العدد 4228 - الجمعة 04 أبريل 2014م الموافق 04 جمادى الآخرة 1435هـ

ازدحامات المنامة «تُميت» سوق الأقمشة

للأقمشة المعروضة في سوق المنامة الشعبي بريق خاطف وخصوصاً مع تباين القطع أو ما يسمى بـ «الطاقة» في أشكالها ونقوشها فهناك «السادة» وهناك «المشجّر» وهناك «الزري» وغيرها.

ولكن يبدو أن هذا الطريق الملون الممتد على جانبي شارع المتنبي قد فقد جزءاً كبيراً من تأثيره على الزبائن، فغالبية الدكاكين باتت خالية إلا من المتفرجين وملتقطي الصور، فسوق الأقمشة عبارة عن دكاكين ضيقة ومتلاصقة ومتقابلة.

وأبدى التجار استياءهم من الركود العام وعزوف الزبائن، حيث أجمعوا على أن التخطيط السيئ لسوق المنامة وأزمة المواقف يشلان حركة السوق، ما يؤدي إلى نفور المشترين من ارتياد محلات المنامة، فالزبون يبحث عن الراحة وليس مضطراً للحصول على مخالفة أو تهشيم سيارته مقابل التسوق لديهم. (التفاصيل ص4)


ازدحامات المنامة «تُميت» سوق الأقمشة...والتجار: «أزمة المواقف» وراء الركود التجاري

المنامة - نور عقيل

للأقمشة المعروضة في سوق المنامة الشعبي بريق خاطف خصوصاً مع تباين القطع أو ما يسمى بـ «الطاقة» في أشكالها ونقوشها فهناك «السادة» وهناك «المشجر» وهناك «الزري» وغيرها.

وتتعدد الأسماء فبعضها ينسب لمكان استيراده مثل الياباني «الجاباني» الصيني «الجيناوي»، أو تبعاً لنوعيته مثل الستن والكودري المفضل لنساء البحرين لخفته، والمخمل، والشيفون.

وبعض الأقمشة تحمل ألقاباً طريفة مثل «سطع لمع» و «مجنن بنات التجار»، «شعر شادية» وأسماء أخرى تبدو مألوفة على ألسنة البائعين.

ولكن يبدو أن هذا الطريق الملون الممتد على جانبي شارع المتنبي قد فقد جزءا كبيرا من تأثيره على الزبائن، فغالبية الدكاكين باتت خالية إلا من المتفرجين وملتقطي الصور، فسوق الأقمشة عبارة عن دكاكين ضيقة ومتلاصقة ومتقابلة. بحيث لا يمكنك أن تفرق بين «طاقات» هذا المحل ومن بجانبه، إلا من خلال الباعة الذين يفصلون بين محلاتهم ويحاولون جذب الزبائن المارة المحشورين في زقاق بالكاد يسمح بمرور سيارة واحدة فقط.

ويعتبر سوق البز كما سُمي قديماً من أقدم الأسواق في المنامة وجزءا مهما من الموروث الشعبي. وتعني كلمة البز القطن أو الكتان. ويُسمّى تاجر الأقمشة «بزاز» حيث اشتهرت عوائل عديدة في المجتمع البحريني بتجارة البز ومنها عائلة الخاجة، العرادي، طرادة، ومازالت تلك العوائل تحتفظ بمحلاتها في وسط السوق رغم تغيرات الزمن وتقلبات الأسواق والأذواق.

التجار: تعبنا من الكلام... ولا حياة لمن تنادي

وخلال تواجد «الوسط» في المنامة، التقت بعدد من التجار في محلاتهم العريقة حيث تعود بعض المحلات إلى المئة عام وبعضها إلى الثمانين عاماً، فيما بدأ العمل في البعض الاخر منذ السبعينيات والستينيات من القرن الماضي.

وأبدى التجار استياءهم من الركود العام وعزوف الزبائن، حيث اجمعوا على أن التخطيط السيئ لسوق المنامة وأزمة المواقف تشلان حركة السوق، ما يؤدي لنفور المشترين من ارتياد محلات المنامة، فالزبون يبحث عن الراحة وليس مضطراً للحصول على مخالفة أو تهشيم سيارته مقابل التسوق لديهم.

الخاجة: الإهمال الرسمي وراء عزوف الناس

وفي سؤالهم عن تأثير المجمعات التجارية كمنافس قوي للأسواق الشعبية، قال تاجر الأقمشة أسامة الخاجة: «المجمعات جزء من النهضة العمرانية والسياحية وهي رمز لتطور البلد وانتعاشه الاقتصادي، إلا أنني لا ارى انها تؤثر على المنامة كسوق شعبي له مميزاته الخاصة وجوّه المختلف، إلا أن الاهمال الرسمي لسوق المنامة وتهميشه عمرانياً أثرا على اقبال الناس، وليس افتتاح المجمعات رغم تمسك كثرة من الزبائن الأصليين».

وأضاف الخاجة أن «مشكلة المواقف تتحول لأزمة أمام لا مبالاة من المسئولين، وقد عاصر آباؤنا هذه القضية وعملوا لحلها ولكن لا حياة لمن تنادي، الحل في ايديهم وهو سهل وغير مكلف، ولكن يبدو ان المنامة تقع خارج دائرة النهضة والتطوير، لكن المنامة الجميلة لا تموت وستبقى رغم كل شيء».

العرادي: التسويق على الانستغرام أفاد المحل

واتفق التاجر حسين العرادي - الذي عمل في سوق الأقمشة منذ السبعينيات - مع الخاجة في أن «مشكلة المواقف مستعصية منذ عشرات السنين مقابل صمت غرفة تجارة وصناعة البحرين وبلدية المنامة».

وقال: «إن معدل الزبائن انخفض لأكثر من 60 في المئة بعد افتتاح المجمعات التجارية واعتماد الناس على الملابس الجاهزة». وعن البيع بيّن العرادي أنهم يعتمدون على أقمشة السهرات والحفلات، حيث لايزال هناك من يفضل سعر القماش على سعر الفساتين الجاهزة غالية الثمن، إذ ان 95 في المئة من الطلب على قطع الفساتين والجلابيات بالإضافة لقطع المدارس (المراييل)».

وعن الأساليب المستحدثة للتأثير على الزبون، بيّن العرادي انه اتجّه للتسويق الالكتروني عبر الانستغرام لعرض القماش الجديد والمميز، وقد لقي ذلك قبولاً وتجاوباً سريعاً وأثر بشكل كبير على حركة الطلب.

وخلال تجول «الوسط» في المنامة، التقينا بتاجر مُسن من أصول هندية أخبرنا بأنهم يعملون في القماش منذ الستينيات، ويدير محلات «عباس علي محمد وأولاده» وقد اختصر المشكلة في بضع كلمات، وهي «شغل خفيف... موديل ما يمشي... نفر يشتري جاهز».

فلاح حسن: قلصنا عدد محلاتنا

أما تاجر الأقمشة فلاح حسن، فقد اعتبر حالة الركود، «الصفة السائدة على السوق منذ افتتاحه للمحل في التسعينيات».

وعزا ذلك إلى أن الزبون يشتري «راحته» أولاًً وأخيراً، ومع معوقات السوق فإن الزبون يتجه للحل الأسهل المتمثل بالمجمعات بخيارات الترفيه والمواقف الآمنة.

وأكد حسن أن «مجال سوق الأقمشة ليس تنافسياً، فالأسواق الشعبية لا تنافس المجمعات والعكس، بل هناك دائماً شريحة معينة يستهدفها كل منا ويعتمد عليها».

وأضاف أن «المنامة لها روّادها رغم مصاعب التسوق والوصول بسبب تنوّع محلاتها مقابل قلة محلات القماش في قرى البحرين».

وعن عقدة المواقف بيّن أنه يلجأ لعدة حيل منها خدمة التوصيل المجاني عن طريق الاتصال ليعفي زبائنه من الزحام والتعطيل، وأحياناً يقوم بنقل الطلب لسيارة الزبون عندما يستعصي عليه الوصول.

وتابع أن الطلب يكثر قبل المناسبات الدينية المختلفة وقبل افتتاح المدارس، لكن قلة الطلب قلصت محلاتنا من أربعة فروع إلى فرعين فقط.

وعن مشاكل السوق، أوضح أن «هناك لجنة متابعة مع غرفة التجارة والصناعة غير انها غير فعّالة إطلاقاً ولم تخدم أصحاب المحلات، أما وزارة التجارة فوصفها بأنها تصدر القرارات على الورق فقط».

وانتقد كثرة اعطاء السجلات التجارية لمحلات الأقمشة، وأشار إلى أن «تلك الخطوة لا تخلق مجالاً تنافسياً، بقدر ما تقتل السوق».

واتفق معه صادق العرادي - الذي يدير محلاً يعود عمره للستينيات - حيث أشار إلى أن «السوق مذبوح، وإعطاء السجلات لمن ليس لديه خبرة في الحرفة يذبحه أكثر، وخصوصاً العمّال الأجانب».

وأجمع التجار على أن «الأجانب والوفود السياحية لا تخدم السوق من ناحية اقتصادية فهم مكتفون بالتجوال والمشاهدة والتقاط الصور، كما انهم مشغولون بالتعرف على الفلكلور الشعبي أكثر من التسوق، ولا يشترون شيئا يذكر إلا بعض التذكارات البسيطة فنحن لا نعتمد عليهم على الإطلاق».

زبونات: لا غنى

عن المنامة

والتقت «الوسط» بعدد من النساء من قرية النعيم في محل الأقمشة، حيث ابدين تمسكهن بهذه المحلات على رغم تطور محلات الألبسة الجاهزة وافتتاح المجمعات، إلا أنه في بعض المناسبات لا غنى عن المنامة.

حيث قالت احداهن ان قطع الملابس المدرسية لا تتوفر بالجودة المطلوبة إلا في سوق المنامة.

وذكرت أخرى أنها تفضل تفصيل الملابس واختيار القطع بنفسها فذلك يعطيها الخيار لضبط القياس و «الموديل» والتأكد من جودة القماش والإشراف على خياطته.

وقالت أخرى: «اللي يجي بسرعة يروح بسرعة، وأنا أفضل أن أتعب في شراء القماش مقابل بقائه لفترة أطول كي لا أخسره».

أما إحدى المتجولات، فأجابت «والله لو لم نكن نشتري أقمشة المدارس من أقمصة ومراييل لهجرناها كغيرنا».

ويُلاحظ بين الباعة والزبائن علاقة معرفة وثيقة فيخصم و «يراعيهم» في السعر بشكل عفوي قبل أن يطلبوا لأنهم زبائنه، كما يخبرهم عن الجديد في نوعيات البضاعة التي يفضلونها عادة، وذلك يعود لقلة المستهدفين من المشترين فالزبائن عادة وجوه مألوفة وأذواق معروفة ونفوس لم يغيرها الزمن ولم تهجر أزقة المنامة الملوّنة.

سوق الأقمشة في المنامة تعاني من تراجع الإقبال عليها
سوق الأقمشة في المنامة تعاني من تراجع الإقبال عليها

العدد 4228 - الجمعة 04 أبريل 2014م الموافق 04 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:12 ص

      كلها اسباب باطلة وغير حقيقية

      الى يبي يروح سوق المنامة يشترى ما يهمه مواقف سيارات او غيره اكو انا اروح مع العيال اتسوق فى سوق المنامة اوقف سيارتى عند البلدية او في مواقف السيارات او عند المجمعات والفرقان عادى وكل يوم اروح القهوة الشعبية ماعندي مشكلة مواقف .اتركوا عنكم المبررات الباطلة, المشكلة اسباب اقتصادية او فتحت دكاكين بالقرب من سكن المواطنين وسوق المنامة ماتختلي من الزبائن والمعروض في سوق المنامة موجود فى كل مكان . ويوم الجمعة العصر زحمو زحمة زحمة الا مايشترى يتفرج .يوم الجمعة تعويض عن اسبوع

    • زائر 2 زائر 1 | 9:50 ص

      محمد الموسوي الكويت

      انا محب للمملكه البحرين و اهلها و اعشق سوق المنامه و القهوه الشعبيه وماعندي اي مشكله للمواقف السيارات

اقرأ ايضاً