العدد 4240 - الأربعاء 16 أبريل 2014م الموافق 16 جمادى الآخرة 1435هـ

بين «التميز» و«التمييز» في المجتمع المدرسي

تسمى المؤسسة التعليمية الرسمية المعنية بالتعليم في غالبية الدول العربية باسم وزارة التربية والتعيلم، وقد قدمت التربية على التعليم، إذ يفترض أن تربي المؤسسات التابعة لها النشء لتخرج أجيالاً صالحة في المجتمع، ليس علميّاً فقط، بل حتى على مستوى الأخلاق، فالطلاب يقضون أكثر من ثلث يومهم في المدرسة، فضلاً عن كون المدرسة تؤثر في سلوكات النشء مثلها مثل الأسرة.

«الطلاب» إن صح التعبير هم المنتجات التي يفترض أن تقدمها المدارس إلى المجتمع، وهوما يمكن أن تقيس عليه نسبة «جودة» العلم الذي يقدم فيه، لذا فإن مؤسسات التعليم تلك تسعى إلى “التميز” في تقديم كل ما هو جيد لمنتجها وهو «الطالب». لذا فالتميز المدرسي أصبح ضرورة حتمية، وخصوصا أننا نملك أحدث النظم التعليمية من مناهج ومعلمين وتكنولوجيا، بالإضافة إلى طموح الطلاب لتحقيق التميز العلمي.

في غمار سعي الطلاب ومدارسهم إلى التميز يبدو أن «آفة» بدأت بالانتشار بشكل كبير لتشوه الجانب الجمالي للتميز، وهي «التمييز»، فالتمييز هنا نقصد به خلق الفرق بين الطلاب، ليس من مقياس الفروق الفردية، فهذا أمر طبيعي، بل بمقياس «الحسب» و«صلة القرابة»، إذ تجد هناك بعض المعلمين يتعمدون إظهار التمييز بين الطلاب في كل شيء، حتى على مستوى الدرجات، كأن يعطى طالب درجات أكبر كونه ابن مدرس ما في المدرسة أو حتى قريب، بينما يُتعمد تقليل درجة الطالب المنافس ليكون «القريب» هو الأول.

قد يعتبر البعض هذا هراء وربما تكون الغيرة هي سبب اختلاق هذا الأمر، إلا أنه بات واقعاً ويحدث بكثرة في مجتمعاتنا المدرسية، وهذا ما يؤدي إلى خلق الكراهية والأحقاد بين الطلاب، وبذلك تكون قد غرست صفة وخلق غير حميدين في الطالب (المنتج)، وعليه تكون قد شوهت جيلاً ولم تربِّه.

احرصوا أيها المعلمون على أن تعدلوا بين الطلاب، فربما تكونون أنتم أيضا تعرضتم لهذه المواقف عندما كنتم طلاباً، لذا نتمنى ألا تكرروها في الأجيال التي بين أيديكم، فهم أمانة، واسعوا إلى تربيتهم وتهيئتهم لا تدميرهم.

مناهل

العدد 4240 - الأربعاء 16 أبريل 2014م الموافق 16 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً