قالت الحكومة الأوكرانية إنها لن تهاجم الانفصاليين الموالين لروسيا خلال عيد القيامة في حين هددت حليفتها الولايات المتحدة موسكو بعقوبات جديدة إذا لم تقنع الانفصاليين بالاستسلام.

ولم تبد الحكومة الأوكرانية أي مؤشر يذكر على محاولة استعادة نحو 12 من مجالس البلدية وأقسام الشرطة ومواقع أخرى سيطر عليها الانفصاليون في الأسبوعين الماضيين رغم إعلانها عن بدء عملية «لمكافحة الإرهاب».

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن وزير الخارجية أندريه ديشيتسيا قوله أمس السبت (19 أبريل/ نيسان 2014) «توقفت عملية مكافحة الإرهاب خلال الاحتفال بعيد القيامة ولن نستخدم القوة ضدهم (الانفصاليين) في هذا الوقت».

وهدد ديشيتسيا الجمعة الانفصاليين بأنه قد تتخذ ضدهم «إجراءات ملموسة على نطاق أكبر» إذا لم يبدأوا في الاستسلام لمراقبي السلام الدوليين.

والتقى ديشيتسيا في كييف أمس مع مسئولين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تضم أعضاء حلف شمال الأطلسي وروسيا. وستشرف المنظمة على تنفيذ اتفاق جنيف الذي اتفقت بموجبه روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على عملية لنزع السلاح وإنهاء احتلال المباني في إطار برنامج أوسع نطاقا لنزع فتيل أسوأ أزمة بين الشرق والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة. وقال مسئولون من المنظمة إن الانفصاليين لم يبدوا أي دلالة حتى الآن على أن لديهم «إرادة سياسية» للاستسلام.

وبعد أسابيع من الاتهامات المتبادلة أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إلى إمكانية تحسين العلاقات مع الغرب لكنه أوضح أن الأمر يعتمد على تنازلات من خصومه في الأزمة المتعلقة بأوكرانيا.

وقال بوتين في حديث تلفزيوني رحب فيه بتعيين أمين عام جديد لحلف شمال الأطلسي «أعتقد أنه لا يوجد ما يعوق التطبيع والتعاون الطبيعي (مع الغرب)... لا يعتمد هذا علينا أو بالأحرى ليس علينا فقط. هذا يعتمد على شركائنا».

ووفقا لنص مقابلة ستذاع في وقت لاحق على قناة روسيا التلفزيونية تحدث بوتين عن علاقة شخصية «جيدة للغاية» تربطه برئيس وزراء النرويج السابق ينس شتولتنبرج الذي سيخلف أندرس فو راسموسن أميناً عاماً لحلف الأطلسي في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. وقال بوتين في المقابلة «ولكن دعونا نرى كيف سيطور العلاقات في إطار منصبه الجديد». ولم يحدد بوتين ما يأمل أن يقوم به الغرب.

إلى ذلك، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن وزير بولندي ان السلطات ستعلن الأسبوع المقبل نشر قوات أميركية في بولندا لتعزيز قوات حلف الأطلسي فيها على خلفية التوتر في أوكرانيا المجاورة.

وبحسب تصريحات وزير الدفاع البولندي توماس سيمونياك الذي التقى الخميس نظيره الأميركي تشاك هيغل فإن المسئولين العسكريين يدرسون تفاصيل هذه الخطة التي ستقوم في إطارها بولندا بدور مهم «تحت إشراف أميركي».

وقال الوزير إنه سيتم نشر جنود أميركيين في دول البلطيق أيضاً لتعزيز حضور الحلف الأطلسي في أوروبا الوسطى والشرقية.

وردا على سؤال لوكالة «فرانس برس» قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي إن هناك بعض الإجراءات المزمع القيام بها «لتعزيز التفاعل على الأرض وفي الجو والبحر في أوروبا» مضيفاً «بعض الإجراءات ستتخذ بشكل ثنائي مع الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي والبعض الآخر ستنفذ من خلال الحلف ذاته».

وكان وزير الدفاع البولندي قال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي «نحن نتحدث أيضاً في شأن وجود قوات أميركية في بولندا» متفادياً مع ذلك المطالبة بتركيز قواعد أميركية على أراضي بولندا وهو المطلب الذي عبرت عنه المعارضة البولندية المحافظة.