العدد 4238 - الإثنين 14 أبريل 2014م الموافق 14 جمادى الآخرة 1435هـ

منصة ثورات الربيع العربي

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

استهلت الندوة التي نظمتها «مجموعة 19» (إعلاميون بحرينيون مستقلون)، في مقر جمعية «وعد» الأربعاء الماضي، بحلقةٍ من البرنامج الساخر «شحوال»، تناولت تعاطي اثنين من المراسلين الطفيليين!

تقصى البرنامج قصة أحدهما حين كان في المغرب قبل سنوات، وهناك أثار مشكلةً ضد إحدى المدارس، بادعاء أن مدرسين شيعة يجبرون أطفاله على اعتناق مذهبهم! وحين جاء البحرين مؤخراً، حاول إعادة السيناريو نفسه، حين افتعل قصة الطفل عمر، بدعوى أن معلمته البحرينية تجبره على تقبيل حذائها يومياً! وهي قصةٌ أثارت زوبعةً حينها وتبيّن أنها كانت مجرد كذبة، حاول هذا الطفيلي، من خلالها الحصول على غنائم وبعض الفتات.

تتبع البرنامج أيضاً سفره إلى جنيف، حيث حاول مع زميله إثارة الشغب في بعض الجلسات الحقوقية، للتشويش على الوفد الأهلي البحريني. هذان المراسلان الطفيليان، كانا يفتعلان المشاكل للظهور، مع أن تلك القناة التي يعملان باسمها لا تنشر موادهما الرخيصة (عن المجاري والأنفاق المزعومة...)، وإنّما يبيعانها لقناةٍ تافهةٍ أخرى.

الندوة كانت تدور حول «منابر الإعلام الاجتماعي ودورها في تعزيز الحقوق وتوسيع الحريات»، وكان الحضور من الجيلين، المخضرم والشاب، اعترافاً بما لعبته وسائل التواصل الاجتماعي من دور كبير، في أحداث الربيع العربي.

صاحب برنامج «شحوال»، فيصل هيات، كان صحافياً رياضياً، لكنه تحوّل إلى ناشط سياسي وحقوقي، بعدما تعرّض إلى تجربة اعتقال مريرة، ضمن حملات الاعتقال الأولى، ذات النهج المكارثي المريع. وهو مثل آلاف آخرين صقلتهم تجربة الاعتقال السياسي، فأصبح إنساناً مختلفاً، وعياً وفكراً واهتمامات. يقول إنه لا يمكن لأحدٍ أن يمنعك من التعبير عن رأيك اليوم إلا بالقوة الجبرية وإيداعك السجن. المعلومة بالأمس كنت تطاردها واليوم هي تطاردك. وهذا التطور في وسائل التواصل الاجتماعي لصالح الشعوب، والطوفان سيقتلع جميع من يعترضه.

مقدّمة الندوة الصحافية عصمت الموسوي، تؤمّن بالقول إن هذه المنابر خلقت تفاعلاً غير مسبوق في مجال الإعلام، وهي لا تحتاج ترخيصاً ولا رأسمال، وقد استخدمتها الشعوب العربية في نضالها من أجل الحرية والكرامة. ومع ما فيها من محاسن إلا أن فيها سلبيات، كاستخدامها لإطلاق الشائعات والمعلومات المغلوطة (ذكرت مثالين بما تلقته صباحاً، أحدهما عن اختفاء الطائرة الماليزية في قندهار، والآخر ما أشيع عن تراجع وضع مكتبة فخراوي ونفته العائلة بعد ساعتين). ونوّهت إلى أنه حتى المسئولون الذين ينتقدون مواقع كـ «تويتر»، يستخدمون الموقع نفسه لإطلاق التصريحات، لأنهم ببساطةٍ، يريدون الوصول إلى أكبر شريحة من الناس.

الصوت الآخر، أحمد الحداد، وهو شابٌ عمل في كواليس الصحافة كمحرّر «ديسك»، ويحمل ماجستير في الإعلام، اعتمدت أطروحته على دراسة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في البحرين، رغم عدم تحمس المشرف عليها في البداية، باعتبار أنهم «مجموعة شباب وسيسكتون مع الأيام». وقد استعرض تاريخ ظهورها، وكيف استثمرها باراك أوباما في حملته الانتخابية للوصول إلى البيت الأبيض.

الاهتمام العربي بدأ في 2009، ووصلت الذروة مع انطلاقة الثورة التونسية في ديسمبر/ كانون الأول 2010. وبحرينياً، بدأ الاهتمام مع انطلاق حملة «على نفقة الدولة»، التي واجه فيها جمهور المواطنين الطرح المتخلف للتلفزيون الرسمي، بعاصفةٍ من السخرية والانتقادات. ويسجّل الحدّاد ملاحظةً بأن تلك الحملة لم تتفاعل معها الجمعيات لأن قياداتها من كبار السن. وهو ما يفسّر حالة المفاجأة التي صعقت الجميع - حكومة ومعارضةً - حين بدأ الحراك يوم 14 فبراير/ شباط 2011 ونزل آلاف الشباب إلى الشوارع باتجاه ميدان اللؤلؤة. ويطرح الحداد أرقاماً مهمةً تبيّن اعتماد الشباب على هذه الوسائل، سواءً في التواصل أو تلقي المعلومات أو الآراء السياسية المباشرة.

كثير من ثورات التاريخ اعتمدت على فصاحة الخطباء الذين تجلجل أصواتهم فوق المنصات، أما ثورات الربيع العربي فسيذكر التاريخ أنها انطلقت بهدوءٍ، في أروقة هذا العالم الافتراضي العظيم.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4238 - الإثنين 14 أبريل 2014م الموافق 14 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 10:03 ص

      من البحرين

      الصياح علي قدر الالم كل من وقف ضد ما تدعون من ثورة او يثبت ما حصل من انتهاكات وفوضي فى البلد يصبح طفيلي وكنت اتمني ان ييفوه بشئ عن اعلام السلمانية واعلام قصف الاباتشي وبالذات حين تكلم احد ويدعي بأنه مراسل بأن الجثث تاتي من الدوار وهو مرضخة بالدماء فقط تحاولون التصيد وباشياء تكون فى صالحكم وتتناسون اعلامكم المضلل ,, هذه ندواتكم وهذا اعلامكم!!!

    • زائر 19 | 6:46 ص

      الشعب

      الشعب مستمر فى ثورته ولن يهدى حتى تحقيق مطالبه المشروعة والله ياخد الحق

    • زائر 17 | 4:16 ص

      زائر 2

      فهل وسائل التواصل لم تؤثر بهم مثلا!! انتوا يالحبيب فيكم عبودية مصدية تطلعون لو تمون سنين ما بتغيرون

    • زائر 15 | 3:46 ص

      ألا ليت الهدوء يعود يوما

      انها ليست ثورات بل خيبات وويلات . يجدر بكل ذي عينين أن ينظر لأوضاع تلك الدول التي اندلعت بها تلك الفوضى وسيرى الانهيار الاقتصادي والانحدار الاخلاقي وتفكك العلاقات بين مكونات المجتمع السياسية بل وشيوع الكراهية بين أبناء الأسرة الواحدة .فضلا عن التمرد على كل شيئ وضياع هيبة تلك الدول التي لم تعد قادرة حتى على ضبط المرور ! أعجبني هذا القول لأحد الكتاب " ان أهم انجازات الرئيس القادم لمصر هو عودة الحياة بالدولة الى ما كانت عليه في يوم الرابع والعشرين من يناير" أي قبل اندلاع الفوضى بيوم

    • زائر 11 | 3:00 ص

      هذا الطفيلي ايضا

      هذا الطفيلي ايضا يقوم بعمل تقراير على اليوتيوب و يغير من صوته ويسىء الى الجارة قطر ... هذا طفيلي وباء على الخليييج

    • زائر 10 | 2:57 ص

      اتصدق,,,,,,سيد,,,,,,

      وهو ما يفسّر حالة المفاجأة التي صعقت الجميع - حكومة ومعارضةً - حين بدأ الحراك يوم 14 فبراير/ شباط 2011 ونزل آلاف الشباب إلى الشوارع باتجاه ميدان اللؤلؤة,,,,,,,الى ألحين فيه ناس ما فاقت من الصعقة,,,,,,
      عجبتني كلمة,,,,,,صعقة,,,,,,جدا مناسبة,,,,,,

    • زائر 7 | 2:05 ص

      اي ربيع اي خرابيط

      للحين تعتقد ان الشعب العربي ما يزال مصدق هذه الكذبة التي تسمونها ربيع عربي ؟ يا حبيبي اصحى من النوم خلاص الشعب فهم اللعبة و لم يبقى الا خريجي أكاديميات التغير الصهيونية و حلفاء ايران الأوباش الذين يطلبون على هذا النغم النشار

    • زائر 13 زائر 7 | 3:07 ص

      إنك لا تهدي من أحببت

      يقول الله تغالى لنبيه : إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء - و يقول أيضاً : ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم
      و يقول أيضاً : أُولَظ°ئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىظ° قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ غ– وَأُولَظ°ئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ

    • زائر 18 زائر 7 | 5:52 ص

      ألحين الشخص قال رأيه ‏

      الشخص اختلف معاك في الرأي وانته على طول كفرته هل تعرف أن هذه الآيات نزلت في الكفار يعني لو اختلفت معاك أكيد بتكفرني ‏

    • زائر 6 | 1:36 ص

      التشخيص الصحيح هو .

      كل صاحب لب حصيف لا بد ان يردك أن الوضع الحالي غير صحيح وحتما يحتاج الى تصحيح , فالامور أصبحت واضحة فكل ما يجري من ..... اعتقالات وسرقات لا تحتاج الى خبير لأكتشافها , فالمعول هو الله لتغيير الحال الى أحسنه .

    • زائر 3 | 1:05 ص

      في البحرين الحراك مستمر ويجب ان نحصل على كامل حقوقنا في الحياة الكريمة

      في البحرين الحراك مستمر ضد الظلم والاستبداد والقوانيين الجائرة والتعذيب والقتل والهجوم على بيوت الناس في انصاف الليل ويجب ان ينتهي كل شي ويحصل الشعب على كامل حقوقه

    • زائر 2 | 12:49 ص

      مراقب ...

      قصة الطالب عمر ليست كذبة يمكنك أن تراجع محاضر القضية بوزارة التربية واعترافات المدرسة بإفادتها بمركز الشرطة فلا تقدم لنا الحقائق على أنها أكاذيب ..
      ثم إن ما تسميه الحراك في البحرين في 14 فبراير لم يكن بسبب قنوات التواصل الاجتماعي أنت تعلم أنه كان بسبب الخطابات التحريضية والفتاوى التي جاءتنا من ضفة الخليج الأخرى والدليل أن السنة ومعهم الوطنيون الشيعة لم يستجيبوا لمثل هذه الدعوات فهل وسائل التواصل لم تؤثر بهم مثلا!!
      وأخيرا لا يوجد ربيع عربي ورب الكعبة .. بل هي فصل واحد من مسرحية كبيرة قادمة

    • زائر 4 زائر 2 | 1:12 ص

      خلكم على هالعقليات

      حتى في الشقيقة الكبرى الناس تحرروا من الاوهام واخذوا يطالبون بحقوقهم وكرامتهم الا انتم.مازلتم تتمسكون بالاوهام.خلكم على هالطائفية والاكاذيب وهي فرصة ليتسلق على ظهوركم امثال هؤلاء الطفيليين.والله لا يغير عليكم.

    • زائر 5 زائر 2 | 1:21 ص

      كذبه!!!؟؟؟

      الاستاذ قاسم, كيف تقول ان موضوع المدرسه والطالب عمر كان كذبه؟ الا يهمك اعتراف المدرسه؟ هي اعترفت بالحادثه ولكن اثبت لنا انت لو سمحت بان الموضوع كان كذبه!

    • زائر 8 زائر 2 | 2:08 ص

      الى الزائر 5

      لو كنت مكان هده المدرسه لعترفت اكثر مما قالته وانت اعلم كيف؟. ونقطه على السطر

    • زائر 9 زائر 2 | 2:56 ص

      طارت لكيور برزاقها

      من كذب وصنع البلبة قبض ومازال بعض السدج يلعب على اذقانها

    • زائر 12 زائر 2 | 3:03 ص

      كل هذا إكذوبه...

      عجب والله عجب...هل كل هذا الحراك الشعبي العارم مؤامرة التفاعل الشعبي مع الحراك نساءً قبل الرجال شيباً قبل الشباب ...الاف المعتقلين..قتل المئات من المعرضين..فصل الاف من الوظائف..هدم المساجد هل هي اكذوبة...التجنيس اكذوبة ..الفصل العنصري في الوظائف والخدمات أكذوبة...كفاية تعمية وغلق الاذان ...والله سائلكم والشاهد عليكم ان كنتم تؤمنون به..
      كفاية نوم وعسل...الوطن كله مجروح

    • زائر 1 | 10:24 م

      وننتظر يوم التغيير الحقيقي سيدنا

      شباب متحمس مقابلها سلطة متمرسة وذات خبرة في تغيير الامور لصالحها هل يستمر الحال كما هو يرمى عليك بالفتات ويشاركونك فيه ويستحوذون على الكثير من الخيرات هم ومن يرغبون فيهم ويعيشون رغد الحياة سفرات يخوت سيارات وكل ملذات الدنيا الواقع يقول يالهاشمي التغيير في الطريق كثرة المتاريس لم يصل لمحطته النهائية حتى الان ونطلبها من رب العزة ان يمد عمرنا يوما واحدا لنعيش تلك اللحظات الجميلة عندما يكون الشعب مصدرا للقرار

اقرأ ايضاً