العدد 4218 - الثلثاء 25 مارس 2014م الموافق 24 جمادى الأولى 1435هـ

محاولة إسكات «تويتر» أتت بنتائج عكسية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الحرب على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) في (21 مارس / آذار 2014)، وهدَّد بحظر مواقع أخرى إذا أضرَّت بـ «المصالح القومية» لبلاده. كما توعّد أردوغان بـ «اجتثاث تويتر من جذوره»، وأنَّه لن يهتمَّ بانتقادات وسائل الإعلام الدولية، ولا يهمه من يكونون، ولن يصغي لهم، حتى لو وقف كلُّ العالم ضده. غير أنَّ من ضمن الذين انتقدوه الرئيس التركي عبدالله غول الذي أعـرب عن أملـه بـ «ألا يستمرَّ هذا الوضع طويلاً».

الرئيس التركي ردَّ على رئيس وزراء بلاده «كما قلتُ مراتٍ عدة في السابق، في الواقع، من المستحيل حجبُ الوصول بشكل تامٍّ إلى المنصَّات الاجتماعية مثل تويتر». وفي الواقع فإنَّ أردوغان يشعر بالضَّعف منذ أنْ عصفت بحكومته سلسلة من الاتهامات بالفساد والرشوة ظهرت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي وأجبرت أربعة من وزرائه على الاستقالة، كما سرَّبت مواقع التواصل الاجتماعي سلسلة من التسجيلات تتضمن أحاديث خاصة لأردوغان تربطه بقضايا الفساد التي تشغل الرأي العام التركي.

وبحسب البيانات التي تحلل تدفق المعلومات على شبكة الانترنت، فإنَّه ومنذ إعلان الحظر على «تويتر» فقد زادت التغريدات التي تتحدث عن الوضع بمقدار 40 في المئة، كما انتشرت صورة تُظهِر أردوغان وقد غرز أسنانه في الطائر الأزرق الذي يُعدُّ رمزاً للشبكة الاجتماعية.

الحرب على «تويتر» كشفت انقساماً داخل حزب العدالة والتنمية، كما أنَّ ردَّ الفعل المبالغ فيه لرئيس الوزراء أظهر ضعفه بعد 12 عاماً من رئاسته الحكومة التركية، إذ إنَّ قوته تعتمد على إثبات قدرته على مكافحة الفساد، وليس على قمع الحريات. كما أنَّ مكانة تركيا التي كانت تحظى بها في بداية الربيع العربي أصبحت من الماضي.

لقد شبَّه أحد كتاب الأعمدة في صحيفة «التايمز» البريطانية قرار أردوغان تصفية «تويتر» بالقرار الذي أصدره موسيليني عندما قرَّر ذات مرة أن يضيف إلى مشاريعه الفاشلة زراعة الذرة في إيطاليا، لكنَّ الطيور الكثيرة في المنطقة التي استهدفها نزلت على البذور وأكلتها قبل أن تنبت الذرة، فما كان من موسيليني إلا أنْ ضرب بقبضة يده على الطاولة وأصدر أمراً بقتل جميع الطيور... لكن، كما هو متوقع، لم يستطع قتل جميع الطيور التي استمرَّت في حياتها، وهو المصير الذي لاقاه قرار تصفية تغريدات «تويتر».

إنَّ التباهي بالقدرة على مواجهة «تويتر» قبل الانتخابات البلدية المقرَّرة في (30 مارس) ربما يقصد منه التقليلُ من آثار الفضائح التي يتم تسريبها عبر موقع التَّواصل الاجتماعي، لكنَّ الواقع أثبت عدم قدرة الحكومة على منع ذلك، بل إنَّ الخطوة حشرتها في زاوية ضيِّقة. إنَّ محاولة إسكات «تويتر» أتت بنتائج عكسية بسرعة؛ وذلك لأنَّنا نعيش في عالمٍ اختلف عن الماضي عندما كانت الحكومات تحتكر المعلومات.

شخصيّاً، وعندما سمعت بقرار منع «تويتر» قبل أيّامٍ كتبت تغريدة ذكرت فيها: «تركيا تمنع تويتر في 2014. الدولة العثمانية حرَّمت المطبعة على المسلمين بين 1483 و1729 بحجة أنَّ الطباعة ستحرِّف كلام الله»، والمقارنة في محلها؛ لأن الدولة العثمانية كانت في أوج قوَّتها عندما حرَّمت المطبعة، لكن ذلك كان من أسباب انحدارها آنذاك في مقابل القوى الأوروبية التي نهضت متسلحة بالعلوم الحديثة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4218 - الثلثاء 25 مارس 2014م الموافق 24 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 10:40 ص

      شكرا

      وفقت فيما كتبت

    • زائر 5 | 1:41 ص

      أبوعلاء

      ليس فقط إسكات التويتر يا دكتور يأتي بنتائج عكسية بل حتى القمع وإستخدام القبضة الأمنية والزج بالأبرياء في السجون بعد تعذيبهم وتلفيق التهم لهم والإستهداف الطائفي والإقصاء. كل ذلك يأتي على منتهجه بالنتائج العكسية.

    • زائر 4 | 1:34 ص

      امنية

      اتمني ان يقرأ اردوغان المقال.

    • زائر 3 | 1:08 ص

      ويش فيه خررف هدا؟

      معقوله وصل لهلمستوى من الهلوسه يريد حجب توتر!!؟ جي يفكر في اي عصر قاعد! العالم ويم وهو وين ، اعتقد مثل ما قلت يا دكتور هو يعمل هكذا لوجود ضعف فيه داخليا ويتخبط هنا وهناك.

    • زائر 2 | 12:16 ص

      عبد علي البصري

      كثيرا ما كان ينادي بالديموقراطيه , ويحارب من اجلها كما وقف في وجه السيسي وحكومته عند الانقلاب على مرسي وحكومته , ومساعدته لللجماعات الارهابيه في سوريا , بغطاء دعم الدموقراطيه في العالم , انكف الستور وبان المثل حمار في برثن اسد

    • زائر 1 | 10:26 م

      في الطريق لمزبلة التاريخ

      متصفح انتهازي غير صادق ارجع لتصريحاته عن البحرين ولمواقفه مع سوريا والجوار وانظر له حاليا تراه لا يختلف مع الدكتاتوريين في اي مكان نقل تركيا للإمام والآن يسير معها للانحدار ومشروعه الإخواني

اقرأ ايضاً