العدد 4243 - السبت 19 أبريل 2014م الموافق 19 جمادى الآخرة 1435هـ

الاضطرابات في أوكرانيا: عظات عيد الفصح في كييف وموسكو تُظهر عمق الانقسام

الوسط – المحرر السياسي 

تحديث: 12 مايو 2017

أظهرت عظات عيد الفصح التي ألقاها القساوسة في كييف وموسكو عمق الانقسام في أوكرانيا في ظل تزايد حدة التوتر في شرق البلاد.

واتهم رأس الكنيسة الأرثوذوكسية في أوكرانيا، البطريرك فيلاريت، روسيا "بالشر" و"القسوة".

وطلب رأس الكنيسة الروسية، البطريرك كيريل، من الله إحباط خطط من يريدون فصل روسيا وأوكرانيا.

وقال البطريرك الأوكراني فيلاريت في عظة عيد الفصح إن "أمتنا المحبة للسلام التي تخلت طواعية عن الأسلحة النووية تواجه العنف. هناك الكثير من الظلم."

وأضاف: "الدولة التي ضمنت استقلاليتنا ووحدة أراضينا اعتدت. ولا يمكن أن يقف الله بجانب الشر لذا، فعدو الشعب الأوكراني محكوم عليه بالهزيمة.. ونسأل الله أن يساعدنا على إحياء أوكرانيا."

وفي موسكو، نادى البطريرك الروسي بإحلال السلام، وقال إنه "يجب أن يحل في قلوب وعقول اخوتنا بالدم والإيمان".

وأضاف إن أوكرانيا كانت "تاريخيا وروحانيا" متحدة مع روسيا. وصلى من أجل تولي "سلطة شرعية منتخبة" في أوكرانيا، قائلا "نحن شعب موحد أمام الله."

وقال الرئيس الأوكراني المؤقت، اوليكسندر تورشينوف، في رسالته بمناسبة عيد الفصح "إننا نعيش فترة صعبة، أثبت فيه الشعب الأوكراني نضاله من أجل الحرية والعدالة".

وفي حوار يُذاع كاملا يوم الأحد في برنامج "واجه الصحافة" على قناة إن بي سي الأمريكية، يقول رئيس الوزراء الأوكراني المؤقت، أرسيني ياتسينيوك، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يحاول "إحياء الاتحاد السوفيتي".

ويضيف رئيس الوزراء الأوكراني قائلا إن بوتين إذا نجح (في مسعاه)، ستكون هذه "أكبر كوارث هذا القرن".

وفي شرق أوكرانيا، يستمر احتلال النشطاء الموالين لروسيا المباني الحكومية.

وأوردت تقارير في وسائل الإعلام الروسية سقوط قتلى في تبادل لإطلاق النار قرب مدينة "سلوفيانسك" شرقي البلاد.

كما وردت تقارير بالخسائر في المنطقة من قبل، لكن لم يتم التثبت من صحتها.

ومن المتوقع أن يُجري وسيط من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا محادثات مع النشطاء الموالين لروسيا يوم الأحد.

وقال رئيس وفد المنظمة في كييف إن مهمته ستكون في مدينة "دونستيك" لمحاولة إقناع المحتجين بقبول الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الخميس لحلحلة الأزمة.

وتعيش أوكرانيا في أزمة منذ الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش في فبراير/شباط.

وضمت روسيا شبه جزيرة القرم، وهي جزء من أوكرانيا بأغلبية ناطقة بالروسية، بعد استفتاء أيد انضمام القرم إلى الاتحاد الروسي.

الأمر الذي أثار حفيظة المجتمع الدولي.

واحتل نشطاء موالون لروسيا المباني الحكومية في عدد من المدن في شرق أوكرانيا، وطلب الكثيرون منهم دعما روسيا.

المحتجين في شرق روسيا: حكومة كييف "غير شرعية"

واتفقت روسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، في المفاوضات التي عُقدت في جنيف الخميس، على حل المجموعات المقاتلة غير القانونية في أوكرانيا.

كما اتفقت هذه الأطراف خلال اجتماعها على ضرورة نزع سلاح من يحتلون الممتلكات الحكومية وإجلائهم عنها.

ولكن المتحدث باسم المحتجين في مدينة دونستيك قال إن الحكومة في كييف "غير شرعية"، ولوح بعدم مغادرتهم حتى استقالة الحكومة.

وقال المبعوث السويسري، كريستيان شوينينبرجر، الذي ترأس بلاده منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إن المراقبين تحدثوا إلى بعض المحتجين في شرق أوكرانيا، "وحتى الآن، لا توجد إرادة سياسية لديهم لتجاوز الأزمة".

وقال وزير الخارجية الأوكراني، أندري ديششيتسيا، إن العمليات التي تستهدف المسلحين الموالين لروسيا توقفت خلال عيد الفصح.

وطالبت الحكومة الأوكرانية المؤقتة بإحلال الوحدة الوطنية، ووعدت بالاستجابة لبعض مطالب المحتجين الموالين لروسيا.

وتتضمن هذه المطالب تحقيق لامركزية السلطة وضمان حالة اللغة الروسية.

بينما حذرت الولايات المتحدة من أن الأيام القادمة ستكون هامة. ولوحت بالمزيد من العقوبات ضد روسيا إن فشلت في الالتزام بالاتفاقية.

ومن المرتقب زيارة نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لكييف الثلثاء المقبل بعد انتهاء إجازة أعياد الفصح.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً