ وهذا يعني تحوّير القوانين والتلاعب بها لتتناسب مع مصالح البعض؟ وهذا سيكون اسوأ مما كان حين يصبح القانون هو الآلة والأداة لإسكات الناس من رفع عقيرتهم بظلامتهم
      الهدف هو خنق الاصوات لكي يتم الظلم والقتل والسجن على الصامت

    • زائر 4 | 12:08 ص

      يعني المشروع الإصلاحي إكس بايرد..

      الآن فإن التشريعات تصدر من كل جانب وبمئات المواد، وهي «تلف وتدور» وتصل في نهايتها إلى نقطة تقترب من تجريم العمل السياسي. نأمل أن لا نفقد مكتسبات ما تحقق في 2001 ...

    • زائر 3 | 11:16 م

      أيضاً

      يتم تجريم التظاهر عبر اعتقال مرددي الشعارات والمخطرين عنها وبعد ذلك يقولون نحن بلد متحضر وديمقراطي والقانون لا يريد غير إخطار.. ويتم السماح للمظاهرات بدون موظفي الحكومة والشركات الكبرى والعسكريين يعني بدون متظاهرين.. وغيرها من مهازل بعض القوانين

    • زائر 2 | 10:42 م

      قولها صريحة يا دكتور

      يعني تبي تقول ظلم بقانون

اقرأ ايضاً