العدد 4236 - السبت 12 أبريل 2014م الموافق 12 جمادى الآخرة 1435هـ

مؤتمر «التوعية» للعمل التنموي يوصي بإنشاء اتحاد للجمعيات الخيرية

الغريفي: العمل الخيري طريق للدعوة إلى الله...

مؤتمر العمل التنموي طالب بالعمل الحثيث على ترسيخ العلاقة بين العمل الخيري ومؤسسات وهيئات الدولة - تصوير : محمد المخرق
مؤتمر العمل التنموي طالب بالعمل الحثيث على ترسيخ العلاقة بين العمل الخيري ومؤسسات وهيئات الدولة - تصوير : محمد المخرق

أوصى المؤتمر التنموي للعمل الخيري بالسعي مع المؤسسات الرسمية لإنشاء اتحاد للجمعيات الخيرية، مشدداً على أهمية نقل العمل الخيري إلى العمل التنموي، وإنشاء رابطة إسلامية وطنية للعاملين والمهتمين بالعمل الخيري. ودعا المؤتمر الذي نظمه مشروع الخير للجميع بجمعية التوعية الإسلامية، وأقيم بمقر الجمعية في الدراز صباح أمس السبت (12 أبريل/ نيسان 2014) وتضمن عدداً من الأوراق والمشاركات من قبل نخبة من الباحثين وعدد من ممثلي الجمعيات والجهات الخيرية إلى «وضع لوائح داخلية منظمة للجمعيات الخيرية تراعي الأبعاد الشرعية لعمل تلك الجمعيات».

وشدد في بيانه الختامي على «الاهتمام بالتدريب وصقل الكوادر من الشباب والشابات وحثهم وتشجيعهم للمشاركة في العمل الخيري، وإنشاء شبكة بيانات بالجمعيات الخيرية».

وطالب بالعمل الحثيث على «ترسيخ العلاقة بين العمل الخيري ومؤسسات وهيئات الدولة في مختلف النواحي لما فيه صالح العمل الخيري والإنساني، والعمل على تعزيز روابط العلاقة مع الأجهزة الإعلامية من جهة، وتفعيل دور وسائل التواصل التقنية الحديثة ووضع الخطط الإعلامية للجهات الخيرية».

وحث على «تأسيس «شراكات» بين القطاعات الخيرية المختلفة ثنائية أو ثلاثية أو أكثر من باب التخطيط للحملات والأنشطة وتنفيذ خطة إعلامية مشتركة تأخذ صفة الانتشار والتأثير».

وفي كلمتها، قالت اللجنة المنظمة للمؤتمر إن «هناك من الآفاق والأفكار الكثيرة التي تصب في تطوير العمل الخيري سواء على مستوى المنظمات الخيرية أو القائمين عليها أو البرامج والمشاريع المرتبطة بها».

واستدركت «ولكننا نحتاج إلى أرضية مناسبة تقوم الدولة بتهيئتها بعد أن تؤمن المؤسسة الرسمية بأن هذه المنظمات الخيرية تتحمل ما يقارب 60 إلى 80 في المئة من المسئولية التي ينبغي من المؤسسة الرسمية تحملها في بناء وتنمية المجتمع وفي تلبية الكثير من الاحتياجات المادية للعوائل والأسر الفقيرة والمحتاجة، علاوةً على الأمور الأخرى المتعلقة بتنمية المجتمع من التعليم والتثقيف والتوعية».

الغريفي: العمل التطوعي صدقةٌ وعبادةٌ

ومن جهته، اعتبر السيد عبدالله الغريفي في كلمته في افتتاح المؤتمر أن «العمل التطوعي هو صدقة وعبادةٌ وجهاد» وشدد على أن المطلوب هو أن يكون العمل الخيري طريقاً للدعوة إلى الله، وأن التأسيس الإيماني لحوافز العمل الخيري هو الأقوى والأقدر على صنع العقل الخيري وصنع الوجدان الخيري والسلوك الخيري،

وأضاف «بكل ثقة واعتزاز وأبارك وأثمن هذا الملتقى العملي فليس ترفاً ثقافياً ولا هوساً أن يتقدم مجموعة من الباحثين أن تعالج العمل الخيري في عملها وأن تؤسس لواقع متطور يرتقي بالعمل الخيري لكي يشمل الجوانب الثقافية والروحية والاجتماعية والأخلاقية والإنسانية وهذا هو الأمر الذي يحمّل هذا الملتقى مسئولية شديدة الخطورة وبالغة الحساسية كون التحديات التي تواجه العمل الخيري في هذا العصر وأدواتها، بل أصبحت الحرب موجهة ضد العمل الخيري».

وأردف الغريفي «المال الديني واضح كل الوضوح فيما هي مصادر هذا المال وفيما هي مسارات الحركة لهذا المال وهذا واضح ومكشوف، والعلماء الذين بيدهم المال يملكون من التقوى ويملكون الحرص على المحافظة على هذا المال، وكذلك يتوافرون على الحرص على أمن الأوطان والبلدان، مشدداً سماحته على أنه «محرمٌ حرمة مغلظة أن يُوظّف المال الديني وأي مال توظيفاً مضرّاً بالإنسان والأعراق والسلام وقيم الحق والفضيلة».

وشدد «على امتلاك الرؤية الفقهية والدينية للعاملين في المجال الخيري، كما حثّ المشاركين والقائمين على المؤتمر أن تجدد مقرراته طريق التنفيذ والانعكاس العملي لتوصياته على تطور العمل الخيري».

الحواج يدعو لاستدامة العمل الخيري

أما رئيس جمعية التوعية الإسلامية الشيخ باقر الحواج، فشدد على «أهمية الأخذ بأسباب النجاح والتقدّم لاستدامة وتطوير العمل الخيري والانتقال به إلى مساحاتها التنموية».

واعتبر الحواج أن «هناك عاملين يلعبان دوراً مؤثراً في العمل الخيري هما العدو المترصد به، والمستهدف تاريخياً للخير وهو «الشر» في كل أشكاله، والعامل الثاني هو عدم التخطيط وعدم التنظيم، موضحاً أن ذلك «آفةٌ» تنخر وتهدد العمل الخيري، منتقداً عدم المواصلة والاستمرار على ما بدأ به الآخرون والإدارات السابقة في بعض المؤسسات، فلا يكون هنالك تاريخ ولا قاعدة ولا جذور ولا مشاريع سبقت، مؤكداً أنه «لا مناص من الأخذ بأسباب النجاح والتقدم».

يحيى: ينبغي تدشين قاعدة بيانات للمؤسسات

فيما أوصى الباحث في مجال التربية والعلوم الإنسانية، العضو استشاري بجمعية مدينة حمد الخيرية الاجتماعية حسين علي يحيى في ورقته التي جاءت تحت عنوان «دور مؤسسات المجتمع المدني في تنمية العمل الخيري، نحو رؤية إستراتيجية تشاركية للنهوض بالعمل الخيري» إلى «حصر الجوانب التوعوية الدينية التي يمكن للمساجد والمراكز الدينية والحوزوية العاملة في محيط كل جمعية خيرية التنسيق معها بشأن تقديم منتديات ومحاضرات دعويّة لتشجيع الانخراط في العمل الخيري».

وحث يحيى على «المبادرة إلى تدشين قاعدة بيانات تستهدف رصد المؤسسات والجمعيات الأهلية المعنية بالمشاركة في العمل الخيري على مستوى مملكة البحرين، وتصنيفها بحسب علاقتها بمبادرات العمل الخيري ومشروعاته».

ودعا إلى «رصد الأدوار التفاعلية الخيرية المطلوب من مؤسسات حماية البيئة والشباب والأندية والمراكز الثقافية والرياضية المشاركة فيها، تحقيقا لأهداف الجمعيات الخيرية في خدمة المجتمع».

وطالب بالمبادرة إلى «عقد اتفاقيات شراكة مجتمعية محددة الأهداف والآليات، بحسب الحاجة، مع جمعيات النفع العام، مثل جمعية حماية المستهلك، المزارعين، والمحامين، والمهندسين، والأطباء وغيرها، والمبادرة أيضاً إلى عقد اتفاقيات تشاركية تعليمية وتدريبية مع المعاهد التعليمية ومراكز التدريب الإداري المهني والتقني، يستهدف تقديم دروس تقوية لطلبة المدارس، وذوي الاحتياجات الخاصة من أبناء الأسر الفقيرة».

ودعا إلى «المبادرة إلى عقد اتفاقيات أكاديمية- تشاركية مع بعض المعاهد والجامعات الخاصة لتوفير بعثات دراسية ومنح لخريجي الثانوية العامة المتفوقين والباحثين عن عمل، من أبناء الأسر الفقيرة».

واقترح «تبنّي برنامج تدريبي متكامل طويل الأمد، على شكل دورات تدريبية وورش العمل وحلقات نقاش، يستهدف تطوير أداء العاملين بالجمعيات الخيرية، إدارياً وتقنياً، وتنظيم برامج تبادل الزيارات بين الجمعيات داخل البحرين وخارجها للاطلاع على تجارب الجمعيات الرائدة، واقتراح إجراءات الاستفادة منها وتعميمها».

وأخيراً، فقد شدد يحيى على «تطوير تقنيات تواصل متطورة مع المشاركين في الأعمال الخيرية، تمكنهم من التواصل التفاعلي الآمن والمرن، بما يعزز ثقتهم في المؤسسة الخيرية، ويجعلهم شركاء نشطين في تنفيذ مشروعاتها ودعم برامجها».

سالم: شكوك الدولة بالعمل الخيري غير مبرر

وفي ورقته، قال الباحث سلمان عبدالله سالم في ورقته «دور مؤسسات الدولة في تنمية العمل الخيري والإنساني، متناولاً «أسباب شكوك الدولة في العمل الخيري ووصفه بالإرهاب» إننا «نجد الدولة تتعامل مع اليقين بأنه شكوك، والشكوك بأنه يقين، فتراها تفرط في تغافلها وتجاهلها عن الحالة الأولى، وتشدد بإفراط على الحالة الثانية، فلهذا نجد أن شكوك الدولة في العمل الخيري ووصفه بالإرهاب لا يتعامل معها بواقعية مع المؤسسات الخيرية والإنسانية، فبعض المؤسسات الخيرية التي يمتد عملها خارج حدود البلاد بمسميات مختلفة وتعلم الدولة بماهية عملها الحقيقي، وأنها تدعم الإرهاب التكفيري بعناوين مختلفة ومع ذلك يسمح لها الترويج لعلمها المشبوه في وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية ووضع الإعلانات الكبيرة في كل شوارع البحرين الرئيسية، لجمع التبرعات لجهات وضعها العالم على قائمة الإرهاب، من دون أن تتخذ الدولة ضد هذه الممارسات المضرة بالمجتمع الإجراءات القانونية».

وأضاف «وفي الوقت نفسه تمارس التضييق الطائفي والمراقبة الدقيقة على تبرعات وإيرادات وأعمال جمعيات خيرية وإنسانية أخرى، التي ينصب عملها في داخل البلاد، لسد احتياجات أبناء البلاد الأساسية، فشكوك الدولة في العمل الخيري الذي يؤدي دوره الوطني والإنساني ليس له ما يبرره قانونياً».

وشدد سالم على أنه «على المؤسسات الجمعيات الخيرية العمل الجاد لتشكيل كيان يجمعها تحت مسمى رابطة أو اتحاد أو تحت أي مسمى تراه مناسباً، حتى تتمكن من خلاله مطالبة الدولة بصوت واحد بحقوقها الأدبية والأخلاقية والإنسانية، والعمل الحثيث في ترسيخ العلاقة بين العمل الخيري ومؤسسات وهيئات الدولة في مختلف النواحي لما فيه صالح العمل الخيري والإنساني الأسر الفقيرة والمجتمع».

محمد: العمل الخيري البحريني يواجه تحديات كثيرة

أما الإعلامي والكاتب الصحافي سعيد محمد فذكر في ورقته «دور الإعلام في دعم العمل الخيري»، أن «العمل الخيري في المجتمع البحريني يواجه الكثير من التحديات، وليست تلك التحديات تنحصر في محدودية الموارد المالية للمؤسسات الأهلية العاملة في هذا القطاع فحسب، بل يضاف إليها حالة الانحسار التي يشهدها العمل التطوعي بصورة عامة في البحرين، علاوة على تفاوت تأثير العلاقة بين قطاع العمل الخيري والمؤسسات الإعلامية من مؤسسة إلى أخرى وفقًا لعناصر وعوامل أساسية سنأتي على ذكرها بصورة مختصرة، تبرز على إثرها مؤسسات وتغيب أخرى، على رغم قناعة مؤسسات الإعلام، المقروءة والمرئية والمسموعة، وكذلك قطاع الإعلام الجديد، بضرورة وحق القطاع الخيري في تقديم الدعم الإعلامي اللائق به وله، وإبراز جهوده للرأي العام».

وأضاف محمد «على مستوى الصحف والإعلام المحلي، لاتزال وضعية تغطية فعاليات العمل الخيري دون مستوى الطموح، وربما تظهر أنشطة العمل الخيري في فترة محدودة من العام وهي قبيل وأثناء شهر رمضان المبارك، ثم يضعف اهتمام الإعلام المحلي بأنشطة القطاع الخيري، وهنا، لابد من العمل على تعزيز روابط العلاقة مع الأجهزة الإعلامية من جهة، وتفعيل دور وسائل التواصل التقنية والخطط الإعلامية للجهات الخيرية.

وأردف «من المهم أن تكون الكوادر الإعلامية للجهات الخيرية قادرة على وضع التصورات والرؤية بمهنية عالية، وعدم الاكتفاء بالأخبار والتغطيات اليسيرة الاعتيادية، ولاسيما أن مشاريع وبرامج الجهات الخيرية تعدت النمطية التقليدية وانتقلت إلى مجالات أوسع».

واقترح «تأسيس شراكات بين القطاعات الخيرية المختلفة، ثنائية أو ثلاثية أو أكثر من باب التخطيط للحملات والأنشطة وتنفيذ خطة إعلامية مشتركة تأخذ صفة الانتشار والتأثير».

ودعا محمد إلى «العمل على تنفيذ ورش العمل التدريبية المتخصصة للكوادر الإعلامية بشكل مستمر، ومن المهم أن تشمل تلك الدورات مهارات «تقييم العمل وتحديد الاحتياجات واكتساب المهارات في مجالات التطور التقني»، والاستفادة من الخبرات الوطنية في هذا المجال».

صالح: التكامل ينقل العمل الخيري إلى التنموي

فيما أفاد مسئول البرامج التنموية (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي) علي سلمان صالح «من التدخل الخيري إلى التدخل التنموي في البحرين» أن «الانتقال من العمل الخيري إلى التنموي، يعني أيضاً الانتقال من العمل الفردي، والتنافس غير الصحي، والازدواجية في البرامج، إلى أشكال أكثر تقدماً من التنسيق (وهو أقل درجة) إلى مستويات أعلى من التشبيك، وصولاً إلى التكامل، لا يمكن تحقيق هذا الانتقال بشكل فردي، أو هو إن حصل فهو يحصل بصفته تحولاً في عمل الجمعية المعنية، ولكن لا يكون له أثر وطني إلا إذا اشتركت فيه معظم الجمعيات».

وأضاف «من ضمن الأفكار الممكنة، على سبيل المثال، هو سد الثغرات في نظام الحماية الاجتماعية، وبدل المساعدات المبعثرة، يمكن الدفع باتجاه نظام أرضية مشتركة للحماية الاجتماعية (ومعظم مكوناتها قائم حالياً في البحرين)، وفي هذا الصدد، يمكن دراسة الثغرات في هذا النظام، ووضع خطة مشتركة للصناديق من أجل سد هذه الفجوات بشكل منهجي، يتم وفقه توزيع الأدوار بشكل محدد (على سبيل المثال هل هناك ثغرة في موضوع البطالة والتشغيل، أو هل هناك ثغرة في مجال الإسكان... إلخ، وبناء عليه توضع الخطط على هذا الأساس)».

الخباز يقترح إنشاء رابطة إسلامية للعمل الخيري

ومن جانبه، دعا الناشط الاجتماعي أحمد الخباز إلى إنشاء رابطة إسلامية وطنية للعاملين والمهتمين بالعمل الخيري، ووضع لوائح داخلية منظمة للجمعيات الخيرية تراعي الأبعاد الشرعية للعمل تلك الجمعيات، والسعي مع المؤسسات الرسمية لإنشاء اتحاد للجمعيات الخيرية، والاهتمام بالتدريب وصقل الكوادر من الشباب والشابات وحثهم وتشجيعهم للمشاركة في العمل الخيري، وإنشاء شبكة بيانات بالجمعيات الخيرية.

العدد 4236 - السبت 12 أبريل 2014م الموافق 12 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 12:23 ص

      بوركت جهودكم يا جمعية التوعية

      شكرًا لجمعية التوعية وجهودها ودورها في خدمة العمل الثقافي والاجتماعي ..

اقرأ ايضاً